واشنطن – يعمل الكثير من الشبان العرب الأميركيين في نظام الورديات الليلي وهو أمر مألوف في الولايات المتحدة حيث يقدر بأن ما نسبته 20 بالمئة من الموظفين والعمال في الولايات المتحدة يعملون بنظام “الورديات الليلية”، ما يعني أنهم يعملون بين الساعة السابعة مساء والسابعة صباحاً. ولكن أثبتت دراسات عدة أن نظام العمل هذا خطر على الصحة. ويجمع الأطباء المتخصصون بالنوم على أن العمل ليلاً، ومن الناحية البيولوجية، ليس طبيعياً للإنسان، على اعتبار أنه خلق ليكون نشيطاً خلال ساعات النهار، وكذلك أن ينام خلال ساعات الليل.
وفي الواقع فإن كل خلية في جسم الإنسان تقريباً لديها دورة نشاط يومي، ما يعني أن العملية البيولوجية تستغرق 24 ساعة يومياً، وهذه هي الطريقة التي كنا نعيشها منذ آلاف السنين إلى أن تم ابتكار الأضواء، التي سمحت لنا بفصل أنشطتنا عن دورة الشمس الطبيعية، ولكن على حسابنا نحن.
ويمكن لبعض الناس أن يغيروا من برنامجهم اليومي المعتاد في النوم ليلاً والصحو نهاراً إلى العكس بسهولة، بينما لا يستطيع آخرون ذلك، ويعانون من التعب ويصحون بصعوبة في اليوم التالي وهكذا. ويعاني هؤلاء مما يعرف بـ”أعراض نظام الورديات”، الذي يصنف باعتباره جزءاً من أعراض عدم انتظام دورة الحياة اليومية الاعتيادية بحسب اختصاصيين في النوم. وتظهر المزيد من البحوث والدراسات أن “نظام الورديات” في العمل ينجم عنه الكثير من الأخطار والأمراض، لعل من أبرزها كثرة حوادث السيارات وأمراض مثل أمراض القلب والسرطان، بل ذهبت دراسة متخصصة نشرت في العام 2007 إلى إدراج “نظام الورديات” ضمن الأمراض التي “قد تؤدي لأمراض القلب”.
وللتقليل من آثار الإرهاق والقلق الناجمة عن “نظام الورديات”، ثمة خطوات يمكن اتباعها، لعل أهمها، وجود إضاءة كافية خلال ساعات الدوام المسائي والليلي، ذلك أن العقل يدرك أن الضوء يعني النهار، والضوء الخافت يعني الاقتراب من ساعات الليل.
وفيما يخص قيادة السيارة بعد نهاية الدوام المسائي والليلي، يفضل ارتداء نظارات قاتمة ومعتمة باعتبار ذلك شكلاً من أشكال الاستعداد للنوم عندما يصلون بيوتهم.
وفي البيت يجب أن يعدوا غرفة النوم بصورة توحي بأن الليل قد حان، بمعنى أن يضع ستائر قاتمة بحيث تصبح الغرفة معتمة تماماً، وكأن الليل قد حل.
ومن النصائح الإيجابية في هذا الشأن، أن على من يتبعون نظام الورديات أن يحددوا مواعيد نوم وفقاً “للساعة البيولوجية” قدر الإمكان.
وبالطبع من الأمور المهمة في هذه الحالة، ألا يكون هناك فصل تام في أيام الراحة والعطلات، أي ألا يعود إلى نظام النوم الطبيعي، طالما أنه سيعود ليطبق نظام الورديات بعد تلك الأيام.
ولعل أبرز نصيحة لمن يقودون سيارتهم بعد انتهاء “ورديتهم” هي أنه عندما تشعرون بالنعاس أثناء القيادة ولا يمكنكم مقاومة النوم.. ناموا!
Leave a Reply