سامر حجازي – «صدى الوطن»
أسفرت الانتخابات العامة الأخيرة، عن فوز المرشح العربي الأميركي عبدالله حمود بمقعد مدينة ديربورن في مجلس نواب ولاية ميشيغن، غير أن بعض أحياء المدينة ذات الكثافة العربية العالية لا تتبع للدائرة الانتخابية ١٥، بل هي مشمولة في «الدائرة ٩» التي تضم أجزاء واسعة من الجزء الغربي من مدينة ديترويت بما في ذلك منطقة وورنديل، التي يمثلها حالياً النائب الديمقراطي هارفي سانتانا.
النائبة عن «الدائرة 9» في مجلس نواب ميشيغن سيلفيا سانتانا |
وقد نجحت سيلفيا سانتانا في الانتخابات الأخيرة بالاحتفاظ بمقعد زوجها الذي لم يخض السباق الانتخابي بسبب قوانين الولاية التي تمنع النواب من الترشح لولاية رابعة على التوالي.
وأكدت سانتانا خلال حملتها الانتخابية أنها تعرفت على العديد من ناخبيها، لاسيما في أوساط الجالية العربية الأميركية المتنامية في المنطقة، الى جانب أقليات أخرى مثل الأميركيين الأفارقة واللاتينيين إضافة الى البيض الذين يشكلون أقلية في هذه الدائرة الانتخابية المتنوعة.
«لقد استقبلنا للتو، ورحبنا بقدوم 1300 لاجئ إلى مجتمعنا» أعلنت سانتانا، معربةً عن اعتقادها «أن مجتمعنا هو مجتمع تعددي مختلط بشكل جيد وأنا أحب ذلك فيه، وهذا لا يمنع من وجود مخاوف يمكننا معالجتها ولكن عموماً لدينا كل القيم العائلية المطلوبة هنا وهمّنا إنشاء أحياء سكنية جيدة مجتمع عظيم».
التعدُّدية والتنوع ليسا غريبين على النائبة المنتخبة سانتانا. فبينما تعود أصول زوجها الى بورتوريكو، تعود جذورها العرقية هي إلى إفريقيا وينعكس هذا التنوع على أطفالها الثلاثة الذين أنجبتهم من هذا الزواج.
إلا أنها تريد أن تبني لنفسها صورة مستقلةً عن زوجها فأشارت الى أنه على الرغم من أنها ستحل محله في مجلس النوَّاب، لكن ينبغي على الناخبين الا ينظروا اليها باعتبارها مكملةً فقط لما تبقَّى من ولايته.
«هارفي وأنا زوجان متكافئان ونرى الأمور بنفس المنظار في قضايا معينة»، أسهبت سانتانا. وأضافت «لكنني أريد أن أكون مشرِّعة مستقلة، وأنا متأكدة من وجود توقعات مسبقة بأننا سنكون متطابقين في كل شيء، ولكنني متأكدة من أن الأمر لن يخلو من إختلافات كذلك».
وكانت سانتانا قد حصلت على مقعدها في مجلس النواب في ما وقت يصفه الديمقراطيون بأنه عصيب بسبب حصول الجمهوريين على الأكثرية العددية في الولاية مرة أخرى.
وإذا كان هناك من قاسم مشترك كبير مع زوجها، فإنه محاولة إيجاد توازن للعمل مع الجانب الحزبي الآخر (الجمهوريين) من أجل ضمان الإنتاجية في حكومة الولاية.
«أريد أن انضم إلى المجلس التشريعي بعقل مفتوح» أفادت سانتانا ومضت للقول «أريد أن أعمل بشكل ملائم مع حزبي وأتعرف على أعضاء الطرف الآخر في الحزب الجمهوري المقابل لأن في ذلك مصلحة ميشيغن وهي أن نعمل معاً لجعلها مكاناً أقوى وأعظم».
وأبرزت سانتانا بعض أوجه القصور في عمل الحزب الديمقراطي مصرحةً أنها لم تفاجئ بأن الجمهوريين حصلوا على الغالبية في المجلس التشريعي، على الرغم من النكسات السياسية التي اصيبوا بها والتي شملت أزمة المياه الملوثة في فلنت. وكانت سانتانا قد حذرت منذ البداية من فشل حزبها في الاستفادة من الزخم الذي حققه صعود نجم السناتور بيرني ساندرز. وأردفت «أعتقد أننا تعامينا عن بعض النقاط الرئيسية واعتقد أن هذا الوضع يجلب لنا وللديمقراطيين تحديداً فرصة ثمينة للتمعن في القضايا وتحديد أين نحن بحاجة لتعزيز رسالتنا عموماً حتى نتمكن من أن نؤثر على قاعدتنا ونحملها على التصويت».
وعن عملها كعضو في مجلس النوَّاب استطردت سانتانا أن أحد اولويات برنامجها الانتخابي هو «جذب الشركات الصغيرة للمنطقة. فهناك الكثير من المستهلكين الذين يشترون من المصالح التجارية الواقعة خارج مناطقهم لأنه لا يوجد في أحيائهم تنوع تجاري، وبالتالي نحن نريد أن نرى ونخلق مجتمعاً متكاملاً. يمكن للناس فيه أن يمشوا من بيوتهم الى متجر أو مقهى قريب في الحي السكني، والعيش في منطقة سكنية والعمل فيها وقضاء وقت اللعب والترفيه فيها أيضاً».
واستدركت انها تريد أيضاً بناء علاقات تبادلية بين الجاليات والشركات القائمة على الصناعة التي تحيط بالأحياء السكانية.
«أود أن أوجد علاقة اكبر مع تلك الشركات القائمة على الصناعة لتكون قادرة على توظيف السكان محلياً»، تابعت سانتانا، ولاحظت انه «اذا تمكنا من بناء قاعدة للمواهب المهنية في عقر مجتمعنا، يمكننا عندها أن نكون صلة وصل لتلك الشركات التي تسعى للتوظيف المحلي، وأعتقد أن هذا سيكون عاملاً كبيراً في التنمية الاقتصادية».
وأوضحت سانتانا أنها التقت مع النائب العربي الأميركي المنتخب عبد الله حمود الذي يمثِّل الدائرة 15 الانتخابية وتضم ما تبقى من مدينة ديربورن. واكدت أنها تتطلع بشوق إلى العمل معه وفتح المزيد من الفرص أمام الجالية العربية.
وختمت سانتانا بالقول «ما زالت تربطني بالجالية العربية علاقة كبيرة وكان العديد منهم جيران لي سكنوا بجانبي ولقد كان لي الشرف بتبادل لقمة الخبز معهم. لقد التقيت بأفراد وعائلات من العراق وسوريا، لذلك أنا أتعاطف قلبياً معهم».
Leave a Reply