مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في مدينة ديربورن هايتس، يوم الثلاثاء 7 تشرين الثاني (نوفمبر)، يحتدم السباق بين رئيس البلدية الحالي دانيال باليتكو ومنافسته عضو المجلس البلدي ليزا هيكس–كلايتون، كما تشتد المنافسة على أربعة مقاعد مفتوحة في المجلس البلدي الذي يستعد لضم ثلاثة وجوه جديدة على الأقل، في ظل ترشح عضو واحد فقط للاحتفاظ بمنصبه.
في سباق رئاسة البلدية، يسعى باليتكو للاحتفاظ بالمنصب الذي يتولاه منذ العام 2004 لأربع سنوات إضافية، وقد تمكن من تصدر الانتخابات التمهيدية التي جرت في 8 آب (أغسطس) الماضي، بفارق ١٥ نقطة مئوية على أقرب منافسيه.
وفي سباق المجلس البلدي، حيث تخاض المنافسة على أربعة مقاعد من أصل سبعة يتألف منها المجلس، يتنافس ثمانية مرشحون هم بحسب نتائج التمهيديات: دينيز ماكسويل وعضو المجلس الحالي روبرت كونستان وبيل بزي وتوم وينسيل ومو بيضون وليزا أوشانسكي وجيف مقلد وتوماس بري الذي أعلن انسحابه من السباق، غير أنه سيكون وارداً ضمن قوائم الاقتراع بعد حلوله ثامناً في الجولة التهميدية رغم دعوته الناخبين إلى عدم التصويت له.
أمَّا «كليرك» المدينة الحالي وولتر بروزيوتز وأمين الخزانة جون رايلي فيخوضان الانتخابات للاحتفاظ بمنصبيهما لأربع سنوات إضافية من دون منافسة.
باليتكو متفائل
أعرب باليتكو، (66 عاماً) لـ«صدى الوطن» عن تفاؤله بتحقيق الفوز في الانتخابات القادمة استناداً إلى ما لمسه من دعم وردود إيجابية من قبل السكان، مؤكداً على استمرار نهجه القائم على احترام التنوع.
وقد شهدت ديربورن هايتس تحت إدارة باليتكو طفرة اقتصادية وعمرانية بانتقال آلاف الأسر العربية للعيش والعمل وافتتاح المصالح التجارية في المدينة من دون معوقات ومنغصات من البلدية.
وقد منحت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) دعمها لباليتكو، مشيدة بالعلاقات الوثيقة التي بناها رئيس البلدية مع العرب الأميركيين وتفهمه لمشاكلهم وتعامله الإيجابي معهم.
وقد أدت سياسات رئيس بلدية ديربورن هايتس إلى تنشيط الحركة التجارية في المدينة بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي مما انعكس إيجابياً على خزانة البلدية وأسعار العقارات في المدينة.
وفي إطار حرصه على التنوع والتمثيل الصحيح لمكونات المدينة، أكد باليتكو لـ«صدى الوطن» أنه سيعمل على تعزيز حضور العرب الأميركيين في دائرتي الشرطة والإطفاء، مشيراً إلى أنه لن يلجأ إلى اعتماد نظام «الكوتا»، و«لكننا سنوظف أشخاصاً يشبهون مجتمع مدينتنا في الشرطة والإطفاء وفي سائر دوائر البلدية».
وشدد باليتكو على أن ديربورن هايتس أصبحت مكاناً رائعاً ومتنوعاً، يوظف فيه كل فرد مواهبه الخاصة لجعل المدينة مكاناً فريداً وجاذباً للعائلات، مجدداً ترحيبه بالقادمين الجدد من مختلف الإثنيات والديانات، وواصفاً المدينة بأنه «أميركا صغيرة».
وتعليقاً على دور الجالية العربية في ازدهار المدينة خلال السنوات الأخيرة، أعرب باليتكو عن بالغ سروره بدور العرب الأميركيين مؤكداً أن تأثيرهم واضح في التنمية التي تحققت على شارعي وورن وفورد وفي ارتفاع قيمة العقارات في عموم المدينة.
وأفاد رئيس البلدية الحالي أنه تلقى الكثير من الإشادات بشأن التحول الإيجابي السريع في القطاع التجاري في ديربورن هايتس مقارنة مع غيرها من المدن المحلية، مبدياً فخرة بنهج إدارته في هذا المجال.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس بلدية تايلور في ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كشف باليتكو عن مخطط ضخم لتطوير شارع فان بورن في جنوب المدينة، مع انتقال شركة «فورد» لصناعة السيارات إلى المنطقة التي عانت طويلاً من الإهمال والانحدار الاقتصادي بسبب غياب الاستثمارات، على عكس الأحياء الوسطى والشمالية التي شهدت طفرة تجارية خلال العقد الماضي بفضل استثمارات الجالية العربية.
أمَّا منافسته ليزا هيكس–كلايتون (٥٢ عاماً)، فهي تقر بالإنجازات التي تحققت في ديربورن هايتس مؤخراً ولكنها تقول بإنها تعتزم القيام بتطوير المدينة وتنميتها اقتصادياً من خلال العديد من المبادرات، إلى جانب دعوتها إلى احترام التنوع السكاني «بالأفعال وليس بالأقوال فقط».
وصرحت عضو المجلس البلدي التي نتنهي ولايتها في المجلس عام ٢٠١٩، أنها ستعمل على الاستفادة من مختلف الأدوات والموارد المتاحة للتنمية، من بينها «مؤسسة التنمية الاقتصادية في ميشيغن»، عبر تبسيط آليات البلدية لتحقيق مزيد من التقدم في جذب الشركات التجارية الكبيرة.
