إيست لانسنغ – أصيب أربعة عناصر شرطة واعتقل ٢٥ متظاهراً في صدامات عنيفة اندلعت داخل حرم «جامعة ميشيغن ستايت» في مدينة إيست لانسنغ الاثنين الماضي، على هامش كلمة كان مقرراً أن يلقيها الناشط اليميني المتطرف ريتشارد سبنسر.
واندلعت المواجهات بين مئات المتظاهرين اليساريين المنتمين لحركة «أنتيفا» (مناهضة الفاشية) وعشرات المؤيدين لسبينسر، من «الوطنيين البيض»، مما استدعى تدخل شرطة الولاية، وأمن الجامعة، ودوائر الشرطة المحلية، لاحتواء الموقف.
وتم تأجيل كلمة سبنسر المنتمي إلى تيار اليمين المتطرف (آلت رايت)، لأكثر من نصف ساعة إلى حين تمت السيطرة على المواجهات العنيفة التي استمرت لحوالي ساعة كاملة قبل أن تتمكن الشرطة من السيطرة على الموقف بإلقاء القبض على المتظاهرين العنفيين من الطرفين.
وتم اعتقال ١٣ متظاهراً بتهم جنائية من بينها حيازة أسلحة، وقد تبين أن بعضهم جاء من خارج ميشيغن للمشاركة في التظاهرة الاحتجاجية ضد كلمة سبنسر في الجامعة.
ومن بين المعتقلين، هانا بيكر (٢٧ عاماً) التي أتت من شيكاغو، وقد وجهت لها ثلاث تهم بحيازة أسلحة مخبأة، وتهمة مقاومة واعتراض الشرطة. وكذلك يواجه دانيال سميغل من ولاية إيلينوي، تهماً مماثلة.
وتظهر لقطات نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مناوشات ومواجهات عنيفة بالعصي والأيدي أسفرت عن إصابة عشرات المتظاهرين من الطرفين، إضافة إلى أربعة عناصر شرطة، منهم ثلاثة من شرطة الولاية، وعنصر من أمن الجامعة، وذلك أثناء محاولتهم فض الاشتباكات.
ويبرّر أعضاء حركة «أنتيفا» (الفوضوية الشيوعية) –التي ظهرت على المسرح الوطني في العام ٢٠١٦– استخدام العنف لقمع «الفاشيين» و«النازيين»، على حد وصفهم.
وقالت الشرطة إن المتظاهرين المناوئين لسبنسر الذين ناهز عددهم ٥٠٠ شخص، مقابل عشرات المتظاهرين من المتطرفين البيض، قاموا بقطع الطريق المؤدية إلى القاعة التي كان من المقرر أن يلقي فيها سبنسر كلمته، وبدأوا بترديد عبارات مناهضة له مثل «اذهب إلى المنزل يا نازي»، وقد قام بعضهم برشق المتظاهرين وعناصر الشرطة ببالونات مليئة بالبول والبراز، قبل أن تبدأ الاشتباكات التي تمكنت الشرطة من ضبطها بفضل وجودها المكثف استعداداً لأي تصعيد.
وخلال العامين الماضيين، اعتمدت «أنتيفا» أساليب عنفية متعددة ضد اليمين، لاسيما في الجامعات احتجاجاً على إلقاء كلمات من قبل متحدثين يمينيين. وتعتبر مشاركة «أنتيفا» في تظاهرة «جامعة ميشيغن ستايت» الأسبوع الماضي، هي الظهور الأول من نوعه للمنظمة في ميشيغن، حيث كان حضور أعضاء المنظمة طاغياً على المتظاهرين المناوئين لسبنسر.
ويتميز أعضاء «أنتيفا» بأنهم ملثمون ويرفعون رايات باللونين الأحمر والأسود.
وفي كلمته التي حضرها حوالي ٥٠ شخصاً فقط، قال سبنسر –المؤمن بتفوق العرق الأبيض– «لقد دخلنا العالم الحقيقي في ٢٠١٧.. ذهبنا إلى بروكلين.. ذهبنا إلى تشارلوتسفيل، وصدمنا العالم بمسيرة المشاعل.. تشارلوتسفيل كانت عرضاً كبيراً للطاقة والتحدي».
وأضاف مستدركاً: «تشارلوتسفيل كانت بجزء منها كارثة.. ولكنها ستبقى لكتب التاريخ».
كما أعرب سبنسر الذي أشاد بسياسات الرئيس دونالد ترامب حول الهجرة، عن استيائه الشديد من قيام المتظاهرين بمنع وصول آخرين أرادوا حضور كلمته وقد دفعوا ثمن التذاكر، مؤكداً أن التذاكر التي تم بيعها تزيد عن ضعفي عدد الحاضرين.
ومن جانبه، قال مكتب الادعاء العام في مقاطعة إنغهام، إن الاتهامات التي وجهت للمتظاهرين المعتقلين تمت بناءً على أدلة تظهر بوضوح سلوكهم الجنائي، مشيداً بتدخل الشرطة الذي ساهم في منع وقوع ضحايا، «مثلما حصل في مدينة تشارلوتسفيل»، حيث لقيت متظاهرة مصرعها بعد تعرضها للدهس بواسطة سيارة يقودها شاب يميني متطرف.
كما أكد مكتب الادعاء في بيان له، حرص السلطات على حماية الحقوق الدستورية للمواطنين في التعبير عن الرأي والتظاهر بغض النظر عن مواقفهم السياسية.
Leave a Reply