مريم شهاب
مرّ هذا الأسبوع عيد المعلم أو يوم المعلم فـي الشرق. لكل المعلمين الأحياء منهم والميتين من قلبي تحية وشكراً لكل ما علمونا إياه. أنا من جيل كان يحترم المعلم ويبجّله، كونه مربياً وموجهاً ومؤدباً للطلاب بمرتبة عليا، له هيبة و«وهرة» وليس مثل هذه الأيام، حيث صار المعلم بدرجة موظف عند التلاميذ وأولياء التلاميذ، والزمان الأغبر فـي تحمّل «اللي يسوى» «واللي ما يسواش» فـي سبيل لقمة العيش.
ألف حمد وشكر أني تتلمذت على معلمين ذكور ولم ألحق زمن المعلمات. لأن التعليم مهنة شاقة لا تقدر عليها بعض الستات وخصوصاً الدلوعات المهتمات بأظافرهن وحوافرهن أكثر من التلاميذ والتلميذات، وأيضاً العاملات بين البيت والمدرسة، ودفع الفواتير والعناية بالحموات حتى ينالوا رضى الزوج المبجّل. والمعلمة مهما تعلمت ونالت الشهادات المنخفضة منها والعالية، تبقى أنثى تغار وتحتار عندما تزوغ عين زوجها إلى امرأة ثانية. وبدلاً من أن تحمل الممحاة «أو الأستكة» وتمحوه من حياتها وتشكر ربها إنه أبعده عن مربعاتها ومستطيلاتها، بدلاً من كل ذلك تدعو عليه وتدعوه أن يرجع لها.
ولأجل التحلية والتسلية فـي هذه الأيام التعسة، أقدّم للقارئ البعض مما أبدعته المعلمات فـي الدعوات على الزوج الهاجر الغادر.
بعدما علمت بزواج زوجها ولمواجهة الضرة، رفعت معلمة اللغة العربية يديها بهذا الدعاء: اللهم اجعله عندي مبتدأ، واجعله عندها خبراً. اللهم اجعله عندي فاعلاً وعندها مفعولاً به.
اللهم اصرفه عنها وامنعني من الصرف لديه. اللهم اجعلها مفرداً واجعلني معه جمعاً. اللهم إن جمعته بها فليكن جمع تكسير، وإن جمعتني به فجمعاً سالماً. اللهم اجعلها من أخوات كان واجعلني من أخوات صار. اللهم اجعله مكسوراً عندها ومنصوباً عندي. اللهم اجعل معاملته لها بالشّدة والجزم، واجعل معاملته معي بالسكون والضم. اللهم اجعله عندي معرباً واجعله عندها لا محل له من الإعراب. اللهم اجعله عندها فعلاً ماضياً ناقصاً، واجعله عندي فعلاً مضارعاً صحيحاً. اللهم اجعله عندي ضميراً متصلاً واجعله عندها ضميراً منفصلاً.
أما معلمة الرياضيات فكان دعاؤها: اللهم أغرس فـي عينيها مثلثاً بزاوية حادة، اللهم إجعل أيامها معه دائرة تدور عليها وغيّره من
ناحيتها 180 درجة. اللهم اجمعني معه واطرحها عنه. اللهم إجعل حياتي معه جمعاً وقسمة ونصيباً واجعل حياته معها ضرباً وطرحاً. اللهم
إجعله مستقيماً عندي وعندها شبه منحرف. اللهم اجعله قاسماً مشتركاً أعظم فـي حياتي واجعله عنصراً محايداً للجمع فـي حياتها. أما معلمة الفـيزياء فقالت: اللهم إجعل جاذبيتها صفراً وجاذبيتي جاذبية الشمس والقمر.
أما معلمة الكيمياء فقالت: اللهم اجعلها محلولاً قلوياً واجعله محلولاً حمضياً حتى لا يتجانسا أبداً. اللهم اجعلها حامض الفوسفوريك واجعلني أنا H2O.
أما المعلمة الدكتورة فـي علم النفس فكان دعاؤها الآتي: اللهم إمسح ذاكرتها بمجرد عقده عليها لدرجة تراه رجلاً غريباً عجيباً فتقتله دفاعاً عن النفس, وتُعدم هي لجريمتها. اللهم آميين.
Leave a Reply