وحول تنوع المدينة وضرورة وضع رؤية موحدة للمستقبل، أكدت هيكس–كلايتون إعجابها بقرار بلدة بليموث مؤخراً بتشكيل «مجلس المواطن الاستشاري»، مبديةً رغبتها في تطبيق الأمر نفسه في ديربورن هايتس «لأن هذا المجلس يقرِّب النَّاس إلى بعضهم البعض ولو كانوا ينتمون إلى مجموعات ديموغرافية متباينة». واستدركت قائلة «لدينا الكثير من الأشخاص الرائعين في مجتمعنا ونحن نحتاج جميعاً لنتآلف معاً لوضع رؤية مستقبلية موحدة».
وخلصت إلى القول «إننا بحاجة، سواء في دائرة الشرطة أو الإطفاء أو البلدية، أن نعكس مجتمعنا ولا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه النقطة بعد فهناك فجوة تحتاج إلى ردم وتتعلق بمجالات حساسة مثل إنفاذ القانون». وأسهبت أن «عمل عناصر الشرطة محفوف بالصعوبة والمخاطر وهم يعملون بجد كبير وتزداد مهمتهم تعقيداً إذا ما أوقفوا شخصاً لا يجيد التحدث بالإنكليزيّة»، وأضافت أنه يجب توفير مترجم للتواصل مع السائق بلغته.
وختمت هيكس–كلايتون بالقول «من المهم بالنسبة للناخبين أنْ يتقصوا عن المرشَّحين»، لهذا مهدت لهم الطريق لطرح الأسئلة والتعليق على حملتها عبر نشر رقم هاتفها.
سباق متقارب
في سباق المجلس البلدي، تبدو فرص الفوز متاحة أمام ثلاثة مرشحين عرب أميركيين، في مقدمتهم
بيل بزي (50 عاماً) الذي حل ثالثاً في الانتخابات التمهيدية خلف المرشحة دينيز ماكسويل والعضو الحالي روبرت كونستان.
ويقول بزي إن فرصه في تحقيق الفوز كبيرة جداً بعد المجهود المضني الذي بذله مع زوجته في إطار حملته الانتخابية، لاسيما إذا كان الإقبال كثيفاً على التصويت يوم الثلاثاء القادم. وأنا منذ أول يوم كنت أقول للناس انَّي لست سياسياً. أنا هنا لخدمة السكان. أنا مرشَّح الناس. وهذا ما كنت أفعله منذ 21 عاماً عندما أقسمت لحماية الدستور وخدمة الناس».
بزي الذي يتمتع بخبرة طويلة في العمل الحكومي وفي الشركات العملاقة، أكد أن رسالة حملته الأساسية هي أنه «ليس سياسياً»، وإنما يترشح لوضع خبرته في خدمة المدينة وسكانها، مشدداً على أن «الناس هم الأولوية في جدول أعمالي وأنا لست بحاجة إلى أي تشريفات أو أشرطة أو ميداليات».
وفي الجولة التمهيدية، سجل المرشح العربي الأميركي الشاب مو بيضون نتيجة مفاجئة بحلوله خامساً بفارق ضئيل عن المركز الرابع. وإذا ما شهدت الجولة النهائية من الانتخابات إقبالاً كثيفاً من الجالية العربية لدعمه فإن بيضون (٢٧ عاماً) سيكون أصغر عضو في مجلس بلدية المدينة، وممثلاً حيوياً لجيل الشباب فيها، علماً بأنه حصد ٢٤١٣ صوتاً مقابل ٢٩٧٦ صوتاً لماكسويل التي تصدرت الجولة التمهيدية بـ١٣.٨٥ بالمئة من الأصوات.
وتميزت حملة بيضون بحيويتها خلال الانتخابات التمهيدية في آب الماضي من خلال طرق أبواب السكان والتعرف عليهم وعلى همومهم بشكل مباشر.
المرشَّح العربي الآخر حسين (جيف) مقلد (49 عاماً) ورغم حلوله سابعاً في الجولة التمهيدية الصيف الماضي، لازال يعول على فرصه في تحقيق مفاجأة انتخابية يوم الثلاثاء القادم.
ويرى مقلد أن الانتخابات هذا العام بالغة الأهمية، لأن ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص جدد سينضمون إلى مجلس البلدية و«هذا من شأنه أن يؤدي إلى تغيير هائل في المدينة».
مقلد قام بجهد كبير لتنشيط حملته خلال الشهرين الماضيين عبر زيارة السكان وتوزيع المناشير وحث الناخبين على التصويت غيابياً، مؤكداً أنه تلقى الكثير من الدعم وردود الفعل الإيجابية، و«لكن التحدي الأكبر هو حث الجالية في الإقبال على التصويت».
يذكر أن إقبال الناخبين على التصويت في شهر آب (أغسطس) الماضي كان متدنياً جداً بنسبة لم تتجاوز ١٧ بالمئة، ولم يتعد الفارق بين مقلد ومتصدرة السباق دينيز ماكسويل ألف صوت، علماً بأن المدينة تضم ٥٦ ألف نسمة، يشكل العرب الأميركيون شريحة أساسية ومتنامية منهم.
وقد أعلنت لجنة «أيباك» العربية الأميركية للعمل السياسي، عن دعم كل من: بزي وبيضون ومقلد والعضو الحالي بوب كونستان في سباق المجلس البلدي.
Leave a Reply