ديربورن – «صدى الوطن»
أقام «النادي اللبناني الأميركي» –مساء الأربعاء الماضي– حفله السنوي الـ 31 لتوزيع المنح الدراسية التي بلغ مجموعها 60 ألف دولار وتوزعت على 20 طالباً وطالبة، في حفل حاشد حضره نحو 800 شخص، تقدمهم رسميون ومسؤولون منتخبون وممثلون عن شركات صناعية وتجارية كبرى.
وتم في الحفل الذي أقيم بفندق «هنري» بمدينة ديربورن تكريم كل من محافظ مقاطعة وين وورن أفينز وجراح زراعة الأعضاء في مستشفيات هنري فورد مروان أبو الجود، اللذين مُنحا دروعاً تكريمية تقديراً «لإنجازاتهما العظيمة» في المسؤوليات التي يتولونها.
وفي الحفل الذي اُستهل بالنشيد الوطني الأميركي، شكر المدير التنفيذي للنادي وسيم محفوظ داعمي المنظمة غير الربحية وقيادييها وأعضاءَها، لافتاً إلى وجود ثلاثة قضاة ضمن هيئتها الإدارية، هم القاضي سالم سلامة والقاضية مريم بزي والقاضي المعين حديثاً هلال فرحات. وأضاف ممازحاً مؤسس النادي: «إذا أراد (رجل الأعمال) علي جواد أن يصبح قاضياً، فعليه الانضمام إلى النادي».
وأكد على أن العام 2018 كان عاماً حافلاً بالخدمات التي «قدّمت لـ35 ألف شخص في جميع أنحاء مقاطعة وين، تنوعت بين الخدمات الصحية والتعليمية والتثقيفية وساهمت في تحسين حياة الآلاف من الشباب».
وتابع «لقد قام القسم الاجتماعي في المنظمة خلال العام الماضي بتزويد الأسر الفقيرة بالطعام والألبسة، وكذلك مدّ المشردين في مترو ديترويت بالمواد الضرورية بالتعاون مع عدد من المؤسسات والمنظمات والأعمال المحلية»، مضيفاً أن «تلك الجهود كانت جزءاً من النجاح الذي حققه النادي خلال العام الفائت».
وأشار محفوظ إلى أن المنظمة قد غيرت اسمها، منذ سنوات قليلة، من «النادي اللبناني الأميركي للتراث» إلى «قادة لتقدّم ومساعدة المجتمعات» LAHC، للتأكيد على أنها تهتم بخدمة جميع المعوزين والمحتاجين بغض النظر عن أصولهم وأديانهم وإثنياتهم وميولهم الجنسية.
وفي لفتة مؤثرة، استدعى محفوظ ذكر الطالب محمد عثمان الذي رحل قبل عدة شهور متأثراً بمضاعفات مرض السرطان، وقال: «العام الماضي، كرمنا طالباً متفوقاً، حافظ على شجاعته حتى الرمق الأخير من حياته، وإننا نكرس احتفال الليلة لكي يكون على شرفه».
رئيس النادي، القاضي في محكمة مقاطعة وين هلال فرحات، شكر المجتمع العربي الأميركي بكافة أطيافه وشرائحه على تكريم الأفراد الناجحين والمبرزين، لاسيما في المجال الأكاديمي. وقال: «نحتفل اليوم بشباب موهوبين ومتفوقين في مجتمعنا، ونكرم أصحاب إنجازات فوق العادة».
وأشار إلى أن النادي، انطلق من بداية متواضعة قبل 31 عاماً بفضل جهود المؤسسين الأوائل الذين قرروا احتضان تراثهم اللبناني، و«قرروا في الوقت نفسه التواصل مع الأجيال الشابة»، لافتاً إلى أن النادي أصبح خلال ثلاثة عقود ونصف من أنشط المنظمات العربية الأميركية في منطقة ديترويت، عبر تقديمه العديد من الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية.
وخاطب القاضي فرحات الطلاب المكرمين، بالقول: «أهنّىء متلقي المنح الدراسية في حفلنا لهذا العام، وأهيب بهم أن يتخطوا جميع العقبات والحواجز المحتملة، فالعالم الواسع والمثير بانتظاركم».
وأشاد بجهود محافظ مقاطعة وين وورن أفينز في ازدهار المقاطعة، لاسيما تعزيز التنوع ضمن فريقه الإداري، وقال: «إن إدارة أفينز هي الأكثر تنوعاً في البلاد».
وفي كلمة مصورة، بثت حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر بتحياتها للحاضرين، مشيدة بجهود القياديين والمتطوعين وأعضاء النادي «الذي يعمل يومياً على الأرض، لخدمة الناس بغض النظر عمن يكونون، ومن أين جاؤوا»، على حد تعبيرها.
وبعد تلقيه جائزة «الإنجازات العظيمة والممتازة»، قال أفينز: «إنه لشرف لي أن أكون مكرماً في هذا المجتمع الذي أمتلك فيه العديد من الصداقات الوطيدة»، مضيفاً «هذا المجتمع ساعد فريقي الإداري على تحقيق الإنجازات».
أضاف: «لا توجد مجموعة من الناس أذكى من الأخرى، ولكن الفرص تتوفر لبعض المجموعات، ونحن نعمل في مقاطعة وين على إيجاد فرص متكافئة لكل المجموعات»، مشدداً على أن «التنوع الثقافي والإثني كان عاملاً أساسياً خلال السنوات السابقة في نجاح المقاطعة المليئة بالموهوبين وأصحاب المبادرات».
وختم بالقول: «خلال السنوات الأربع القادمة، أتطلع إلى إكمال المسيرة بنفس النهج»، مؤكداً على أن الأهم في عمل الحكومات المحلية هو «بناء المجتمع، وليس فقط البنى التحتية».
وفي السياق ذاته، شكر جرّاح زراعة الأعضاء في مستشفيات هنري فورد مروان أبو الجود، النادي على تكريمه، مؤكداً على أهمية توفير رعاية صحية متساوية لجميع سكان ديترويت التي ابتليت بالتفاوت الطبقي والفقر لعدة عقود.
وأشار الطبيب اللبناني الأصل، إلى أنه فضل منذ البداية، التخصص والعمل في منطقة ديترويت رغم توافر العديد من الفرص المهنية في أرقى المستشفيات في الولايات الأخرى، لافتاً إلى أن تجربة الحرب الأهلية في وطنه الأم دفعته للانحياز إلى خدمة الفقراء والمهمشين.
وفي ختام الحفل، وزعت شهادات تقديرية على الطلاب العشرين المكرمين الذين حصلوا على قبولات أكاديمية في العديد من الجامعات الأميركية المرموقة، وكان في مقدمتهم الطالبة نسرين شكر التي طالتها حصة الأسد بين زملائها، حيث نالت منحة بقيمة خمسة آلاف دولار لمساعدتها في متابعة دراستها بـ«جامعة هارفرد» باختصاص علم الأحياء (بيولوجيا).
يمكن مشاهدة الحفل كاملاً على صفحة «صدى الوطن» على «فيسبوك».
Leave a Reply