ساكرامنتو – خلصت دراسة أميركية إلى نتائج غريبة مفادها أن الوحدة قد تكون معدية، إذ يمكن للشخص الذي يعاني من الوحدة أن “يعدي” بها من حوله.
وقال بروفيسور جيمس فاولر، من “جامعة كاليفورنيا” الذي ساعد في وضع الدراسة التي نشرت في دورية “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي”: “هذا يعني إذا كنت لا أعرف أي شيء بشأنك، لكني أعلم بأن صديق صديقك يعاني من الوحدة، فهذا يضعني في موقف أفضل للتنبؤ إذا كنت تعاني بدورك من الوحدة أم لا”.
وبيّنت الدراسة، التي شارك فيها أيضاً بروفيسور جون كاسيوبو من “جامعة شيكاغو” ونظيره من “جامعة هارفرد”، نيكولا شريستاكيس، وشملت نحو 5 آلاف شخص، أن صديق الشخص الذي يعاني من الوحدة معرض بنسبة 52 بالمئة لأن يعاني من الوحدة، كما أن صديق الصديق معرض بنسبة 25 بالمئة، وصديق صديق الصديق معرّض بنسبة 15 بالمئة.
وفقا لفاولر، فإن البيانات تشير إلى أن الشخص العادي يشعر بالوحدة نحو 48 يوما في العام إلا أن “الوحيد” يعاني دوماً من هذا الإحساس، كما أظهرت الدراسة أن من يعانون من الوحدة، هم الأرجح من يعيشون دون أصدقاء، ولهم القدرة على خسارة الأصدقاء باستمرار.
وأظهرت الدراسة أن العدوى أقوى من الشخص الذي يعاني من الوحدة إلى صديقه، ثم إلى جاره، غير أنها تنخفض بين الأزواج والأخوة، كما تنتقل بشكل أقوى من النساء إلى الرجال.
وبدوره قال كاسيوبو إن دراسات سابقة أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة يتصرفون بطرق سلبية مع الأشخاص الذين يتفاعلون معهم، ما قد يساهم في نقل ذلك السلوك.
وقال خبراء إن الدراسة تعكس الشعور بالوحدة ، والحاجة الى التواصل، بدلاً من اللامبالاة ونبذ تلك الفئة، مشيرين أن الناس يمكنهم التواصل مع أحبائهم ممن يعانون من الوحدة عوضاً عن الابتعاد عنهم.
وكانت دراسة سابقة قد أظهرت أسباب الوحدة أو العزلة قد تكون جينية، بحيث يرث المرء نصف صفاته على هذا الصعيد من الأهل، بينما يتأثر النصف الثاني بالبيئة المحيطة.
وظهرت نتائج الدراسة في كتاب حمل عنوان “الوحدة” أعده الدكتور جون كاسيوبو، مدير مركز طب النفس الاجتماعي في جامعة شيكاغو الأمريكية، بمساعدة أخصائي آخر هو وليام باتريك.
ويحدد كاسيوبو مفهومه للعزلة بأنه “استمرار حاجة المرء للتواصل الاجتماعي مع الناس، حتى وإن كان في وسط حشد كبير من الأشخاص”، ويقدّر بالتالي أن 60 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها يشعرون بالوحدة والعزلة، ما يسبب لهم الكثير من الحزن والإحباط.
Leave a Reply