النكد في اللغة العربية، هو إثارة الحزن والتعاسة والألم.
ومن نكد الدنيا على الزوج أن يعاشر إمرأة نكدية، لأنها أنجبت منه البنين والبنات، وأصبح أبا يشار له بالبنان. ومن نكد الدنيا أيضاً على المرأة أن تحيا تحت سقف واحد مع رجل نكدي، يصبغ أيامها بالهباب والسباب.
فهل هو الحظ السيء، أو سوء الإختيار، الذي يجعل رجلاً يتزوج من «سيئة نكدية» (الهمزة بدل الدال) أو امرأة تتزوج «سيئاً نكدياً»؟؟ كل شيء ممكن. لكن عندما تقع «الفاس بالراس»، فيا ويلك وسواد عيشك يا «أبو الشوارب»، فالقهر عليك هو المكتوب يا ولدي، حسب تنبؤات قارئة الفنجان.
إن للنكد أنواع متعددة..
تمارس الزوجة، النكد قبل وبعد الطعام وقبل وبعد النوم، وتخترع كل يوم نوعاً جديداً من بلاوي النكد، لتضع زوجها موضع الدفاع عن نفسه دائماً. فإن عاد متأخراً من عمله فتحت له محضر تحقيق وإن عاد مبكراً تقول له لمَ لم تتصل؟.
زمان.. ما كان هناك «آي فون»، لكن اليوم، ياويلاه، إذا اتصلت به ولم يرد، عندها لا تقبل منه دفاعاً من أي نوع ولا يقنعها أي مبرر، وعذر مشغول «مش مقبول». وإذا وضعت صورتها البديعة على «الفيسبوك» ولم يضرب «لايك»، لا يمكن أن يمر هذا «الحدث الجلل» دون خناقة. وإذا سألته عن رأيه: «وزني زايد شوي؟»، ووجدت في عينيه نظرة تردد، تسود الدنيا بوجه الزوج المسكين قليل الذوق، «اللي ما بيعرف يقول كلمة حلوة». هو مذنب دائماً إذا زاد وزنها أو إذا خف عقلها، وعقاباً له تهدده بأنها لن تبقى معه بعد اليوم، وستجمع حاجياتها وتترك له البيت (الزوج في سريرته يتمنى ويصلّي لو تفعل ذلك وتحلّ عن سماه).
تنكد الزوجة على زوجها إذا نقص ماله وتأمره بالبحث عن عمل آخر أو ساعات إضافية. وإذا استجاب الزوج لمطالبها تنكد عليه نهاره وليله متهمة إياه بإهمالها وعدم الإهتمام بها. «يعني إن عملتها قاتلك وإن لم تعملها قاتلك».
أعلى مستويات النكد.. عندما تكون الزوجة بشعة وغيورة، فهناك حساب عسير للزوج إذا تأخر، وإذا تعطر وإذا تمنظر وإذا تبسّم وإذا برطم.. فهناك إمرأة أخرى بالتأكيد. وهذا طبيعي.
وهناك نوع سيء جداً من النكد وهو صلة الزوج بأهله. فإذا زار والديه كانت كارثة. وإذا حضر أهله لزيارته فهي مصيبة المصائب، حيث تصاب الزوجة النكدية «بالسعال والإسهال». وهناك أيضاً، نوع من النكد الزوجي، تمارسه الزوجة بنعومة لإستنزاف شفقة الزوج بتمارضها الفجائي عندما لا تغادر الفراش، وهي بحاجة إلى طبيب وإلى دواء وفوق ذلك عواطف الزوج المسكين.
وهناك نكد يجعل «أتخن شنب» يخشى مواجهته عندما تقرر الزوجة ممارسة أسلحتها الأنثوية من دلال ودموع وصدّ وهجران.
وهناك نكد الزوجة النقّاقة البكاءة، التي لا تكف عن التذمر والتحسر على «حظها المنيل بستين نيلة»، الذي أوقعها في «زوج خائب» بينما توقعن صديقاتها على رجال «زي الفل»، لا «زي الزفت» مثلها. أما إذا كانت الزوجة تعمل ولها دخلها الخاص، فهي دائماً متعبة وقلقانة ومش عاجبها العجب «ويلعن الساعة اللي شفتك فيها»!
هذه الصفات -مع التحفظ الشديد- هي ببعض الستات فقط. الزوجة القهّارة الكسول والمهملة وغير النظيفة (برة وجوة) والتي تتشاجر مع خيالها وجيرانها وتنكد على زوجها الذي غالباً ما يكون «آدمي وإبن حلال».. مثل هذه العينة موجود وبكثرة. وحتى الآن -للأسف- لم يتوصل العلماء إلى دواء شاف للنكد، لأنه مثل الحماقة داء بلا دواء.. الله يبعده عن الجميع.
Leave a Reply