الشيخ حزام فاضل عضو مجلس النواب اليمني وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام في اليمن، له تاريخ نضالي زاخر ودور ريادي في تكريس الوحدة اليمنية والدفاع عنها لاسيما خلال مشاركته في الثورات اليمنية منذ الستينات (1962 و1963) مروراً بتحقيق الوحدة في ١٩٩٠ وصولا الى دفاعه عن حرية اليمن وصيانة وحدته اليوم.
الشيخ حزام فاضل عضو |
“صدى الوطن” التقت بفاضل وأجرت معه حوار خاص أثناء زيارته لميشيغن من أجل اجراء بعض الفحوصات الطبية.. فكان اللقاء صريحاً ومباشراً، وإن فضل عدم الخوض ببعض التفاصيل إلا أن موقفه من التطورات في اليمن والمنطقة العربية لا تقبل الكثير من التأويل.
– كيف تنظرون الآن الى الثورة اليمنية ونتائجها؟
مهما اختلف أبناء اليمن في التوجهات والفكر، فهم متميزون عبر التاريخ بإصرارهم على الوحدة، التي لا بديل لها من أجل تحصين البيت الداخلي، وإبعاد اليمن عن المخططات الاستعمارية التي تحاك له والهادفة لإضعافه وتجزئته.
– هل تعمل بعض القوى الخارجية على التدخل بشؤون اليمن وأخص بالذكر بعض دول الخليج؟
الموقع الجغرافي الاستراتيجي لليمن، جعله عرضة بشكل دائم عبر التاريخ الى المطامع الاستعمارية والتدخلات الخارجية، التي تستهدف وحدته، أما المشهد الظاهري الآن فهو يدل على عدم وجود تدخلات خارجية مرئية، ولكن هناك أياد خفية تمارس دوراً مشبوهاً في اليمن. وأنا أقول للأخوة العرب، وأخص بالذكر الاخوة في دول الخليج الذين يمارسون دورهم في اليمن، أنهم إذا أرادوا بنا خيراً فهم مرحب بهم، أما إذا أرادوا بنا شراً، فليعلموا أنهم غير قادرين أن يفعلوا شيئاً، لأن الشعب اليمني لا يقبل الوصاية من أحد، ولا يقبل الذل وسيسعى دوماً الى حفظ وحدته. (ونبه الشيخ فاضل أن هناك تقريط من البعض بالوحدة اليمنية، سواء من الشمال أو من الجنوب، مع التذكير بالمناضلين الذين ناضلوا في سبيل تحقيق وحدة اليمن خلال العقود الخمسة الماضية)
– أليس الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي من أبرز أهداف ما يسمى “الربيع العربي”؟
الإصلاح مطلوب على مختلف الأصعدة لجميع الشعوب العربية، ولا أحد يقف بطريقه أو يرفضه، والمثل القائل: ما أمسى في جارك أصبح في دارك، ولكن التطورات والأحداث التي تتلاحق في الدول العربية مع تعاقب الأزمات وامتدادها لفترات طويلة نجد أن مسار الأمور بعيد عن تطلعات الشعوب وغير نابع منهم، هذا وإن دلّ على شيء فهو يدل على أننا دخلنا نفقاً مظلماً يصعب الخروج منه بسهولة، الأمر الذي سيجعل الشعوب تقع في مطبات اقتصادية ومعيشية ستعيدها الى الوراء عشرات السنين.
– كيف تقيم الدور الذي تلعبه بعض الفضائيات العربية في الأحداث في الدول العربية؟
كل فضائية تتبع لجهة معينة وتخدم سياسة المشروع والمخطط المرسوم لها، فلا يوجد إعلام عربي مستقل، وبعض الفضائيات العربية كانت السلاح التخريبي الأول في ما يسمى “الربيع العربي”. وكنا نتمنى حصول تغييرات وتحولات بالعالم العربي ولكن ليس بهذه الطريقة والصورة التي اتبعتها هذه الفضائيات بالانحياز وذبح فريق على حساب آخر، وهي لعبت، وما تزال، دوراً فعالاً في تزوير الحقائق والابتعاد عن الدقة والموضوعية في نقل الأحداث، لذلك فهي تخدم أجندة أسيادها بالدرجة الأولى.
– كيف تنظر الى الأزمة السورية من المطالبة بالإصلاح الى تواجد مسلحين معتدين على الأرض؟ وهل تعتبرها ثورة؟
لم أشاهد أو أسمع أن هناك ثورة تقتل وتخطف الأطفال والنساء والرجال والشباب وتدمر البنى التحتية للدولة، وتعبث بالممتلكات العامة. فما يحصل في سوريا ليس له علاقة بالثورة، لأن التطورات تحدث وفقاً لأجندات سياسة عالمية. وبعض الدول العربية لها دور كبير في استمرار الأزمة في سورية، حتى أن الشيء المستغرب في الثورات التي تتقدمها التيارات الإسلامية نجد أن معظم قادتها كانوا وما زالوا متواجدين في دول الغرب.
فمن خلال النظر الى سوريا قبل الأزمة نجدها تطورت وأبدعت وبدأت تشق طريقها في الاتجاه الصحيح ولكن الآن أين أصبحت في ظل هذه الأزمة؟
– كلمة أخيرة..
أخيرا أوجه نصيحتي للجالية اليمنية في أميركا وقد وجهتها للبعض ممن زارني من ممثلي الجالية: يجب أن تبقوا يدا واحدة متماسكين لترسموا الصورة الجيدة عن جاليتكم ووطنكم العظيم، مهما اختلفتم في التوجهات فاليمن اليوم يمن جريح يتعرض لطعنات من مختلف الجهات ولكنه مازال صامداً بفضل الإرادة الوطنية المستقلة والوفية.
Leave a Reply