لم يطرأ أي جديد على المشهد الميداني، إذ تواصلت الغارات التي يشنها «التحالف الإقليمي» بقيادة سعودية، مخلفة المزيد من القتلى والجرحى والدمار، وملحقة أضراراً جسيمة فـي البنية التحتية الهشة أصلاً فـي البلاد، ليرتفع عدد الضحايا، الذين لا يموتون فقط بنيران القصف، بل جراء انهيار الخدمات الصحية الأساسية، وكثير منهم من الأطفال، بحسب ما أكدت العديد من المنظمات الدولية.
وفـي مقابل المشهد اليمني القاتم على الصعيد الإنساني، والذي اتخذ صفة «الكارثي» بحسب المنظمات الصحية الدولية، بدت الدعوة الإقليمية والدولية إلى الحوار السياسي لحل الأزمة أكثر وضوحاً، عكسها بروز نوع من الحراك السياسي من المرشح أن تتبلور صورته سلباً أم إيجاباً فـي الأيام المقبلة، على خط طهران – إسلام آباد – أنقرة، ومسقط أيضاً، بعد زيارة قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة الإيرانية كان اليمن فـي صلب أجندتها، إلى جانب نقاش طال ملفات المنطقة الساخنة، بالرغم من الطابع العلني الاقتصادي للزيارة، علماً أن الرئيس التركي كان التقى أمس وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف فـي زيارة لم تكن مرتقبة.
فـي هذا الوقت، تحدث رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، الذي استقبلت بلاده وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، صراحة عن «انتظار أجوبة» حول مساع ديبلوماسية تجري فـي هذا السياق، طالباً من برلمان بلاده «أخذ وقته» فـي مناقشة طلب انضمام إسلام آباد إلى الحرب على اليمن.
وفـيما لم تتضح بعد الصورة التي من الممكن أن تكون عليها المشاركة الباكستانية فـي الحرب، إن تمت الموافقة عليها، برز اليوم أيضاً لقاء فـي إسلام آباد جمع وزير الدفاع المصري صدقي صبحي وقائد الجيش راحيل شريف، وذلك فـي ظل إصرار القاهرة على ربط مشاركتها فـي الحرب بحماية مضيق باب المندب، فـيما طرأ تطور أمني لافت، تمثل بمقتل ثمانية جنود إيرانيين فـي اشتباك مع مسلحين تسللوا من داخل الحدود الباكستانية وعادوا إليها. ولكن أي حراك أو دعوة سياسية لمواجهة الأزمة اليمنية بعيداً عن الحرب، لم يجد بعد صدى له فـي الرياض، التي يستمر إصرارها على تحقيق الهدف بالقضاء على الحوثيين. وقصفت الطائرات السعودية قاعدة عسكرية قرب مدينة إب وسط اليمن، ما أدى إلى مقتل عدد من الطلاب الذين كانوا فـي مدرسة مجاورة، بحسب ما ذكر بيان لوزارة الدفاع اليمنية وقناة «المسيرة» التابعة للحوثيين.
Leave a Reply