المنامة – رغم اتساع رقعة ثورات الغضب في أنحاء العالم العربي، حظيت “الثورة البحرينية” على اهتمام واسع في العالم، إن من ناحية أهمية النظام في المنامة للولايات المتحدة أو من ناحية القمع الشديد الذي ووجهت به حركة الاحتجاجات الشعبية لاسيما في “دوّار اللؤلؤة” في وسط العاصمة بعد أن داهمت قوات الأمن المحتجين وهم نياماً لتفرقهم وتطردهم من الميدان الذي حوصر بعشرات الدبابات.
ورغم أن المملكة تتمتع باقتصاد قوي وعدد سكان ضئيل (المواطنون مع الأجانب لا يتخطون ١.٢ مليون نسمة)، إلا أن البحرينيين فاجأوا النظام بأعداد كبيرة لم تتمكن الشرطة وحدها من احتوائهم ما استدعى تدخل الجيش أو ما يسميه المواطنون بـ”المرتزقة”، مع ذكر شهود عيان أن القوات العسكرية جاءت من السعودية، ومن القاعدة الأميركية في البلاد (مقر الأسطول الأميركي الخامس).
من ناحيته، لجأ النظام البحريني الى الخداع فبعد أن طمأن المواطنين أنه لن يقوم بقمعهم بعد مقتل شابين وأن الملك سيقوم بمحاسبة القتلى غدر النظام بمواطنيه وداهمهم ليلا ما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى آخرين وجرح العشرات.
وإثر الليلة الدموية (الأربعاء الماضي) قال وزير الخارجية البحريني إن تحرك الشرطة كان ضروريا لمنع انزلاق البلاد إلى هاوية الطائفية، في إشارة الى أن المتظاهرين هم من الشيعة ولديهم “أجندات” أجنبية.
وأضاف الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في مؤتمر صحفي عقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي على هامش اجتماعهم الاستثنائي في المنامة أنه لم تتدخل أي قوات من دول الخليج في العملية، قائلا إن “جيش البلد يحمي البلد ويحمي الدماء ولم يوجه سلاحه إلى المواطنين”.
وقال إن “شيعة البحرين ولاؤهم للبحرين. شيعة.. سنّة كلنا مسلمون، وإن اليوم هو أهم يوم نؤكد فيه على هذه اللحمة”. وتمنى ألا يتم استباق نتائج لجنة التحقيق التي شكلت للتحقيق في الأحداث الأخيرة، وإعطاؤها الفرصة للوصول إلى الحقيقة.
ومن ناحيتها أعلنت كتلة الوفاق الإسلامية (شيعية) انسحابها رسميا من البرلمان، بينما دعت واشنطن البحرين لضبط النفس، فيما أبدت دول الخليج دعمها التام لنظام المنامة الذي على رأسه الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وقال خليل إبراهيم المرزوق نائب رئيس مجلس النواب عضو كتلة “الوفاق” إن “ما حدث هو جريمة بحق الإنسان عندما حاصرت قوات الأمن 3000 فيهم النائب وفيهم الأطفال والنساء وأمطرتهم بالقنابل المسيلة الدموع والطلقات الانشطارية”.
وفي السياق أعلن الجيش البحريني أنه نشر قواته في المنامة العاصمة للمحافظة على الأمن والنظام، وحذر من خطورة أي تجمعات جماهيرية، وقال إنه سيتخذ ما وصفه بإجراءات صارمة من أجل حفظ الأمن والنظام.
وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوة دفاع إن قوة الدفاع ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لبسط الأمن، وناشد المواطنين عدم التجمهر في المناطق الحيوية وسط العاصمة لما يسببه ذلك من عرقلة لحركة السير وتخويف المارة، وقال إن هذه الإجراءات تأتي لتأمين حرية المواطنين وممتلكاتهم من العنف.
كما يبحث مجلس النواب دعوة الملك حمد بن عيسى لاقتراح تشريعات للإصلاح السياسي بينما ألغيت جلسة لمجلس الشورى.
دعوات دولية
في غضون ذلك دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السلطات البحرينية إلى ضبط النفس في تعاملها مع المظاهرات المناهضة للحكومة ومع الصحفيين الذين يقومون بتغطيتها. وفي السياق وصفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) البحرين بأنها شريك هام للولايات المتحدة ومقر للأسطول الخامس الأميركي، لكنها دعتها إلى ضبط النفس.
بدورها دعت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها غيدو فيسترفيله البحرين لتفادي استخدام العنف ضد المتظاهرين. في السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التقارير الواردة من البحرين مثيرة للقلق. وأضاف أن العنف ضد المسيرات السلمية وضد الصحفيين يجب إيقافه في أي مكان في العالم.
Leave a Reply