برلين – أصبح الهاتف الذكي مرافقاً دائماً للكثيرين صغاراً وكباراً. ورغم أهمية استخدامه إلا أن عواقب استعماله بكثرة لا تخلو من خطورة. ولا تقتصر العواقب على حدوث تغيير في السلوكيات الاجتماعية لمستعمليه، بل يؤدي أيضاً إلى ظهور مشاكل طبية، فقد حذرت دراسة ألمانية جديدة من خطورة ومضار إدمان الأطفال للهاتف الذكي، حيث انه لا يهددهم بتغيرات في السلوك الاجتماعي فحسب بل بالإصابة بقِصر النظر.
ويعتبر قصر النظر الحاد عاملاً خطراً بسيطاً قد يؤدي إلى انفصال الشبكية، أو الغلوكوما (المياه الزرقاء) أو إعتام عدسة العين (المياه البيضاء).
ويحدث قصر النظر بسبب خطأً في استقبال العين للضوء حيث يسبب انكساره بطريقة تؤدي الى رؤية الأشياء القريبة بوضوح بينما تظهر الأشياء البعيدة مشوشة.
وتتمثل أعراض قصر البصر بعدم استطاعة العين رؤية الأشياء إلا على المدى القريب. وهناك نوعان لهذا المرض، قصر النظر الكاذب وقصر النظر الحقيقي.
وعند رؤية الأشياء من مسافة قريبة لمدة طويلة، سيؤدي ذلك إلى زيادة شدة توتر كرة العين مما يسبب تشنجها والدوار وتدهور النظر. وإذا لم تحل مشكلة قصر النظر الكاذب وبقت كرة العين في حالة التوتر المستمر، سيؤدي ذلك إلى قصر النظر الحقيقي.
ولا يسبب قصر النظر ضعفاً في البصر فقط، لكنه يهدد بخطر انفصال الشبكية، والضمور البقعي، وإعتام عدسة العين المبكر.
وأفاد البروفسور الألماني أنسيلم يونيمان ومدير عيادة العيون بمستشفى «روستوك» الجامعي بأن المشكلة بالنسبة للطفل لا تكمن في استخدام الهاتف الذكي فحسب، بل أيضاً في قلة الوقت، الذي يتم تمضيته في الهواء الطلق بسبب استخدام الهاتف الذكي، حيث يندر النظر إلى مسافات بعيدة.
وأوضح يونيمان أنه مع النظر الدائم إلى الأشياء القريبة تحصل العين على الإشارة لتكبر، مشيراً إلى أن هذه الزيادة غير قابلة للعودة. وكلما ارتفع عدد الديوبتر، زاد طول مقلة العين،الأمر الذي يترتب عليه سوء سريان الدم وضمور شبكية العين.
وينصح طبيب العيون الأطفال والشباب بقضاء وقت أطول في الهواء الطلق، والابتعاد قدر الامكان عن الهاتف الذكي.
ويتوقع خبراء من المانيا أن تتسبب الهواتف الذكية في زيادة انتشار مرض قصر النظر بصورة كبيرة. وأشارت نتائج دراسة أخرى لـ«جامعة ماينز» بولاية هيسن إلى أن أكثر من نصف خريجي الثانوية العامة وخريجي الجامعات يعانون من قصر النظر.
Leave a Reply