علب – فيما يحتدم الصراع بين الجيش والمتمردين الحوثيين الذين ينتمون للطائفة الزيدية وتحكم المملكة العربية السعودية المجاورة سيطرتها على حدودها يخشى مما يخبئه المستقبل مع اقتراب فصل الشتاء.
وقال عدنان (35 عاما) وهو من باقم على بعد نحو 20 كيلومترا الى الجنوب الذي يشهد قتالا عنيفا “كان علينا أن نرحل… دمروا (المتمردون) منازلنا. هربنا على اقدامنا”.
الآن صار منزله خيمة الى جوار مركز للقيادة على الحدود اليمنية في علب اخر قرية قبل السعودية حيث خيم الناس في خيام او مساجد او مدارس او منازل سكان محليين.
وأسفرت المعارك بين الجيش والمتمردين الذين يشتكون من التمييز السياسي والاقتصادي والديني عن مقتل مئات وأدت الى نزوح عشرات الآلاف منذ اندلعت الحرب للمرة الاولى عام 2004.
والاحد الماضي استطاعت الامم المتحدة للمرة الاولى ادخال ثلاث شاحنات محملة بالخيام والحاشيات من السعودية من أجل 300 لاجيء.
وقال عبد الرحمن الظافر من جماعة امل المحلية للاغاثة والتي توزع مساعدات الامم المتحدة بالمنطقة الوعرة إن الوضع كارثي بسبب الحرب. وأضاف أن هناك نحو الفي أسرة تقطعت بافرادها السبل في مندية على ارتفاع أعلى بالجبال غير أن 200 فقط منهم هم الذين حصلوا على خيام. وأضاف الظافر أن النازحين بحاجة الى الخدمات الأساسية وقال ان ثمة حاجة ماسة للرعاية الصحية والغذاء والخيام والحشيات خاصة في هذه المنطقة شديدة البرودة.
واقترب القتال من الشمال اكثر ليدفع مزيدا من النازحين نحو السعودية الحليف الرئيسي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يخشى أن يستغل تنظيم “القاعدة” حالة انعدام الاستقرار في اليمن كي يشن هجمات في واحدة من اكبر الدول المصدرة للنفط في العالم.
وقال مسؤول بالامم المتحدة طلب عدم نشر اسمه “أعتقد أن القتال يستفحل.. الجبهة تتحرك طوال الوقت. من الصعوبة بمكان التأكد اي المناطق التي لا تزال الحكومة مسيطرة عليها”.
وتعتمد علب وقرى أخرى تقع بين الجروف والجبال على طريق واحد من الحدود السعودية الى صعدة مركز القتال على بعد 90 كيلومترا الى الجنوب. ولا يوجد مستشفى ويمكن سماع دوي القصف من على مبعدة.
وقال سلطان خليجي وهو ضابط مسؤول عن حماية اول قافلة مساعدات من الامم المتحدة ان الوضع سيئ جدا وان القافلة لا تكفي سوى 300 أسرة وهناك مئات الاسر الاخرى.وتقدر وكالات اغاثة أن 150 الفا نزحوا خلال هذا الصراع لكن في ظل تعذر الوصول الى منطقة الحرب فان هذه الوكالات ليست لديها فكرة واضحة عن عدد الذين فروا. ومنع اليمن الصحفيين والدبلوماسيين من السفر دون مرافقين الى محافظات صعدة وعمران وحجة.
وحاول ضباط بالامن اليمني منع الصحفيين من الحديث الى النازحين او تصويرهم وأتلفوا لقطات تلفزيونية ومنعوهم من دخول مخيم في مندية.
وقال فارس مجاهد (17 عاما) الموجود هنا منذ قرابة الشهر “جئت مع عائلتي من باقم حين جاء المتمردون مع القوات وبدأ القتال… بدأ العام الدراسي لكننا لا نستطيع الذهاب الى المدرسة”. وقال مسفر (18 عاما) وهو مزارع “لا أدري متى أستطيع العودة. الان أنام في مسجد”. ويقود اليمنيون الذين يحملون تصاريح اقامة سعودية سياراتهم شمالا عبر الحدود كل يوم لشراء سلع أساسية مثل الارز والحليب والمياه بأسعار رخيصة من السعودية ثم يبيعونها بهامش ربح عند منفذ علب الحدودي. وقال محمد وهو يمني في العشرينات من عمره يحمل تصريح اقامة سعوديا “كل شيء أصبح باهظ الثمن… زوجتي تعيش في قرية على الجانب الاخر من الحدود لهذا أذهب بانتظام لاحضار المؤن”. وقال مسؤول بالجمارك بالسعودية “يشترون كل شيء هنا. الخيام نفدت”.
Leave a Reply