علي حرب – «صدى الوطن»
قبل ستة أشهر، حضر كيث أليسون، أول عضو مسلم في الكونغرس الأميركي، إلى ميشيغن للمساعدة في حملة بيرني ساندرز الانتخابية، لكنه اليوم يزور الجالية لسبب آخر هو مساندة منافسته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون للرئاسة الاميركية بمواجهة المرشَّح الجمهوري دونالد ترامب داعياً الى مشاركة أوسع للجالية والاقتراع للائحة الديمقراطية بأكملها.
فقد التقى أليسون مع نشطاء ورجال دين مسلمين في أحد المراكز الإسلامية في ضواحي ديترويت صباح الاثنين الماضي لمناقشة التحديات المشتركة وتشجيع المشاركة الانتخابية الواسعة للمسلمين الأميركيين في ولاية ميشيغن. وصرح عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية مينيسوتا، في مقابلة مع «صدى الوطن»، ان «رسالة ساندرز التقدمية لم تضِع بل باتت في عهدة حملة هيلاري كلينتون».
وقال أليسون إن كلينتون وساندرز عملا معاً من أجل وضع برنامج انتخابي «من أكثر البرامج شمولاً وتقدمية في تاريخ الحزب الديمقراطي». و«قد حققنا تقدماً في عدد من العوامل الرئيسية. في الواقع، قمنا بفرض بند مهم عندما بحثنا قيمة الحد الأدنى للأجور والضمان الاجتماعي، وتكاليف الدراسة الجامعية. لقد قطعنا بعض الخطوات الحقيقية إلى الأمام».
وأضاف أليسون أنه، جنباً إلى جنب مع جيمس زغبي وكورنيل وست، كنا قادرين على تقديم «لغة أكثر توازنا حول السلام في الأرض المقدسة» في برنامج الحزب.
وعلى الرغم من أن تعديلاً يذكر الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية قد رُفض من قبل مندوبي كلينتون، ينص بيان الحزب الديمقراطي على انه «يجب ترك الفلسطينيين ليكونوا أحراراً في حكم انفسهم ضمن دولة قابلة للحياة وخاصة بهم، في سلام وكرامة».
المسلمون ممثلون في الحزب الديمقراطي
وقال أول عضو مسلم في الكونغرس الأميركي إنه لا يمكن للمسلمين تجاهل استفزازات مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، واصفاً إياه بأنه أسوأ شخص ممكن ان يحوز على ترشيح حزب رئيسي. «انه يعطي الضوء الأخضر فعلياً الى المتعصبين في هذه الأمة».
وأردف أليسون «كو كلوكس كلان والنازيون الجدد دعموا ترامب علناً والمرشح الجمهوري يعمل على قمع الصحافة ويحرض على الكراهية ويجمع حوله ويُلهم القوى العنصرية ومن المهم أن نفهم ان هيلاري كلينتون قد أظهرت استعدادها للتعاون معنا واهتمت بالاستماع إلى ما يشغل بالنا وما علينا إلا الاستفادة القصوى من ذلك».
ولفت عضو الكونغرس الى «التناقض بين أسلوب الديمقراطيين المتنوع ومعاداة المسلمين لدى الحزب الجمهوري. «فسبعة مسلمين، بمن فيهم انا وأهل الكابتن خان ولاعب كرة السلة الأسطوري الأميركي كريم عبد الجبار، خاطبوا المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي».
وتابع «كان لدينا تمثيل جيد»، متسائلاً «ما كان يوجد بالمقابل في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري؟ كان هناك الكثير من الكراهية ضد المسلمين، جنباً إلى جنب مع الكراهية المعادية لللاتينيين وجميع أنواع الناس».
واشار الى وجود «مسلم واحد في مؤتمر الحزب الجمهوري وهو ساجد طرار، مؤسس منظمة «مسلمون أميركيون من أجل ترامب»، وقد خاطب المؤتمر الذي كانت معظم مقاعده فارغة، لمدة تقل عن ثلاث دقائق. وقد سُمع هتاف «لا إسلام»، صادر عن أحد المندوبين الجمهوريين خلال خطاب طرار، حسبما ذكرت وسائل إعلام متعددة.
كلينتون أكثر تفهّماً
واستطرد عضو الكونغرس المولود في ديترويت بأن «كلينتون كرئيس يمكنها معالجة قضايا الحقوق المدنية التي تهم العرب الأميركيين والمسلمين، بما في ذلك إغلاق الحسابات المصرفية التي يعتقد الناشطون الحقوقيون أن وراءه تحيز عنصري».
