برمنغهام – أعلن عضو مجلس النواب الأميركي عن «الدائرة ١١» في ميشيغن، الجمهوري دايف تروت، عن قراره التقاعد وعدم الترشح للاحتفاظ بمنصبه، وذلك في سباق تحظى فيه المرشحة العربية الأميركية فيروز سعد بفرصة سانحة للفوز بالمقعد لصالح الديمقراطيين في الانتخابات النصفية للكونغرس المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) ٨١٠٢.
وأعرب تروت في بيان، عن امتنانه العميق لإعطائه فرصة خدمة سكان جنوب شرقي ميشيغن في الكونغرس، مؤكداً أن قراره التقاعد واعتزال الخدمة العامة، «لم يكن قراراً سهلاً»، و«لكن بعد بحث دقيق قررت أن أفضل مساراً لي هو قضاء مزيد من الوقت مع عائلتي والعودة إلى القطاع الخاص».
ويتولى الجمهوري تروت (٥٦ عاماً) مقعد «الدائرة ١١»، منذ العام ٥١٠٢، وتنتهي فترته الثانية مطلع العام ٩١٠٢. وتشمل «الدائرة ١١» عدة مدن وبلدات كبرى في مقاطعتي وين وأوكلاند، أبرزها تروي وبرمنغهام وأوبرن هيلز وبلومفيلد هيلز ونوفاي ونورثفيل وليفونيا وبليموث وكانتون.
ويعتبر تروت، وهو محام ورجل أعمال في مجال العقارات، أحد أثرى عشرة نواب في الكونغرس الأميركي، حيث تقدر ثروته بحوالي ٣٧ مليون دولار، وقد حل سادساً بحسب دورية «رول كول» السياسية في واشنطن.
كما واجه المشرع الجمهوري احتجاجات وضغوطاً من قبل الناخبين في دائرته لتغيبه عن حضور الاجتماعات العامة وعدم تواصله معهم، وذلك بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب العام الماضي.
وبانسحاب تروت الذي لا يتمتع بعلاقات جيدة مع الرئيس، يخلو الجانب الجمهوري من أي مرشحين للمنصب بالوقت الراهن، في حين تتنافس على الضفة الديمقراطية، فيروز سعد، اللبنانية الأصل التي شغلت منصب مديرة شؤون المهاجرين في بلدية ديترويت، مع هايلي ستيفنز التي ترأست فريق عمل فدرالي لإنقاذ صناعة السيارات في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، حيث يطمح الديمقراطيون إلى انتزاع الدائرة المتأرجحة من قبضة الجمهوريين في إطار مساعيهم لاستعادة الأغلبية في مجلس النواب الأميركي.
وأشارت صحيفة «ديترويت فري برس» إلى أن النائب في مجلس ميشيغن التشريعي عن مدينة أوبرن هيلز، تيم غريمل، قد ينضم إلى السباق التمهيدي الديمقراطي.
كما لفتت الصحيفة إلى أن قرار تروت بالانسحاب قد يدفع عدداً من الجمهوريين البارزين إلى الترشح لخلافته خلال الأسابيع القادمة، من ضمنهم السناتور في مجلس شيوخ الولاية باتربك كولبيك الذي سبق أن أعلن ترشحه لمنصب حاكم ميشيغن، إلا أنه قد يعيد النظر في ترشيحه بعد انسحاب تروت، وفق «فري برس»
كما تدرس لينا إبستين إمكانية انسحابها من سباق السناتور الأميركي عن ميشيغن، لخوض سباق مجلس النواب الأميركي عن «الدائرة ١١» في ميشيغن.
فيروز سعد
وتحظى سعد (٤٣ عاماً) بدعم واسع بين الديمقراطيين، وهي حاصلة على بكالوريوس في العلوم السياسية وعلم النفس من «جامعة ميشيغن»، ودرجة ماجستر في الإدارة العامة من «كلية جون أف. كينيدي للحكم» بـ«جامعة هارفرد».
ويعتبر انسحاب تروت عاملاً إيجابياً لحملة سعد التي كانت أول من يعلن ترشحه للمنصب عن الحزب الديمقراطي.
وقالت سعد، التي ولدت ونشأت في ديربورن وهي حالياً من سكان نورثفيل، إن الناخبين في «الدائرة ١١» غير راضين عن تروت، مؤكدة أنها ستكون الصوت المدافع عن جميع المجتمعات المتنوعة بغض النظر عن خلفياتها.
وسعد هي ابنة لمهاجرين لبنانيين وصلا إلى ميشيغن قبل أكثر من 40 عاماً وأسّسا عملاً تجارياً في منطقة «إيسترن ماركت» التجارية في مدينة ديترويت، وكانا من المهاجرين الذين نجحوا في تحقيق الحلم الأميركي الذي ما يزال حلماً برّاقاً يراود الابنة المولعة بالعمل في الشأن العام، وهو ما أكدته في حديث مع «صدى الوطن» حيث قالت إن تشعر بأن الحلم الأميركي الذي كان والداها قادرين على تحقيقه «هو على المحك»، مؤكدة أنها تريد «ضمان أن يكون للمواطنين وسيلة للنجاح وبأنهم ليسوا متروكين أو أنه قد تم التخلي عنهم».
ومن جانبها، أشادت رئيسة اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك)، المحامية منى فضل الله، بسيرة سعد وانخراطها الاجتماعي، مستذكرة أنها كانت تخيّم خارج مراسم منح الجنسية الأميركية لحث المواطنين الجدد على التسجيل للانتخاب.
وأضافت أن سعد تولت الدفاع عن قضايا المجتمع العربي الأميركي، منذ يفاعتها مروراً بنشاطها في مجلس ميشيغن التشريعي وخدمتها في إدارة الرئيس باراك أوباما، مشيرة إلى أن انتخاب سعد للكونغرس الأميركي يشكل «فرصة حقيقية للمجتمع المحلي للحصول على صوت قوي للدفاع عن مصالحه في واشنطن»، مؤكدة أنه «علينا أن نتكاتف جميعاً وجعل فوزها أولوية بالنسبة لنا».
وتقيم حملة سعد في ٠٣ أيلول (سبتمبر) القادم حفلاً انتخابياً لجمع التبرعات في نادي بنت جبيل بمدينة ديربورن.
والجدير بالذكر أن ميشيغن سوف تشهد في العام ٨١٠٢ انتخاب كامل ممثليها الـ٤١ في مجلس النواب الأميركي إضافة إلى أحد مقعديها الاثنين في مجلس الشيوخ الأميركي، وذلك في إطار الانتخابات النصفية للكونغرس التي تعقد كل عامين لانتخاب كامل أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ الذين يخدمون لولاية تمتد إلى ست سنوات.
Leave a Reply