هامترامك – «صدى الوطن»
حقق العربي الأميركي سعد المسمري إنجازاً تاريخياً في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 بحصوله على أعلى نسبة تصويت في السباق الانتخابي لعضوية مجلس هامترامك البلدي الذي أصبح بفوزه أول مجلس بلدي يضم أغلبية مسلمة، في الولايات المتحدة.
ومنذ البداية، تعهد المسمري –الذي استقطب فوزه اهتماماً إعلامياً واسعاً على المستويين المحلي والوطني– بضمان التمثيل النسبي وباستعادة البلدية لإدارة مواردها التي وضعت لعدة سنوات تحت إشراف مدير طوارئ لإنقاذها من أزمة مالية خانقة ومزمنة.
وبعد مرور حوالي عامين على انتخابه لعضوية مجلس بلدية هامترامك، كشف المسمري (٣٢ عاماً) في الحفل السنوي الأخير لـ«اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، الذي أقيم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عن نيته الترشح لعضوية مجلس نواب ميشيغن عن «الدائرة ٤» التي تضم بالإضافة إلى كامل مدينة هامترامك أجزاء كبيرة من مدينة ديترويت من ضمنها «ميدتاون» و«نيو سنتر»، معرباً عن رغبته الكبيرة بخدمة جميع سكان المنطقة الانتخابية بغض النظر عن خلفياتهم وأعراقهم وأديانهم.
وتشهد ميشيغن هذا العام انتخاب كامل أعضاء مجلسها النيابي الذي يضم ١١٠ أعضاء يمثلون ١١٠ دوائر انتخابية تشمل جميع أنحاء الولاية.
ويخدم النائب في مجلس الولاية التشريعي لمدة سنتين فقط، قابلة للتجديد لفترتين إضافيتين (إجمالي ست سنوات)، بحسب دستور ميشيغن.
وسيخوض المسمري في آب (أغسطس) القادم، الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في الدائرة المحسومة تقليدياً لصالح الحزب الأزرق. والفائز في جولة التصفيات الحزبية يكون قد حسم عملياً السباق لمصلحته.
تمثيل أفضل
المسمري الذي ولد في قرية صغيرة باليمن عام 1986 وهاجر إلى الولايات المتحدة عام ٢٠٠٩، أطلق السبت الماضي حملته الانتخابية لخلافة النائب الحالية روز ماري روبنسون التي تنتهي فترتها الثالثة والأخيرة مطلع العام ٢٠١٩.
وأقامت حملة المسمري أولى حفلاتها لجمع التبرعات في مدينة هامترامك، وكان المرشح اليمني الأميركي قد كشف لـ«صدى الوطن» عن حاجته لجمع 80 ألف دولار لتمويل «حملة انتخابية فعالة».
وشدد عضو مجلس بلدية المدينة في حديث للصحيفة على أن هدفه الأول من الترشح هو تحقيق مستقبل أفضل لـ«الدائرة ٤» التي خاطب ناخبيها بالقول: «أرسلوني إلى لانسنغ كي أعمل جاهداً من أجلكم.. انتخبوني من أجل تمثيل أفضل».
ووصف المسمري أداء النائب الديمقراطية الحالية خلال سنواتها الست تحت قبة الكابيتول بأنه «مخيب للآمال»، وقيادتها بـ«الهزيلة» رغم الأوضاع الجدية التي تعانيها دائرتها الانتخابية.
وأكد المرشح اليمني الأميركي أن روبنسون لم تتفاعل ولم تشرك أي شخص في بلدية هامترامك خلال الأزمة المالية التي عصفت بالمدينة، كما أنها لم تستجب للمبادرات الراغبة بإيصال صوت هامترامك إلى لانسنغ، مؤكداً أن «هناك نقص شديد في التعاون بين الولاية والمدينة».
قضايا شائكة
كما هو الحال في العديد من مدن مجاورة، يعاني سكان ديترويت وهامترامك من ارتفاع كبير في أسعار التأمين على السيارات، مما يدفع الكثيرين إلى قيادة سياراتهم من دون تغطية ويعرضهم للمساءلة القانونية وخطر حجز مركباتهم من قبل الشرطة.
