كشف النائب الديمقراطي في مجلس نواب ولاية ميشيغن فيل كافانو في لقاء مع «صدى الوطن» عن نيته الترشح رسمياً لمنصب محافظ مقاطعة وين خلال شباط (فبراير) الجاري للانضمام الى مرشحَين آخرَين قرّرا خوض السباق على قيادة حكومة أكبر مقاطعة في ولاية ميشيغن.
طموح ووعي كافانو السياسي بدأ يتشكل قبل أكثر من خمسة عقود، حين كان والده، جيرومي كافانو، رئيساً لبلدية ديترويت التي احتضنت في العام ١٩٦٣ مسيرة ضخمة ضمت أكثر من ١٥٠ ألف متظاهر احتشدوا على طول جادة وودورد للمناداة بالمساواة في الحقوق المدنية.
وخلال المسيرة تلك ألقى داعية الحقوق المدنية الأسود القس مارتن لوثر كينغ كلمته التاريخية المشهورة لأول مرة والتي ابتدأت بـ«لدي حلم» قبل أن يلقيها أمام النصب التذكاري للرئيس لنكولن في واشنطن العاصمة بنفس العام.
ويشعر كافانو بالفخر الشديد وهو يذكر حقيقة أن مدناً كبرى ليبرالية مثل نيويورك وشيكاغو ولوس انجلوس كلها رفضت السماح بمسيرة الحقوق المدنية بسبب الإنقسام المدني، إلا أن والده الذي كان رئيساً لبلدية ديترويت من العام 1962 وحتى العام 1970 استقبل هذه المناسبة بذراعين مفتوحين، وقال «لدي صورة لأبي يمشي جنباً إلى جنب مع القس كينغ وهذا مايجعلني معتزاً به كثيراً».
وحالياً يتولى كافانو عضوية مجلس النواب عن الدائرة الإنتخابية العاشرة التي تضم ريدفورد تاونشيب وقسماً من ديترويت. وقبل ذلك تولى كافانو عضوية هيئة مفوضي مقاطعة وين لمدة ثماني سنوات، ولفترة 4 ولايات، قبل أن يترشح لمنصب أمين صندوق مقاطعة وين، عام 2008، لكنه خسر أمام ريموند ويتوويتز. وخلال سنوات خدمته العامة في مقاطعة وين مثل كافانو أىضاً جزءاً من ديربورن هايتس وحافظ على علاقة طيبة مع الجالية العربية في منطقة ديربورن.
وحول المدينتين المجاورتين لديترويت، قال كافانو لـ«صدى الوطن» «هناك الكثير من الأمور الإيجابية تحدث في ديربورن وديربورن هايتس. إن الجالية قوية والتعددية هي مصدر حيويّة منطقة جنوب شرق ميشيغن».
ويعرف المجتمع العربي الأميركي كافانو جيداً عندما كان عضواً في مفوضية مقاطعة وين، لاسيما بعد إعتداءات «١١ أيلول» التي وضعت الجالية في وجه العاصفة. وكان كافانو حينها من الأصوات الرافضة لتحميل العرب مسؤولية تلك الإعتداءات وقال «صراحة لا يجب أن تنظر إلى شخص ما من ناحية أصله العرقي أو لون جلده بل إلى شخصيته وسلوكه».
وقد زار كافانو مكاتب «صدى الوطن» في ديربورن آخر الشهر الماضي من أجل طرح خطط حملته الإنتخابية للفوز بمنصب محافظ وين، الذي ينافسه عليه الى الآن مرشحان هما عضو مجلس مفوضي المقاطعة عن منطقة روميلوس (كفين مكنمارا)، ورئيس بلدية وستلاند (وليام وايلد) فيما سيبقى باب الترشح مفتوحاً لغاية أواخر نيسان (أبريل) القادم، ولا يزال المحافظ الحالي روبرت فيكانو خارج السباق حتى الآن.
كافانو أبلغ «صدى الوطن» أنه سيعلن عن ترشحه في النصف الثاني من شباط، وذلك بعد تشكيله لجنة إستطلاعية لبحث حظوظه في الفوز. وفور ذلك ستباشر حملته الإنتخابية عملية جمع التبرعات والتواصل مع ناخبي المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة يتوزعون على حوالي ٣٠ مدينة وتسع بلدات.
وأشار كافانو إلى أن الترشح لمنصب عام هو عبارة عن إغتنام الفرصة للتغيير، وأضاف «أعتبر الخدمة العامة شرفاً لي بسبب الحصول على ثقة الناخب وأنا لن أخيب أملها أو أخون ثقته».
وحول الأزمة المالية العاصفة بالمقاطعة، يعتقد كافانو أنه قادر على إعادة المقاطعة إلى مكانتها المالية الصلبة ويعتبر أن «الأيام المستقبلية سوف تكون أكثر إشراقاً».
وقد حاز النائب على جملة من الجوائز تقديراً لخدماته الإجتماعية من ضمنها شهادة تقدير «كالمدافع الأول عن الأطفال في العام 2008 من قبل مؤسسة «فيستا ماريا» وهي أكبر منظمة غير ربحية تعنى بمعالجة الفتيات اللواتي تعرضن للإهمال والعنف.
وحول ذلك أكد كافانو «إني ديمقراطي وهذه الجائزة ليست من أجلي، بل هي من أجل الرسالة العالمية للحزب الديمقراطي المتضمنة مساعدة أولئك الذين لا صوت ولاحول لهم». وأردف «عندما يقولون إنها في دمك أعتقد أن القول صحيح. هذا الإنجاز ليس لي أو مني إنه مكرس لكل الذين نخدمهم وهذا الأمر يستنهضني يومياً وأنا أفكر أن بإمكاني أن أحدث التغيير».
وعندما كان كافانو عضواً في مفوضية مقاطعة وين عمل بجد على تحسين خدمات الصحة النفسية خصوصاً للأطفال وكان أحد 49 ديمقراطياً في مجلس نواب ميشيغن الذين إختارهم حاكم الولاية لكي يخدموا في لجنة الصحة العقلية والصحة العامة.
ورداً على سؤال حول كيفية تحضيره للتغيير وماذا يجعله كفوءاً لأعلى منصب تنفيذي في المقاطعة يجيب كافانو بأن خبرته في مجلس النواب ومجلس مفوضي المقاطعة وآلية العمل في هذين الجسمين التشريعيين تجعله مستعداً لتسلم مقاليد سلطة المقاطعة.
وقد كان كافانو قد حصل على بكالوريوس في إدارة الأعمال والمحاسبة من كلية «أكويناس» وشهادة ماجيستير في إدارة الأعمال وشهادة في المحاماة أيضاً من جامعة «ديترويت-مرسي» وأنجز برنامج القيادة السياسية في ميشيغن وبرنامج الرؤساء التنفيذي في كلية «جون كينيدي» للإدارة الحكومية من جامعة «هارفرد».
ويبلغ العجز في ميزانية المقاطعة حالياً 200 مليون دولار بسبب زيادة الإنفاق لذا فإن تعديل الميزانية سيكون مهمة صعبة لكن كافانا يقول إنه مهيّأً لها وسيجعلها إحدى أولوياته.
Leave a Reply