خليل إسماعيل رمَّال
بدأت بشائر النصر وتغيير وجه المنطقة تلوح في حلب الشهباء التي اعتبرها السيِّد حسن نصرالله أم المعارك، ففيها سطوع الوعد الصادق وقدرة الجيش العربي الأسطوري الصامد وقيادته الحكيمة وفيها محور المقاومة من إيران إلى روسيا والنتيجة ستكون كما قال ذلك الجندي السوري الشجاع قبل إعدامه من قبل الهمج الرعاع الدواعش «والله لنمحيها».
الانتصار الاستراتيجي في حلب هو نتيجة حتمية لوقوف سوريا في وجه الكون أجمع سداً منيعاً ضد أكبر هجمة تكفيرية بربرية جاهلية عرفها التاريخ، وسيبدِّد هذا النصر الحقبة الوهَّابية المسمومة التي أوقعت المنطقة في أتون النار التقسيمية المذهبية الطائفية. فالوهابية هي القابلة غير القانونية للتكفيريين المجرمين من «داعش» إلى «النصرة» وتوابعهما من منظمات القتل الوحشي البهيمي الذي لا يقره شرع ولا ناموس، لكن المشكلة أنَّ الغرب يرفض الإقرار بذلك.
وأهمية هذا النصر أنه يأتي بعد مهزلة ما يُسمَّى بالقمة العربيَّة أو القمامة العربية أو قمة الجرذان كما وصفها الكاتب عبد الباري عطوان. هذه القمة نعت الأمة ووضعتها في عصر أكثر ظلاماً من عصر الجاهلية من حيث المنازعات والتفرقة والمتاجرة بالدين وإطلاق بهائم التكفيريين الذين لم يراعوا حرمة ولا شرعة ولا حقاً إلى درجة ذبح كاهن عمره ٨٠ عاماً بالساطور على مذبح كنيسته في فرنسا.
لقد تقاذف الحكَّام العرب مؤتمر القمة كالطابة، فلم يكلف السيسي نفسه بالحضور لتسليم الرئاسة لموريتانيا، أما حكام الردَّة في الخليج المصطافين على مرمى حجر في المغرب، فلم يكترثوا ولم يحضروا إلى نواكشوط بسبب عدم توفر رفاهية كافية لهم في بلد متواضع فقير وهذا أبلغ تعبير عن العنجهية والتكبر والتجبر والتمييز ضد بلد عربي ذي إمكانات محدودة فأهانوا الدولة التي قبلت استضافة المؤتمر بعد تمنُّع ملك المغرب الغريب الأطوار. والمؤسف أن البورجوازي الاقطاعي تمَّام سلام الذي حذَّره ابو فاعور من الجرذان في الفنادق الموريتانية، شارك في حفلة إهانة الشعب الموريتاني فلم يمضِ أكثر من ساعات محدودة في المؤتمر وهرب عقب إلقاء كلمته بعد أنْ بات ليلته في المغرب برفقة وزير واحد فقط هو رشيد درباس. ولو عُقد المؤتمر في بلد أوروبي لرأيت وفداً وزارياً أكبر من وفود ميشال سليمان في زمانه الذي كان يجر معه حاشية في أسفاره من ١٠٠ شخص وأكثر على نفقة الشعب اللبناني. سلام ودرباس شعرا بالقرف من الجرذان لكن لا بأس أن تطمر النفايات لبنان ويتقاسم وحوش السياسة فيه الصفقات. والسؤال هو ماذا سيكون شعور سلام وحكومته لو حصل وانعقد مؤتمر القمة في بيروت خلال أنهر النفايات التي كانت على مد عينه والنظر؟
حضر الزهايمريون العرب ونصبوا أبو الغيط، أحد جلاوزة حسني مبارك، أميناً عاماً واجتمعوا تحت خيمة بلاستيكية كأنها رمز لوضعهم المعطوب من دون سقف ولا مرجعية كما كانت زمن جمال عبد الناصرالذهبي.لكن ألم يتبجَّح الجبير بأنَّ أسياده تغلبوا على العروبيين؟ للأسف فإنَّّ الفرقة تسكن في دماء العرب حتى في بلاد الاغتراب فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ولعل أبلغ دليل على عصر التآمر والانحطاط الوهَّابي زيارة رجل أمني سعودي هو أنور عشقي، الذي يعشق نتنياهو، إلى إسرائيل على رأس وفد وهابي للتطبيع مع دولة الاحتلال مجاناً ومن دون مقابل فلسطيني بينما حركة «حماس» لم تجرؤ على حضور مؤتمر المقاومة في بيروت خوفاً من غضب الخليجيين!
معركة الفصل في سوريا هي التي ستغير المعالم وتمنع تفتيت المنطقة وستهزم شياطين الغلو والتكفير مهما غيرو وبدلوا أسماءهم من «النصرة» إلى «فتح الشام» فهم أخطر من «داعش» ولن يغير فك ارتباطهم بتنظيم «القاعدة» الإرهابي أي شيء عدا عن أنه أصبح للشيطان وجه واسم، هو الجولاني.
Leave a Reply