أيُّها الغرابُ الفاحم
مثل غُرفِ صانعيك
ياذا العيَنيْن الصفراوين
السائحتَيْنِ لوحدِهِما في ظلمةِ الليل
أيّها القابِعُ في أقبيتِكَ السرِّيّة
يفضحُها اغتِرابُ الملايين
.. القادمُ مُسرِعاً مِن بَعيد
مُتَرصِّداً طلوعي..
كلّما هَمَمْتُ بنُزهةٍ ما
لِتَسُدَّ بجناحيْك
أمامَ عيْنيَّ انفتاحَ الأفق
ضامّاً لِريشِهِما..
إسفلْتَ الشارع
وبلّاطاتِ الرصيف
وأضواءَ الأبنيةِ ووجوهَ العابرين..
وأوراقَ الأشجار
حتى الأشجارُ تقْفُرُ منْها العصافير
مُتَلاقِفَة ً فِرارَها
تعْرِفُكَ الكآباتُ أنّكَ مصنوعٌ بشَرِيّ
مِنْ إنْسِيّينَ عصَبوا أعيُنَهُم..
عن مباهجِ الإنسِيّة
يا مَنْ يتجسّدُ في هيئتِكَ الإغتراب
كَمْ هائلٌ هو حجمُك؟
حتّى لتسُدَّ بجناحَيْك الأفُقَ؟
أجِبْني…
صوْتٌ بحجْمِ الأرض ِ المُكَوَّرة
يَتعالى.. أجِبْني
كَمْ مِنْ مِجْهرِيّاتٍ
قَصَمْن َ ظهورَ الجبابرة؟؟؟
يا مَنْ…
بِرَمْيَة ٍ رشيقة ٍ
مِنْ حرْفِ القصيدة
مُتَهاوينَ شَهِدَتْ أقرانَكَ الغابرين
أَقدامُ قابِلِ أيّامِهِمْ…
أوَلَيْسَتْ ريشةُ الرسّام
قادرةً على..
قَصْم ِ ضهرِ الجبَل؟؟؟
أوَلَيْسَتْ نغْمَة ُ الناي
قادرة ً على اندِثاركَ المحتوم
خلْفَ انْبِثاقِ الملايين؟؟؟
أوَلَسْنا نسْتضيءُ
بِإحْراقِ الأفكارِ السود؟
ذاكَ لأنّ رسالةَ الشمعةِ
هيَ الوحيدةُ التي تُقرَأُ
بِإحْراقِها
ذاكَ لأنّ للطيورِ موسِمٌ
واحِدٌ للهجرة
.. غيرَ أنّ هجرتَنا…
تسْتغْرِقُها…
كُلُّ المواسِم
Leave a Reply