ديربورن – «صدى الوطن»
قبل توجهها إلى واشنطن لحضور خطاب حال الاتحاد، لم تبدِ النائبة العربية الأميركية في الكونغرس رشيدة طليب (ديمقراطية –ديترويت) أي تراجع عن تصريحاتها المثيرة حول مساعيها لعزل الرئيس دونالد ترامب بما في ذلك الشتيمة التي وجهتها له مباشرة بعد توليها مقعدها مطلع العام الجاري.
وفي مقابلة مع صحيفة «صدى الوطن»، السبت الماضي، أكدت أول مشرعة أميركية مسلمة تحت قبة الكابيتول، بأنها أطلقت تلك التصريحات على سجيتها، وقالت: «ليست سياسية مصقولة، أنا فخورة بمن أكون، وبحقيقة كوني شخصاً صريحاً».
وأشارت طليب التي انتخبت عن «الدائرة 13» في ميشيغن، إلى أن تعرضها للانتقادات والهجوم عليها ليس شيئاً جديداً في مسيرتها، مؤكدة أن سهام الانتقادات صوبت نحوها قبل تصريحاتها المهينة بحق الرئيس الأميركي.
وأشارت النائبة الفلسطينية الأصل إلى أنها تلقت رسائل كراهية وتهديدات بالقتل خلال حملتها الانتخابية العام الماضي، معترفة بأن أسلوبها المباشر في التعامل مع القضايا العامة لا يروق للكثيرين بمن في ذلك بعض العرب الأميركيين، لافتة إلى أن ناخبيها في «الدائرة 13»، ذات الأغلبية السوداء، يشعرون بالفخر لطريقة تعبيرها وموقفها المناهض لترامب.
طليب التي كانت أيضاً أول امرأة عربية مسلمة تنتخب لعضوية مجلس ميشيغن التشريعي في 2008، أضافت: «أنا لم أترشح يوماً (للخدمة العامة) لكي أكون الأولى في أي مضمار، ولكنني ترشحت لأنني لا أحب البلطجة، ولا أحب حقيقة أن الشركات الكبرى تستمر في إهانة أسرنا العاملة، وأن تستمر بذلك دون حسيب أو رقيب».
وأعربت طليب عن اعتقادها بأن الكثيرين يعرفون بأنها ترشحت لعضوية الكونغرس، وفي نيتها العمل على عزل ترامب، مشيرة إلى استجابتها لدعوة النائب الديمقراطي إيليجاه كامينغز بالانضمام لـ«لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي»، التي يرأسها.
وقالت: «من خلال هذه اللجنة يمكن بدء عملية عزل الرئيس»، مضيفة: «دائماً ما أقول للناس: فكروا في القانون والنظام.. الجزء الأول من عملية العزل هو التحقيق، وبعدها ترسل كل تلك المعلومات إلى المحاكم، وفي الحالة التي نتحدث عنها، ترسل المعلومات إلى مجلس الشيوخ».
وعن المدخل لإجراءات عزل ترامب، استبعدت طليب أن تكون لتحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر دور في ذلك، مؤكدة أنها تنطلق في طرح العزل من قاعدة «تضارب المصالح»، مشيرة إلى وجود فقرة في الدستور الأميركي تحظر على الرئيس إدارة الاستثمارات الخاصة، داخل البلاد أو خارجها، أثناء توليه المنصب.
وقالت: «إن شركات ترامب لا يزال يديرها الرئيس، وهذا يخلق تضارباً في المصالح»، واستدركت قائلة: «ليست لدينا أية فكرة عن استثماراته، وهذا شيء أكبر من قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية».
وشددت: «لا نريد مديراً تنفيذياً يدير شركاته الخاصة من داخل البيت الأبيض. إنه لا يتخذ القرارات لمصلحة الشعب الأميركي وإنما لمصلحة شركاته، وتضارب المصالح هذا.. هو شيء خطير».
مقاطعة إسرائيل
وحول اتهامها بمعاداة السامية، بسبب مواقفها المؤيدة لـ«حركة مقاطعة إسرائيل» (بي دي أس)، أكدت الناشطة المخضرمة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة أنها «تؤيد العدالة وحقوق الإنسان في كل مكان». وقالت:«من المؤلم أن يصفك شخص ما بأنك عنصري. لقد خدمت في مجلس ميشيغن التشريعي لست سنوات، وكنت طوال حياتي ناشطة حقوقية ومدنية، ولم أؤيد إطلاقاً أي شكل من أشكال الكراهية».
وأكدت أنها تدعم حقوق الشركات والمنظمات الطلابية والأفراد الذين يختارون مقاطعة إسرائيل، وقالت: «إن محطات المقاطعة الاقتصادية في تاريخنا كثيرة وأساسية، وإن الكثير مما نفعله في نطاق حرية التعبير يندرج ضمن المقاطعة الاقتصادية».
وعزت انهيار نظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا إلى المقاطعة الاقتصادية التي لعبت –أيضاً– دوراً حاسماً في تحصيل الكثير من حقوق النساء والأفارقة الأميركيين في الولايات المتحدة، لافتة إلى أن إسرائيل تمارس سياسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. وقالت: «عندما كنت في الـ11 من عمري، قمت مع أمي بزيارة فلسطين، ولاحظت التشابه بين حياة الناس هناك وبين حياة السود التي قرأنا عنها في كتب التاريخ الأميركية، خلال النصف الأول من القرن العشرين».
وأشارت إلى أنها تعد للقيام بزيارة للشرق الأوسط في الربيع المقبل تشمل الأراضي المحتلة، برفقة أعضاء من الكونغرس، لإطلاعهم على حقيقة الأوضاع في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وقالت: «إن الكثيرين من أعضاء الكونغرس ليس لديهم إطلاع كاف عما يجري هناك».
طليب التي أدت قسم اليمين الدستورية، في كانون الثاني (يناير) الماضي، وهي ترتدي ثوباً فلسطينياً تقليدياً، نفت صحة الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام، بأنها أقسمت على نسخة من القرآن الكريم كان يمتلكها الرئيس الأميركي الراحل توماس جيفرسون، وأكدت أنها حلفت اليمين على نسختها الخاصة من المصحف الشريف.
وأشارت إلى أنها تضع في مقدمة أولوياتها تأسيس مراكز للخدمات الاجتماعية في دائرتها التي تضم معظم مدينتي ديترويت وديربورن هايتس، إضافة إلى كامل مدن غاردن سيتي وإنكستر ووين ووستلاند وهايلاند وإيكورس وريفر روج ورميلوس وردفورد، والتي تعتبر إحدى أكثر الدوائر الانتخابية في الكونغرس.
يمكن مشاهدة المقابلة باللغتين العربية والإنكليزية عبر صفحتي «صدى الوطن» على فيسبوك.
Leave a Reply