ديربورن
حققت حملة التصويت الاحتجاجي ضد الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، نجاحاً لافتاً في انتخابات الرئاسة التمهيدية بولاية ميشيغن يوم الثلاثاء الماضي، بتجاوزها حاجز مئة ألف صوت «غير ملتزم». وقد جاء هذا النجاح مضاعفاً في المدن التي تضم كثافة عربية وإسلامية أميركية، وتحديداً في ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك، حيث فاق عدد الأصوات «غير الملتزمة» إجمالي الأصوات التي جمعها بايدن في المدن الثلاث.
وتمكّنت حملة «استمع إلى ميشيغن» التي أطلقها ناشطون عرب ومسلمون أميركيون احتجاجاً على تواطؤ إدارة بايدن مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، من جذب فئات واسعة من الناخبين الشباب والتقدميين مما أدى إلى وصول نسبة الأصوات «غير الملتزمة» إلى 13.2 بالمئة من مجمل الناخبين الذين اقترعوا في السباق التمهيدي للديمقراطيين في عموم الولاية.
قبل تسعة أشهر من انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، أرسلت ديربورن، وهي سابع أكبر مدن ولاية ميشيغن من حيث عدد السكان بحوالي 108 آلاف نسمة، رسالة واضحة إلى بايدن حسبما أظهرت نتائج الاقتراع.
فقد صوت 6,432 ناخباً بـ«غير ملتزم» من أصل 11,442 مقترعاً اختاروا التصويت في السباق الديمقراطي، أي بمعدل 56.7 بالمئة، مقابل 39.9 بالمئة لبايدن الذي بلغ رصيده 4,367 صوتاً فقط.
أما في تصفيات الحزب الجمهوري التي اقترع فيها 6,367 ناخباً، كان لافتاً حلول الرئيس السابق دونالد ترامب في الصدارة، بواقع 3,985 صوتاً (63 بالمئة)، فيما حلت المرشحة نيكي هايلي في المرتبة الثانية بواقع 1,390 صوتاً (22 بالمئة).
وفي مدينة ديربورن هايتس ذات الكثافة العربية أيضاً، أسفرت نتائج الانتخابات عن تفضيل 2,182 ناخباً (47.8 بالمئة) لخيار التصويت بـ«غير ملتزم» في بطاقة الحزب الديمقراطي، في مقابل 2,137 ناخباً (46.8 بالمئة) صوتوا لصالح بايدن. بينما حاز ترامب على 75.4 بالمئة من إجمالي الناخبين الجمهوريين بحصوله على 2,629 صوتاً من أصل 3,497 وفقاً لنتائج الانتخابات غير الرسمية.
وفي مدينة هامترامك ذات الأغلبية الإسلامية، تم تسجيل أعلى معدل من الأصوات «غير الملتزمة» في سباق الحزب الديمقراطي، بواقع 828 ناخباً من أصل 1,552 (61 بالمئة تقريباً)، في حين صوّت 433 لصالح ترشيح بايدن (حوالي 32 بالمئة).
وعلى الجانب الجمهوري، اختار 264 ناخباً من أصل 391التصويت لصالح ترامب (بمعدل 67 بالمئة)، بحسب ما أفادت كليرك مدينة هامترامك رنا فرج لـ«صدى الوطن».
وتقع المدن الثلاث آنفة الذكر في مقاطعة وين التي تضم أكبر كثافة للعرب الأميركيين بين جميع مقاطعات الولايات المتحدة.
وفي عموم المقاطعة، صوّت 26,458 من أصل 158,069 ناخبين، أي بمعدل 16.7 بالمئة، بـ«غير ملتزم»، في مقابل 123,240 ناخباً (77.9 بالمئة) صوتوا لبايدن في السباق الديمقراطي.
أما جمهورياً فصبّ 72,572 صوتاً لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب (68.1 بالمئة) في مقابل 27,381 صوتوا لصالح هايلي (25.7 بالمئة).
وفي مقاطعة واشطنو التي تضم مدينة آناربر، موطن «جامعة ميشيغن»، والتي تعتبر عريناً لليبراليين والتقدميين في ولاية البحيرات العظمى، بلغ معدل الأصوات «غير الملتزمة» في السباق الديمقراطي 17 بالمئة، بواقع 8,270 صوتاً مقابل 37,474 ناخباً (78 بالمئة) صوّتوا لبايدن. في حين حاز ترامب على 14,781 صوتاً (50 بالمئة) من أصوات الناخبين الجمهوريين، متقدماً على هايلي التي حصلت على 13,105 أصوات (44 بالمئة).
وفي مقاطعة أوكلاند التي تضم كثافة عربية متنامية، بلغت نسبة التصويت غير الملتزم في السباق الديمقراطي 13 بالمئة، بواقع 15,645 صوتاً مقابل 102,505 صوتوا لصالح بايدن (82 بالمئة). أما غالبية الأصوات في السباق الجمهوري فقد جاءت لصالح ترامب بواقع 90,946 صوتاً (61 بالمئة)، تليه هايلي بـ49,599 صوتاً (34 بالمئة).
وفي مقاطعة ماكومب حيث تتركز المجتمعات العربية المسيحية والكلدانية بلغت نسبة التصويت «غير الملتزم» في السباق الديمقراطي 13 بالمئة أيضاً، بواقع 8,012 صوتاً، في مقابل 48,676 صوتاً لبايدن (80 بالمئة). وجاء ترامب أول المرشحين في قائمة حزب الفيل بواقع 79,731 صوتاً (75 بالمئة)، مقابل 21,074 صوتاً لهايلي (20 بالمئة).
وكانت «صدى الوطن»، قد دعت في افتتاحيتها في العدد السابق، الناخبين العرب الأميركيين في منطقة ديترويت وفي عموم ميشيغن إلى التصويت الاحتجاجي ضد بايدن عبر الاقتراع بكثافة لخيار «غير ملتزم»، وذلك بالانسجام مع جهود موسعة للعديد من المنظمات والفعاليات الانتخابية التي يقودها عرب ومسلمون أميركيون، مثل اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (آيباك)، وحملتي «التخلي عن بايدن» و«استمع إلى ميشيغن»، فضلاً عن مسؤولين عرب أميركيين كعضوة الكونغرس الأميركي رشيدة طليب ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود وآخرين.
Leave a Reply