هامترامك
دخل الطبيب اليمني الأميركي، أمير غالب، التاريخ الأميركي كأول عربي وأول مسلم يتولى رئاسة بلدية هامترامك، بعد فوزه على رئيسة البلدية الحالية كارين ماجاوسكي في الانتخابات العامة التي أجريت الثلاثاء الماضي.
غالب حقّق نصراً كاسحاً على ماجاوسكي، البولندية الأصل التي ترأس البلدية منذ العام 2005، واضعاً –بذلك– حداً لمئة عام من شغل البولونيين لأعلى منصب في حكومة المدينة، الأكثر تنوعاً عرقياً وثقافياً بولاية ميشيغن.
وفيما نالت ماجاوسكي 1,485 صوتاً فقط (31.5 بالمئة من الأصوات)، تصدّر غالب، السباق بحصوله على 3,232 صوتاً (68.5 بالمئة)، في دلالة واضحة على تنامي دور الجالية اليمنية في المدينة التي تضم أكثر من 28 ألف نسمة.
ووصلت نسبة الإقبال على التصويت في هامترامك 34.52 بالمئة، حيث صوّت 4,822 ناخباً من أصل 13,969 ناخباً مسجلاً. وبينما اقترع 1,604 ناخبين حضورياً خلال اليوم الانتخابي، فقد صوّت 3,218 غيابياً.
وفي حفل النصر الذي أقيم بمقر «جمعية القيادة اليمنية الأميركية» (يابا) بهامترامك، اعتبر غالب فوزه «شهادة على الحلم الأميركي»، وقال: «إن مهاجراً مثلي، جاء إلى العمل هنا في سن الـ17 عاماً، بات الآن لديه الشرف والفرصة لخدمة المجتمع الذي رعاه حتى أصبح رئيساً للبلدية».
وأكد غالب بأنه سيخدم جميع سكان المدينة، بغض النظر عما إذا كانوا قد صوّتوا له، أو لمنافسته ماجاوسكي، وقال: «لقد حان الوقت لكي نتحد ونعمل من أجل معالجة التحديات الملحة في هامترامك»، موجهاً شكره لماجاوسكي على حملتها «الحماسية»، ومعرباً عن أمله بلقائها «خلال الأشهر القادمة للحصول على مشورتها وتوجيهاتها»، على حد تعبيره.
وكانت المنافسة بين غالب وماجاوسكي قد عمّقت الاستقطابات بين سكان المدينة بسبب اختلافهما حول القضايا ذات الحساسية الثقافية والاجتماعية، مثل رفع علم المثليين فوق مقر البلدية في حزيران (يونيو) الماضي، إضافة إلى منح التراخيص لافتتاح المزيد من متاجر بيع الماريوانا.
وكان المجلس البلدي قد انقسم بالتساوي حول رفع علم المثليين فوق مقر البلدية، ما دفع ماجاوسكي –التي ترأس المجلس وفقاً لميثاق المدينة– إلى كسر التعادل والتصويت لصالح رفع العلم الذي يحمل ألوان الطيف، وهو ما أثار حفيظة شرائح واسعة من المسلمين الذين يشكلون أكثر من نصف سكان هامترامك.
كما أن معارضة ماجاوسكي لمقترح بحظر متاجر الماريوانا الترفيهية في المدينة، أثار استياء واسعاً في أوساط اليمنيين والبنغاليين على حد سواء، وأدى –في نهاية المطاف– إلى تراجع شعبيتها لصالح غالب الذي عارضت حملته الانتخابية رفع علم المثليين، وأيدت مقترح حظر متاجر الماريوانا.
وفي هذا السياق، أكد غالب بأنه لن يفرض معتقداته الدينية على سكان المدينة، وقال: «يعتقد الكثيرون أنه بسبب خلفيتي ومعتقداتي الدينية بأنني سأكون ضد مجتمع المثليين، أو شيء من هذا القبيل»، مستدركاً بالقول: «لكننا.. في أميركا».
وأضاف غالب: «الدستور الذي سمح لي بممارسة عقيدتي الدينية والصلاة بالطريقة التي أريدها، يمنح الآخرين نفس الحرية بممارسة عقائدهم والتعبير عن معتقداتهم بالطريقة التي يريدونها».
وتعاني بلدية هامترامك من تحديات مستعصية، من بينها تمويل الصندوق التقاعدي للشرطة والإطفائيين، وتهالك البنى التحتية، وتردي الخدمات العامة، إضافة إلى الكشف عن ارتفاع مستويات الرصاص في شبكة مياه الشرب، في الآونة الأخيرة، وهو ما سيزيد من حجم التحديات على الحكومة الجديدة.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، شهدت أروقة البلدية ارتفاع مستوى التناحر الإداري والسياسي، ما أسفر عن استقالة عضوين من المجلس البلدي هما أيان بيروتا وأندريا كاربينسكي.
لكن على الرغم من المصاعب المالية والإدارية في حكومة هامترامك، إلا أن المدينة سجلت نمواً ديموغرافياً عالياً بلغ 28 بالمئة خلال العقد الأخير، حيث وصل عدد سكانها إلى 28,433 نسمة، وهي أعلى رقم يسجل خلال العقود المنصرمة، مع الإشارة إلى أن هامترامك كانت تضم حوالي 56 ألف نسمة في عام 1930.
سباق المجلس البلدي
أما في سباق المجلس البلدي، الذي يتكون من ستة مقاعد ويترأسه رئيس البلدية بمقتضى ميثاق هامترامك، فقد فاز مرشحان عربيان، كلاهما من أصل يمني، في السباق الذي يتضمن ثلاثة مقاعد مفتوحة لولاية كاملة مدتها أربع سنوات.
وأسفرت نتائج الانتخابات عن تصدر المرشح اليمني الأصل، خليل الرفاعي، للسباق بـ1,901 صوت، متقدماً على المرشحة البولونية الأميركية أماندا جاكاوسكي التي حلت في المركز الثاني بـ1,860 صوتاً، فيما حل المرشح اليمني الأميركي آدم البرمكي في المركز الثالث بـ1,794 صوتاً.
وكان المرشح البنغالي الأصل، موحث محمود، أفضل الخاسرين بـ1,746 صوتاً، تلاه المرشحان آبو موسى ولين بلايسي، في المركزين الخامس والأخير على التوالي.
وبفوز الرفاعي والبرمكي، بات المجلس البلدي يتكون من خمسة أعضاء مسلمين من أصل ستة، مع الإشارة إلى أن هامترامك صُنّفت –عام 2014– كأول مدينة أميركية يضم مجلسها البلدي غالبية مسلمة، وما يزال المجلس يحافظ على الأغلبية المسلمة منذ ذلك الحين.
إقرار مقترحين انتخابيين
بالإضافة إلى سباقي رئاسة البلدية والمجلس البلدي، تضمنت انتخابات هامترامك استفتاءين انتخابيين لتعديل ميثاق المدينة.
ووافق الناخبون بنسبة 79 بالمئة على مقترح يجيز الترشح للمناصب العامة في هامترامك بعد الإقامة في المدينة لمدة عام واحد فقط.
كما أيّد الناخبون بنسبة 65 بالمئة مقترحاً يحظر على رئيس البلدية أو أعضاء المجلس البلدي، الاحتفاظ بمناصبهم لأكثر من ثلاث دورات انتخابية متتالية.
Leave a Reply