اليمن: الطريق إلى جنيف وعرة منذ بدايتها

 أعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن محادثات السلام حول النزاع فـي اليمن ستبدأ فـي الـ 28 من أيار(مايو) الجاري فـي جنيف، وأضاف أن الاجتماع «سيتيح إرساء الدينامية اللازمة لعملية الانتقال السياسي تحت إشراف اليمنيين».

و رحب مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد محمد اليماني بالدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لحضور مؤتمر يعقد فـي جنيف، وقال اليماني قبيل بدء مشاورات فـي مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع فـي اليمن، إنه فهم أن هذه الدعوة تستند إلى نتائج مؤتمر الرياض.

متظاهر يرفع صورة للشيخ نمر النمر خلال مظاهرة في العاصمة صنعاء (رويترز)

الطريق إلى جنيف وعرة منذ بدايتها، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد يتحدث عن ضمانات لحضور أنصار الله ، فـيما يؤكد نائب الرئيس اليمني رفض الحكومة إجراء محادثات مع أنصار الله قبل تنفـيذهم قرار مجلس الأمن القاضي بانسحابهم من كافة المدن. وفـي الوقت الذي لا زال طيران التحالف السعودي مستمرا فـي قصف اليمن  يشهد الميدان السياسي معارك أكثر ضراوة  و حراكاً دبلوماسيأ من عدة جهات وفـي عدة اتجاهات، قد ينذر بالمزيد من التعقيد فـي المشهد اليمني.

فقد بدأ الأردن التحرك لدى أعضاء مجلس الأمن بعد ساعات على انتهاء مؤتمر الرياض لإصدار بيان يتبنى اعلان الرياض ، ويبدو أن  نتيجته شبه محسومة لأن روسيا تعارض موقف الرياض والضربات الجوية على اليمن.

السعودية وحلفاؤها يرون أن إعلان الرياض سقفٌ فـي أي مفاوضات، ما يستبعد أنصار الله من أي صيغة سياسية، فـيما يكثف المبعوث الأممي إلى اليمن جهوده لعقد مؤتمر فـي جنيف بحضور جميع الأطراف، وهو ما يدعو إليه أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة.

 ميدانيا شنت طائرات التحالف السعودي سلسلة غارات على العاصمة صنعاء، وقد استهدفت مناطق فج عطان والحفا والنهدين. كذلك استهدفت أكثر من 15 غارة مدينة صعدة الحدودية مع السعودية، وأدت الغارات على صعدة إلى استشهاد خمسة أطفال فـي مدينة كتاف. وفـي إب استشهد 14 شخصاً وأصيب آخرون فـي غارات استهدفت المدينة. 

 من جهتها وثقت منظمة «هيومن رايتس ووتش» فـي صعدة غارات عشوائية سعودية عديدة استهدفت مباني سكنية وأسواقاً من دون وجود هدف عسكري ما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين. 

 وأعلنت المنظمة أن الضرر اللاحق بالمدنيين فـي صعدة على المديين القصير والطويل تجاوز أي مكسب عسكري بأشواط بعيدة، وأضافت إن الطائرات السعودية استخدمت ذخائر عنقودية محظورة فـي صعدة. وفـي محافظة عدن تدور اشتباكات متقطعة بين الجيش واللجان الشعبية من جهة، والقوات الموالية لهادي من جهة ثانية فـي مناطق التماس الواقعة إلى الشمال من عدن التي تمتد من طريق ساحل أبين حتى منطقة صلاح الدين غرب المدينة. كذلك دارت مواجهات مماثلة على المساحة الواقعة شمال مطار عدن الدولي باتجاه معسكر الصولبان. 

يأتي ذلك بموازاة قصف طائرات التحالف الجهة الشمالية الواقعة تحت سيطرة الجيش  والممتدة إلى مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج  شمال عدن.

إلى ذلك أكد زعيم حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي أن الحرب على اليمنيين لن تأتي بنتيجة،  معتبراً أن الحل السياسي الوحيد يكون عبر الحوار.

وفـي كلمة له، قال الحوثي: «إن ما يجري محاولة لإيجاد غطاء لتنظيم القاعدة وضمه إلى الجيش الشرعي، ويشبه السيناريو فـي سوريا»، مشدداً على أن صمود الجيش اليمني منع البلاد من السقوط تحت سكاكين القاعدة وقوى الشر، كما سماهم، مشيراً إلى أن الجيش واللجان الشعبية يخوضون معركة الحرية فـي مواجهة هذه القوى. وأشار الحوثي إلى أن القاعدة تحظى بدعم جوي وإسناد خلال المعارك. واعتبر الحوثي أن العدوان السعودي على اليمن أوقف الحوار الداخلي بين الأطراف اليمنية، والذي كان برعاية أممية. وانتقد الحوثي مقررات مؤتمر  الرياض الذي حضرته أطراف يمنية برعاية سعودية، قائلاً «إن أبرز ما فـي مؤتمر الرياض هو تفعيل الصراع والاقتتال الداخلي فـي اليمن»، وأضاف «لا يمكن أن تعطي المؤتمرات واللقاءات أي شرعية لجرائم العدوان».