بونتياك
بعد مرور قرابة سنة كاملة على مقتل الصائغ العربي الأميركي حسين مرعي في منزله بمدينة روتشستر هيلز، أدانت هيئتا محلّفين منفصلتان في مقاطعة أوكلاند، كلاً من كارلوس هيرنانديز (38 عاماً) وجوشوا زوازو (40 عاماً) بتهمتي القتل العمد والاحتجاز غير القانوني بعد أن قاما بضرب الضحية حتى الموت وتقييد زوجته ليندا مرعي، أثناء السطو على منزلهما يوم 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2024.
وكان هيرنانديز وزوازو قد انتحلا صفة عمال في شركة الغاز المحلية DTE كي يتمكنا من دخول منزل الصائغ البالغ من العمر 72 عاماً، بذريعة التحقق من تسرب مزعوم في قبو المنزل الكائن على شارع نيوكاسل (الكتلة 3700)، علماً بأن مرعي كان يملك ويدير متجراً للمجوهرات والرهنيات في مدينة هامترامك، ويعتقد المحققون بأن المتهمين قاما بمراقبته وتتبعه في إطار التخطيط للعملية، كما قام هيرنانديز بزيارة متجره أكثر من مرة.
وبعد أن أوصلهما الصائغ اللبناني الأصل إلى الطابق السفلي للتحقق من التسرب المفترض، صعد الرجلان من دونه، حسب شهادة الزوجة.
وفي تفاصيل الجريمة المروعة، أوضحت الأرملة البالغة من العمر 72 عاماً أيضاً، أن الرجلين بادرا إلى سؤالها عن مكان الخزنة والأموال والمجوهرات، فأجابتهما بعدم وجود خزنة منزلية؛ وأن المجوهرات يتم حفظها داخل صندوق أمانات في البنك، وأن كل ما لديهما من المال هو ما كانت تحمله في محفظتها (حوالي 300 دولار).
وعندما لاحظت وجود آثار دماء على زوازو، بدأت الضحية بالصراخ متسائلة عن مصير زوجها «أبو عبدو»، فعالجها هيرنانديز بضربة على وجهها، وأجلسها على طاولة المطبخ عنوة، وخلع ساعة «آيفون» الخاصة بها واستولى على هاتفها المحمول، فيما أخبرها زوازو بأن زوجها «نائم».
بعد ذلك، قام هيرنانديز بتكبيل كاحلي ومعصمي الزوجة بشريط لاصق بينما انشغل زوازو بتفتيش محتويات المنزل وسرقة محتوياته، قبل أن يتوارى الرجلان عن الأنظار.
وبعد تحرّرها جزئياً من القيود، اتصلت الضحية برقم الطوارئ 911 للإبلاغ عن حادثة سرقة لكونها لم تكن تعلم بأن زوجها قد قتل بالفعل. ولدى وصول الشرطة تم العثور على جثة حسين مرعي مقيدة داخل قبو المنزل.
وأفاد ضابط في شرطة مقاطعة أوكلاند، كان أول المستجيبين لاتصال الطوارئ، بأن ليندا مرعي كانت لاتزال مقيدة بشريط لاصق عندما فتحت له الباب. وأضاف الضابط –خلال شهادته– يأنه قطع الشريط اللاصق من معصمي الزوجة، وساعد في تفتيش المنزل حتى عثر على زوجها جثة هامدة في البيسمنت، وهو مقيّد بشريط لاصق وربطات بلاستيكية حول معصميه وكاحليه وفمه، وسط «الكثير من الدماء» التي لطخت الحيطان والسلالم، وفق تعبيره.
وبحسب تقرير الطب الشرعي، توفي مرعي نتيجة ضغط شديد على الرقبة إلى جانب تعرضه لإصابة شديدة في الرأس، وجروح في فروة الرأس وكسور في عظام الفك.
وتمكن المحققون من التعرف على هوية الجناة عبر تسجيلات كاميرات المراقبة المنزلية، التي أظهرت رجلاً ضخم الجثة، قصير الشعر، يرتدي سترة عاكسة وكمامة طبية، يقف عند الباب الأمامي ويقول: نحن شركة DTE. نتحقق من وجود أي تسربات غاز».
وأوضح المحققون أن الرجلين كانا يضعان لافتة شركة DTE على جانب مركبتهما لإبعاد الشبهات. وتم العثور لاحقاً على مركبة «الفان» المستخدمة في العملية، وقد أضرمت فيها النيران بأحد الأزقة في مدينة ديترويت.
والجدير بالذكر أن هيرنانديز وزوازو هما من سكان ديربورن، وقد تم اعتقال الأول في ولاية لويزيانا بجنوب الولايات المتحدة، بعد يوم واحد من الجريمة، وذلك بعد التعرف على هويته بواسطة الكاميرا المثبّتة عند مدخل منزل الضحية، والعثور على بعض المسروقات من منزل مرعي داخل سيارته.
أما زوازو فتم إلقاء القبض عليه من دون مقاومة، في توقيف مروري ببلدة بليموث (غرب ديترويت) بعد ثلاثة أيام من الحادثة، وفقاً لشرطة مقاطعة أوكلاند.
وحددت القاضية ياسمين إسحاق بولز يوم التاسع من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، موعداً لجلسة النطق بالحكم بحق هيرنانديز وزوازو اللذين يواجهان عقوبة محتملة بالسجن لمدى الحياة، وفقاً لقانون الجنايات في ولاية ميشيغن.
يشار إلى أن الضحيتين حسين وليندا مرعي تزوجا قبل نحو 54 عاماً من وقوع المأساة المروّعة التي فرّقت بينهما، ولهما ثلاثة أبناء و11 حفيداً.
ومع صدور حكم الإدانة بحق الرجلين، الأسبوع الماضي، وضعت «أم عبدو»، منديلاً على وجهها، بينما انهمرت دموع الأقارب والأصدقاء الذين اكتظت بهم قاعة المحكمة في بونتياك، وسط عناقات الحاضرين.
وتعليقاً على حكم الإدانة، قال نجل الضحية، عبدو مرعي لصحيفة «ديترويت فري برس»: «ربما يكون التوقيت مُوفقاً لأنه سيساعد في التئام الجروح. ولكن سيبقى هناك فراغ لا يمكننا تعويضه أبداً».
Leave a Reply