يوم الاثنين 8 أيار (مايو)، عقدت عضو الكونغرس الأميركي النائبة ديبي دينغل (ديمقراطية-ديربورن) وعضو مجلس نوَّاب ميشيغن عبدالله حمود (ديمقراطي-ديربورن) اجتماعاً عاماً «تاون هول» لمناقشة أبرز القضايا التي تهم المجتمع المحلي طغى عليها اهتمام الحضور البالغ في سبل معالجة آفة انتشار تعاطي المخدرات والاضطرابات النفسية التي يعاني منها الكثيرون بصمت.
اللقاء جرى في قاعة «ميشيغن» داخل حرم «جامعة ميشيغن-ديربورن» وضم حشداً من نشطاء المجتمع المحلي والطلاب، والمواطنين المهتمين، إلى جانب أعضاء ائتلاف «سايف» لمكافحة تعاطي المخدرات.
ونظمت الندوة بالتعاون بين منظمة «سايف» ودائرة النقل العام في بلدية ديترويت، اللتين قامتا بتوفير الموارد والمعلومات بشأن القضايا المطروحة، غير أن محور اللقاء المفتوح انحصر، إلى حد كبير، حول مناقشة أثر تعاطي المخدرات على المجتمع المحلي في ديربورن، وقد شهدت المدينة قبل أيام حادثة انتحار شاب من أبناء ديربورن في منزله شنقاً بسبب إدمانه على الهيروين.
وفي هذا الصدد قالت النائبة دينغل: «في كل اجتماع تاون هول، لا يمكنك توقع ما سيحدث»، وأضافت مبدية ملاحظتها على اللقاء أن «تركيز المجتمع المحلي المفاجئ على الصحة العقلية وآفة تعاطي المخدرات يدل على مدى أهمية قضية الإدمان»، مؤكدة على ضرورة التمييز بين تناول العقاقير الطبية لدواعي صحية وآفة تعاطي الهيروين والمواد الأفيونية المخدرة.
وفي معرض ردها على الاستفسارات والقصص الذاتية التي سمعتها دينغل من الحضور تطرقت إلى الجانب الشخصي أيضاً متحدثةً عن تجربتها الخاصة مع شقيقتها التي صارعت مشكلة الإدمان على المخدرات، وأثنت على اهتمام المجتمع «لإثارته حيزاً أكبر لمناقشة الإدمان على المخدرات في هذا الاجتماع أكثر بكثير من أي اجتماع تاون هول آخر».
وأجمع الحاضرون على أن ديربورن ليست لديها مناعة استثنائية من ظاهرة انتشار تعاطي الهيروين التي تعصف بالولايات المتحدة عموماً، ولاسيما في الغرب الأوسط. وقد دعا المتحدثون الحضور ونشطاء المجتمع المدني إلى تبني طرق علاجية وتأهيلية بدلاً من اتباع الإجراءات العقابية الصارمة وإلصاق وصمة العار بالمدمنين.
حسن عبد الله، المدير التنفيذي لائتلاف «سايف» الذي تشكل حديثاً، كرر مجدَّداً أن الإدمان «هو مرض بحد ذاته ومن الأهمية بمكان التعامل معه من هذا المنطلق، سواء من الناحية الاجتماعية أو الطبية أو العاطفية»، لافتاً إلى أن تلك هي العوامل الثلاثة الرئيسية لمعالجة هذه المسألة. وذكر الجمهور بأن هناك أشخاصاً يقومون حالياً بهذا العمل للمساعدة في القضاء على هذه الآفة التي تتفاقم وتتصاعد بسبب الضغوط الاجتماعية ونظرة الناس السلبية إلى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية، بالإضافة إلى مشكلة غياب الأماكن العامة أو الأندية التي يمكن أن يلجأ اليها المبتلون بالإدمان لايجاد ملاذ آمن يواسيهم في محنتهم.
وفي نفس الإطار، كررت الممرضة فيروز بزي، المرشَّحة لعضوية مجلس بلدية ديربورن، أن الإدمان «هو مرض»، وحثت الجمهور الحاضرين على التماس المساعدة لاحبائهم المتضررين.
«هناك وصمات عار كبيرة على جبين المدمن» قالت وهي تحاول نقل الحديث عن الشباب إلى التركيز على الصراع مع الإدمان الذي تعاني منه مجموعات من كبار السن، مضيفةً «الإدمان لا يقتصر على عنصر الشباب فقط فهناك افراد بعمر الستين والسبعين وحتَّى الثمانين يعانون من الادمان على المخدرات وهم مصابون بالاكتئاب ويطلبون المساعدة لكنهم منسيون».
من ناحيته، دعا النائب العربي الأميركي في مجلس نواب ميشيغن، عبدالله حمود، إلى إعادة النظر بالإجراءات العقابية في نظام العدالة الجنائية بحق المدمنين، بما يساعدهم على الخروج من أزمتهم.
وقال «عندما يمثِّل أحدهم أمام المحكمة بتهمة تتعلق بالمخدرات، غالباً ما يكون مصيره السجن الإجباري. دون أي اعتبار للأدلة الظرفية» مطالباً بإيلاء مزيد من الاهتمام بالأسباب الدافعة إلى تعاطي المخدرات وسبل مكافحتها بدل إنزال عقوبات قاسية بحق المدمنين.
وفي موضوع الصحة النفسية، قال حمود إن «تمويل مؤسسات الصحة العقلية تم تجميده لعقود طويلة بل إنه في الآونة الأخيرة شهِد انخفاضاً أكبر.. فنحن لا نمول بشكل كاف ولا ندفع الاجور الملائمة للعيادات والاخصائيين ليقوموا بدورهم»، مطالباً مجلس الولاية التشريعي بإقرار مشروع قانون في هذا الصدد.
وفي تعليقه على قرار مجلس النواب الأميركي بإلغاء نظام «أوباماكير» للرعاية الصحية، أشار حمود إلى أن القانون أصلاً لم يشكل الحل الشافي بالنسبة لسكان ميشيغن، فهو «وإن وفر التأمين الصحي للكثيرين من غير المؤمنين، إلا أن الكثيرين من سكان الولاية لازالوا غير مؤمّنين كما يجب».
وأقرت دينغل أن «الغموض الذي يكتنف التشريعات الصحيَّة الأخيرة يعني أمراً واحداً هو أن المشرِّعين المحليين لا علم لهم بموضوعية النص النهائي لمشروع قانون الرعاية الصحيَّة الجديد».
ومن المواضيع التي ناقشها المشرعان أيضاً مسألة النقل العام وإصلاح البنى التحتية
وأبلغت دينغل «صدى الوطن» بعد الإجتماع ان «البنية التحتية هي واحدة من القضايا التي علينا التوافق حولها»، لافتة إلى أن شبكات المياه «يجب أن تكون جزءاً من النقاش».
Leave a Reply