وأوضح أن الرئيس يعين وزير الخزانة الذي يمكنه معالجة هذه المسألة. «اذ انه لا يمكن، ببساطة إغلاق حسابات الزبائن على أساس العرق أو الدين، وهذا سبب آخر يحتم علينا دعم هيلاري كلينتون لأننا نعلم من أين يأتي دونالد ترامب… ويمكننا التأكد من أن كلينتون ستتفهم هذه المسألة، ويمكن أن نحرز بعض التقدم في هذا الإطار».
وحث أليسون المسلمين على التصويت لكامل اللائحة الديمقراطية في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) القادم «للضغط من أجل سياسات أكثر احتوائية وتقدمية». وأضاف «علينا أن نتذكر، بأن ليس فقط اسم دونالد ترامب وهيلاري كلينتون موجودَين على بطاقة الاقتراع بل هناك مرشحون تشريعيون أيضاً».
كتلة واحدة
ودعا أليسون المسلمين الأميركيين الى مزيد من الانخراط في الحياة المدنية لمواجهة الكراهية ضدهم، مشيراً الى أن «الابتعاد عن العملية السياسية لا يساعد» وأن «الجواب هو أن نكون أكثر انخراطاً». وشدد على ضرورة أن يكون العرب والمسلمون «كتلة انتخابية متراصة بامكانها مكافأة صانعي السياسات ومعاقبتهم من خلال العملية الديمقراطية».
وحذر بالقول «لا تقولوا هذا النظام سيء، وأنا لا أريد أن أكون جزءاً منه بل قولوا النظام ليس في الموقع الذي نريده الآن، لذلك نحن سنسعى لتكثيف المشاركة وجعلها حيث ينبغي أن تكون. هذا هو الجواب الحقيقي وهذه هي الطريقة التي نتمكن عبرها من تحقيق غدٍ أفضل».
وأضاف عضو الكونغرس «المشاركة يجب أن لا تتوقف مع التصويت. نحن (المسلمين الأميركيين) بحاجة إلى أشخاص لكتابة مقالات الرأي، وأن يكونوا أكثر انخراطا في وسائل التواصل الاجتماعي، وخدمة المجتمع، وحتى الترشح لمنصب الرئاسة. نحن بحاجة إلى أشخاص يشاركون في جميع جوانب الحياة الأميركية. هذا الأسلوب هو الذي سيوصلنا الى المبتغى».
تحالف الأقليات
أليسون، وهو أميركي من أصل إفريقي، يعرف جيدا أهمية الائتلاف والتحالف بين مختلف الفئات المهمشة. وفي هذا الصدد ذكر انه «قد رأينا في مختلف أنحاء البلاد وجود تعاون أكبر بين جماعات مثل «حياة السود مهمة» ومنظمات الحقوق المدنية الاسلامية لأننا نفهم ان شخصاً ما يُطلَق النار على شخص لأنه يرتدي غطاء الرأس (هودي) كذلك تُطلٓق النار بنفس الوقت على الإنسانة التي ترتدي الحجاب».
وأضاف أليسون «حتى اعضاء من طائفة السيخ تعرضوا أيضاً للاعتداء من قبل المتعصبين الذين كانوا يعتقدون انهم من المسلمين على الرغم من أنهم أبعد ما يكونوا عن الإسلام».
ومضى يقول «لدينا مصالح مشتركة. لا تنسوا المجتمع اللاتيني ولا الناس الذين يقاتلون من أجل الحقوق المدنية في جميع أنحاء هذا البلد ونحن بحاجة للعمل معاً للتأكد من أن هذه أرض حرة ومفتوحة للجميع». وشدد اليسون على «أن الانقسام يفتح الباب أمام أشخاص مثل ترامب في هذا العالم».
وكان عضو الكونغرس المسلم قد أدى اليمين الدستورية واضعاً يده على نسخة من القرآن الكريم كان يملكها الرئيس المؤسس توماس جيفرسون – وهي لحظة رمزية هدفت لتسليط الضوء على كلمة «الأميركي» في الهوية الإسلامية الأميركية.
ونقلاً عن الحديث النبوي الشريف والكتاب المقدس والدستور، أشار أليسون إلى التشابه في القيم الأميركية والإسلامية. وقال انه لم يشعر بأي تعارض بين كونه مسلماً وأميركياً في نفس الوقت.
وخلص إلى القول «في أميركا، ننادي بحرية الدين. وفي الإسلام، قال الله تعالى (لا إكراه في الدين). في أميركا، نقول بوجوب معاملة الناس على قدم المساواة. ونحن نعلم أيضاً أن النبي الأعظم محمد في خطبته الأخيرة قال لا فضل لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض. ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى. فكثير من معاني رسالة الحرية والمساواة والعدالة نجدها في التعاليم الإسلامية».
Leave a Reply