«صدى الوطن»
بعد جولتي آيوا ونيو هامبشير يتجه السباق الرئاسي الأميركي الى ولاية نيفادا غرباً حيث يقيم الديمقراطيون انتخاباتهم التمهيدية يوم السبت المقبل، فـيما ينظم الجمهوريون انتخاباتهم فـي ولاية ساوث كارولاينا الجنوبية فـي اليوم نفسه. وفـي 23 شباط يتجه الجمهوريون الى نيفادا لخوض التصفـيات هناك فـيما سينتظر الديمقراطيون لغاية السبت 27 منه لتنظيم انتخاباتهم فـي ساوث كارولاينا.
وتمتاز ولاية نيفادا ذات التوجهات الليبرالية بالوجود اللاتيني الكثيف فـيها، فـيما تُعرف ولاية ساوث كارولاينا الجنوبية المحافظة بكثافة الأميركيين الأفارقة بها.
ترامب الأقوى جمهورياً
جمهوريا، تشير استطلاعات الرأي الى تقدم مريح لدونالد ترامب على باقي منافسيه فـي الحزب والذين انحسروا الى خمسة فقط بعد انسحاب المرشحَين كريس كريستي (حاكم ولاية نيوجيرزي) وسيدة الأعمال كارلي فـيورينا الأسبوع الماضي.
وحصل ترامب على أكثر من 35 بالمئة فـي استطلاع للرأي أجرته «جامعة مونماوث» بولاية ساوث كارولاينا، فـيما نال أقرب منافسيه تيد كروز (سناتور تكساس) 19 بالمئة، وماركو روبيو (سناتور فلوريدا) 17 بالمئة، وجون كايسيك (حاكم ولاية أوهايو) 9 بالمئة. أما جيب بوش (حاكم فلوريدا السابق) فلم يحصل سوى على 8 بالمئة بالرغم من تدخل شقيقه، الرئيس السابق جورج دبليو بوش، لدعم حملته فـي هذه الولاية المحافظة، متقدماً بفارق طفـيف على طبيب الأعصاب بن كارسون الذي حاز على 7 بالمئة من أصوات المستطلعين.
وفـي نيفادا حيث ستقام الانتخابات الجمهورية يوم الثلاثاء المقبل، يتوجه ترامب الى فوز عريض حيث يشير استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي أن أن» الى حصوله على 45 بالمئة من الأصوات، مقابل 19 بالمئة لروبيو و17 بالمئة لكروز.
السباق يحتدم ديمقراطياً
وفـي الجانب الديمقراطي، تأمل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أن تتمكن فـي نيفادا من إيقاف الزخم الذي حققه منافسها السناتور اليهودي الأميركي بيرني ساندرز بعد فوزه بجولة نيوهامبشير، فـي حين تشير استطلاعات الرأي الى تساوي حظوظ المرشحين فـي الولاية الغربية. أما فـي ساوث كارولاينا فتبدو حظوظ كلينتون أقوى.
وبما أن التصفـيات الخاصة بالحزب الديمقراطي فـي نيفادا وساوث كارولاينا ستجري يومي سبت فـي أسبوعين متتاليين، فإنها ستكون بمثابة مؤشر على مدى التزام ساندرز الديني.
ونظراً لاحتدام المنافسة بين ساندرز وترامب يبدو أن حسم اسم المرشح الديمقراطي للرئاسة سيتأخر حتى انعقاد مؤتمر الحزب فـي 25 تموز (يوليو) المقبل فـي مدينة فـيلادلفـيا، حيث يتنافس المرشحان على نحو 4700 مقعد هي مقاعد المندوبين الذين يحضرون مؤتمر الحزب. (4000 منهم يمثلون أصوات الناخبين فـي الولايات الخمسين، بينما يحضر المؤتمر 700 مندوب آخرون يسمون بالناخبين الكبار الذين لا تحتاج عضويتهم إلى انتخابات ويمثلون مؤسسة الحزب وهم قيادات الحزب «الديمقراطي» وممثلو الحزب فـي مجلسي الشيوخ والنواب. ومعظم هؤلاء يؤيدون كلينتون، إذ أعلن 39 عضواً ديمقراطياً فـي مجلس الشيوخ الأميركي على سبيل المثال تزكيتهم لهيلاري كلينتون، بينما أعلن عضو واحد فقط فـي المجلس تأييده لساندرز، وهو ساندرز نفسه.
ولهذا يتحتم على الأخير أن يكون فوزه شعبياً كاسحاً ليحصل على أكثر من نصف عدد المندوبين أو على الأقل ليحصل على نسبة عالية تفوق نسبة كلينتون، لكي يتمكن من إقناع بعض المندوبين الكبار بأنه الأصلح للرئاسة كما فعل باراك أوباما عام 2008. غير أن أوباما كان مهادناً فـي تعامله مع مؤسسة الحزب، فـي حين أنّ ساندرز أعلنها ثورة على الحزب نفسه وهو ما يزيد من صعوبة موقفه حتى لو فاز بمتوسط الأصوات الشعبية على مستوى الولايات المتحدة.
أما مؤتمر الحزب الجمهوري فسوف يعقد فـي مدينة كليفلاند بولاية أوهايو قبل أيام من انعقاد المؤتمر الديمقراطي، ولكن أعضاء المؤتمر أو عدد المندوبين لا يتجاوز 2500، ومن يضمن أصوات نصف هؤلاء يكون قد نجح فـي تمثيل الحزب الجمهوري. وإذا كانت مؤسسة الحزب الديمقراطي لديها القدرة قانونياً على ترجيح فوز مرشح ضدّ آخر، فإن مؤسسة الحزب الجمهوري ستكون مضطرة للسير بترشيح ترامب.
Leave a Reply