وفي هذا السياق، لفت المسمري إلى أنه يتلقى أسبوعياً ما لا يقل عن مكالمتين هاتفيتين من مواطنين غير قادرين على تحمل أعباء التأمين الباهظة والتي تزيد باضطراد بسبب الرسوم والغرامات والمخالفات المرورية، مؤكداً أنه في حال انتخابه سيحرص على أن يكون جزءاً من النقاش حول تخفيض أسعار التأمين على السيارات.
وأشار المسمري إلى أن روبنسون كانت مترددة في إشراك المجلس البلدي والمجتمع المحلي في النقاش حول مقترح إصلاحي قدمه رئيس مجلس نواب الولاية، الجمهوري توم لوينارد، لتخفيض أسعار التأمين على السيارات في ميشيغن، وقد صوتت روبنسون ضده معربةً عن خشيتها من أن شركات التأمين قد تلجأ إلى عدم ممارسة أعمالها التجارية في هامترامك في حال إقراره.
وفي الآونة الأخيرة، اشتكى رب عائلة يمنية من حيف شرطة هامترامك التي قام بعض عناصرها بحجز سيارة العائلة لانتهاء صلاحية التسجيل وعدم وجود تأمين عليها، وقام العناصر –في 3 كانون الثاني (يناير) الماضي– بإنزال العائلة اليمنية التي كان من بين أفرادها أمرأة حامل ورضيعة، من المركبة ليذهبوا إلى منزلهم مشياً على الأقدام وسط الصقيع والبرد القارس.
وفي هذا الصدد، طالب المسمري شرطة هامترامك بتكريس جهودها لمكافحة الجريمة بدلاً من من التضييق على السائقين، وتمنى على مسؤولي الدائرة أن يقوموا بتثقيف العناصر حول الفروق الثقافية والاجتماعية وأن يأخذوا شكاوى المواطنين على محمل الجد، وقال «الناس هنا.. حين توقفهم الشرطة.. يشعرون بأنه غير مرحب بهم في هامترامك».
وتوظف شرطة هامترامك 13 عنصراً، وتجوب شوارعها دوريتان فقط على مدار الساعة.
التنوع وحقوق المهاجرين
تعتبر هامترامك موطناً لواحد من أكبر المجتمعات اليمنية الأميركية في منطقة مترو ديترويت، حيث يشكل اليمنيون أكثر من 30 بالمئة من المدينة المعروفة بأنها واحدة من أكثر المدن الأميركية تنوعاً دينياً وإثنياً. ووفقاً لإحصاء 2010 فقد بلغت نسبة سكان المدينة المولودين خارج الولايات المتحدة حوالي 41 بالمئة من النسيج السكاني الذي يشكل البنغاليون والبولنديون والأفارقة الأميركيون شرائح أساسية منه.
كذلك ينطبق التنوع الإثني والديني في هامترامك، على أحياء ديترويت المشمولة في «الدائرة ٤»، لاسيما في مناطق وسط المدينة.
ويشدد المسمري الذي تخرج من كلية الإعلام بجامعة صنعاء على ضرورة أن يكون النواب أكثر شفافية وتواصلاً مع السكان المحليين، «من أجل تجسير الهوة بين المشرعين والناخبين الذين هم في أغلبيتهم من المهاجرين والسكان المحرومين»، مؤكداً أنه سيكون في لانسنغ صوتاً مدافعاً عن مصالح «الناس الذين يبنون هذا البلد»، كما أنه سينافح عن الحقوق الدستورية للمهاجرين رغم البيئة المعادية في ظل رئاسة دونالد ترامب.
وقال المسمري إنه سيواصل السير على نهجه في التواصل المباشر مع أبناء المجتمع المحلي، مشيراً إلى أنه أقام خلال السنوات الماضية علاقات وطيدة مع المنظمات غير الربحية، كما أنه يتواصل باستمرار مع أئمة المساجد ورعاة الكنائس للنقاش معهم حول مختلف المواضيع التي تقلقهم، مشدداً دائماً على «أهمية المشاركة الانتخابية».
والجدير بالذكر أن المسمري درس إدارة الأعمال في «جامعة وين ستايت» وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء، وقد افتتح في العام 2011 شركة «كينغ أيس كريم» التي تقوم حالياً بتزويد أكثر من 70 شاحنة متجولة بالمثلجات، وقد حصل على الجنسية الأميركية عام ٢٠١٢.
وفي حال خسارته للانتخابات، سيحتفظ المسمري بمقعده في مجلس بلدية هامترامك حتى نهابة العام ٢٠١٩.
Leave a Reply