فاطمة الزين هاشم
بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة واهلي وان ضنّوا عليَّ كرامُ.
هكذا تعلمنا فـي الصغر الحب والولاء للاوطان لفت انتباهي بالامس مقابلة للاستاذ الكبير والرائع دريد لحام على احدى المحطات المصرية, كانت شاهد اثبات على وطنيته الصادقة وحبه الشديد وتعلقه ببلده وبالامة العربية جمعاء دون استثناء.يستطيع المشاهد ان يستنتج من قسمات وجهة عندما اجتاحت افكاره مأساة بلاده الحقيقية التي تكمن وراء العلامات المؤثرة لقدوم المهالك بما فـيها مأساة اللاجئين والمجاعات والاوبئة التي سببتها حضارة الشعوب التي تقف خلفها الامم المتسلطة الظالمة
كان كلامه كحد السيف القاطع لا يعرف المراوغة ولا التجذيف، عرف بمواقفه الجريئة والثابتة من خلال مسرحياته اللاذعة والمضحكة فـي ان واحد، لا سيما فـي مجال السياسة الداخلية والخارجية، حتى انة تعرض للسجن بعد مسرحية الحدود التي شدت انتباه جميع الشعوب العربية لما لها من مدلول سياسي ينتقد العوائق التي تضعها حكوماتنا الغبية، كي تفصل بيننا وتعيق تجانسنا معا، كثرت الاتصالات الهاتفـية والاستفزازات المثيرة عله يخرج عن طوعه ويتلفظ بكلام يريدونه منه، لكن بذكائه وحنكته كان يترفع عن مواجهة الاتهام ويابى ان يقف موقف الدفاع عن النفس، حيث انه كان يعرف ان الايادي النظيفة لا تلوثها مصافحة الاخرين، وان الشمس حين تشرق تختفـي الظلمة لانهما لا يلتقيان معا فـي ان واحد، وشتان بين النور والظلام وبين الحقيقة والظلالة، فـي هذا السياق اتصل شخص من السعودية وحاول عدة مرات استفزازه، كان همه الوحيد الحصول على اعترافات تدين الاستاذ دريد وتظهر حقيقة انتمائه السياسي على الملأ، لكن دريد عندما عرف بلد المتصل السعودية كان هذا السؤال بالنسبة له كالبلسم الشافـي، وسرعان ما نسي ألمه وأوجد الفرصة المناسبة للافصاح عن مكنونات قلبه بالسؤال الذي القاه عليه فجاة .
اجابه بإشمئزاز وذكاء فـي الوقت نفسه، قائلا هل لي الحق انا ان اسألك عن اسرار السعودية كي تسالني انت عن اسرار سوريا، يجب ان تعرف ان كل من هو عدو بلدي فهو عدوٌ لي.
انهى مقدم البرنامج المكالمة بسرعة كي لايترك مجالا اكثر للمتصل، اردف دريد قائلا ما هذا الوضع الرديء الذي وصلت اليه الامة العربية، اراد ان يعبر عما كان يجول فـي داخله مستغربا الاحداث التي تدور فـي فترة من الزمن تتلاشى معها كل مقومات العدالة وعلامات اقدام همجية عبرت الى بلادنا.
واياد توقفت لتدون تمزق التاريخ وتعلن انتصار الغباء مع عودة زمن البرابرة والمغول.
فـي الفصل الاخير من المقابلة كانت تراوده خواطر واسترسالات تضعه فـي حالة من التجلي ويهطل إليه الكلام بوحي من الالهام وعيناه ترنوان الى المدى البعيد فـي المناقشة واعطاء الرأي فـي الاحداث السورية دون تحفظ، ولكن بطريقة منمقة ومدروسة حسب عادته وكما عهدناه متحدثا لبقا خفـيف الظل ينسج من دعابته رائعة خيالاته كي تبقى بصماتها فـي ديوان الذاكرة.
لكن الجملة الاخيرة فـي المقابلة كانت بمثابة اسفـين دُق فـي المكان المناسب حين سأله المضيف هل برايك ستنتهي الحرب السورية؟ اجابه نعم عندما يصبح حكام العرب صناعة محلية.
Leave a Reply