واشنطن – توصل تحليل أصدرته منظمة أميركية تنادي بالفصل بين الدين والدولة إلى أن فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأميركية يشير إلى انحسار نفوذ اليمين الديني في الولايات المتحدة، بعد سنوات من النفوذ الواسع الذي تمتع به في ظل إدارة بوش الجمهورية، لكنه لم يخرج بعد من اللعبة السياسية.ويعتبر التحليل الذي أعدته منظمة «أميركيون متحدون من أجل الفصل بين الكنيسة والدولة»، وهي منظمة مراقبة دينية، أن انتصار أوباما في الانتخابات الرئاسية كان بمثابة لطمة على وجه حركة اليمين الديني في الولايات المتحدة، بحسب التحليل الصادر بعنوان «اليمين الديني وانتخابات 2008: هبوط وليس خروجا».وأضاف التحليل أن كبار منظمات اليمين الديني حاولت منع هذا الانتصار من خلال توزيع مطويات متحيزة لجانب المرشح الجمهوري جون ماكين صورته في صورة «قديس»، في حين قامت تلك المنظمات بتلفيق القصص حول أوباما فادعت أنه يساري متطرف يؤيد قتل الأطفال وحق الانتحار ويريد أن يطمس القيم التقليدية، كما اتهمته بمساندة زواج المثليين والإجهاض.وقال التقرير إنه رغم نجاح تلك الجهود في حشد الإنجيليين الجمهوريين فإنها لم تقنع الناخبين الآخرين.كما أوضح التقرير أن الاستطلاعات التي تم إجراؤها قبل الانتخابات كشفت تخوف أغلب الأميركيين من سارة بالين، نائبة ماكين، مشيرا إلى أن وجودها كان مجرد محاولة لاسترضاء ومغازلة المنظمات الدينية.واعتبر التحليل أن نتائج الانتخابات تعني دخول اليمين الديني في حقبة جديدة، يكاد يفقد فيه كثيرا من نفوذه بعد ثماني سنوات من الاستغلال غير المسبوق للبيت الأبيض وأروقة الكونغرس.وفي بيان لها قالت منظمة «أميركيون متحدون من أجل الفصل بين الكنيسة والدولة»، إن نفوذ اليمين الديني قد تضاءل بشكل كبير في السياسة الأميركية، لكن دوره على مستوى الولايات الأميركية وعلى المستوى المحلي مازال «إشكاليا».وقال باري لين، المدير التنفيذي لمنظمة أميركيون متحدون: «لقد فعلت قوى اليمين الديني كل ما في استطاعتها أجل شيطنة أوباما والمحافظة على نفوذها داخل البيت الأبيض غير أن هذا لم ينجح».وأشار لين إلى أن «أغلب المسيحيين البيض صوتوا لصالح الجمهوريين كما كان متوقعا» لكنه استدرك قائلا إن «أغلب الأميركيين تجاهلوا النغمة الحادة والحزبية لليمين الديني».وأشار لين إلى أن منظمات اليمين الديني قامت بتوزيع دليل متحيز للتصويت كما حث القساوسة المسيحيين على إلقاء خطب داخل الكنائس والتحذير من عواقب وخيمة قد تحدث إذا ما انتصر أوباما.واستشهد لين بعدد من قيادات اليمين الديني، من أمثال جيمس دوبسون وطوني بيركينز وريتشارد لاند الذين وصفهم بأنهم «فعلوا كل شيء باستثناء وصف أوباما بأنه المسيح الدجال».يذكر أن دوبسون قد أشار مؤخراً في صحيفة كريستيان بوست إلى أنه «ليس حزيناً لفوز أوباما» لكنه «حزين على تلك الحقوق التي ظل يدافع عنها لأكثر من ثلاثة عقود».وحذر تحليل منظمة «أميركيون متحدون» من أنه مع تغير من يملكون السلطة في واشنطن فإن منظمات اليمين الديني سوف تسعى إلى تغيير خططها، وليس غلق أبوابها.وانتهى التحليل إلى القول إن الجماعات الدينية ليست سعيدة بخسارة ماكين وبالين، غير أن فوز أوباما لا يعني «وفاة اليمين الديني أو حتى إصابته بجرح خطير».
Leave a Reply