لا تخفى على أحد «البلبلة» التي أحدثها الفيلم المسيء للنبي محمد (ص) والذي قامت لأجله الدنيا ولم تقعد، فنُظمت التظاهرات والاعتصامات والمهرجانات في جميع أنحاء العالم احتجاجاً على الفيلم الرديء، «براءة المسلمين». وبغض النظر عن الأساليب غير اللائقة بالدفاع عن النبي الكريم والتي بلغت حداً لا يمكن قبوله مثل حرق المتاجر وقطع الأرزاق وقتل العُزل؛ لا يمكن لنا إلا نقف موحدين للدفاع عن نبي الإسلام وعدم السماح بالمس به إطلاقاً.
ولكن.. ماذا لو كان بعض المسلمين وعلى رأسهم من يفاخرون بحبهم للإسلام ونبيه هم أنفسهم أول المسيئين له؟
كيف لا.. وفي كل يوم يقوم المئات لا بل الآلاف من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيسبوك» بتشويه صورة الاسلام و المسلمين؟
فمحبو الرسول الجدد الذي يغزون الـ«فيسبوك» اليوم لا يفوتون فرصة إلا وينشرون صوراً تارةً لعمامته أخرى للباسه ويطلبون ممن يحب النبي بتأييد تلك الصور وإلا.. الويل كل الويل والعار كل العار لمن لا «يليّك» (التأييد بلغة الـ«فيسبوك»).
وكأن معيار الإسلام وحب للنبي يقاس بضغطة زر على تلك الصور.
والأخزى من ذلك التعليقات السخيفة المرافقة للصور. فلا نفهم كيف يجرؤ أحد أن يقيم مقارنة بين النبي وأي شخص أو شيء آخر، فمثلاً يتفتق ذهن أحدهم ويقول «إنها عمامة النبي (ص).. لو كانت صورة لفتاة شبه عارية لجمعت آلاف اللايكات».
وإذا كان هؤلاء الذين يظنون أنهم يعرفون الإسلام ونبيه يقومون بأعمال كهذه، فماذا نقول عن الذين لم يتعرفوا على الإسلام ونبيه قط؟ وهل يمكن أن نلومهم؟ و أية صورة نبعثها لهم بتأييدنا لهذه المهزلة المتواصلة على مواقع التواصل؟
في الواقع، أصبحنا بعيدين كل البعد عن المعنى الحقيقي للإسلام ونبيه وجاهلين به حتى أننا لا نكلف أنفسنا التحقق والتفكّر في أي شيء قبل تأييده أو نبذه حتى لو في العالم الإفتراضي. الأحرى بنا أن نستخدم وسائل التواصل هذه لنشر المعرفة بدل الجهل والخزعبلات والإشاعات.. هذا إن كنا مسلمين.
Leave a Reply