رابع أكبر مدن ولاية نيويورك
في ٧ تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري تم تسجيل سابقة تاريخية بفوز مايك خضر، وهو محام عربي أميركي ومسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، برئاسة مجلس بلدية مدينة يونكرز وهي رابع أكبر مدينة في ولاية نيويورك، ملحقاً الهزيمة بالرئيس الحالي للمجلس الجمهوري ليام ماكلافلين.
ومما يزيد من تاريخية فوز خضر، البالغ من العمر 41 عاماً، أنه لم يشغل قط منصباً عاماً منتخباً، غير أن قرر الترشح بعد مغادرة وظيفته في وكالة الاستخبارات المركزية وعاد إلى مدينة يونكرز «ليكون جزءاً من التغيير الذي أراد تحقيقه في مسقط رأسه».
وحسب الفرز الرسمي للأصوات في مقاطعة وستشستر، حصل خضر (عن الحزب الديمقراطي) على 16,673 صوتاً بنسبة 54 بالمئة من الأصوات، مقابل ١٤,١٣٩ صوتاً (46 بالمئة) لمنافسه. وهذا الفوز يجعل من خضر أول عربي أميركي يتبوأ مقعد رئيس المجلس في تاريخ هذه المدينة النيويوركية التي يقدر عدد سكانها بحوالي ٢٠٠ ألف نسمة بينهم آلاف العرب الأميركيين.
وتحدث خضر لـ«صدى الوطن» عن فوزه التاريخي وسبب قراره الترشح مؤكداً على أنَّ الخدمة العامة «امتياز وشرف» له كعربي أميركي.
وأردف أن ترشحه جاء بسبب الحاجة إلى إحداث تغيير إيجابي في المدينة التي أحبَّها، وقد شعر بأن رئاسة مجلس البلدية هي الموقع الأنسب لتحقيق هذا التغيير المنشود، بما في ذلك الترحيب بالتنوّع الذي تتميز به المدينة.
وتقدر ميزانية بلدية يونكرز بحوالي 1.2 مليار دولار سنوياً، وتخضع فيها السلطة التنفيذية لرئيس البلدية، في حين يحدد رئيس المجلس البلدي جدول الأعمال التشريعية ويترأس اجتماعات المجلس.
ويتم انتخاب المنصبين على مستوى المدينة بأكملها.
وتبلغ مدَّة ولاية رئيس مجلس البلدية أربع سنوات وتقتصر على فترتين فقط بحسب دستور المدينة. ويضم المجلس البلدي أيضاً ستة أعضاء آخرين يتم انتخابهم من قبل جميع الناخبين في المدينة.
وقال خضر إنه يركز حالياً على خلق وظائف نقابية جديدة وتوظيف مواطني يونكرز في قطاع البناء الذي يشهد طفرة حالياً. كما يتطلع إلى معالجة مشكلة الاكتظاظ الطلابي في المنطقة التعليمية، التي تضم أكثر من 27 ألف طالب، من خلال بناء مدارس جديدة.
مدينة مهاجرين
مايك أبو خضر، ينتمي إلى أسرة أردنية مسيحية، من بلدة ارميمين، وقد هاجر والداه في خمسينات القرن الماضي بعد زواجهما في كنيسة أرميمين، إلى مدينة يونكرز التي تقطنها جالية عربية كبيرة ومتجذرة أغلبها من المسيحيين اللبنانيين والأردنيين.
ويؤكد خضر، وهو متزوج من سيدة عراقية الأصل، أنه يدرك جيِّداً التحديات التي تواجهها المدينة المتنوعة الواقعة إلى الشمال من مدينة نيويورك.
وتابع «لقد ولدت وترعرعت في الطرف الجنوبي الغربي من المدينة، وهي منطقة تسكنها الأقليات بكثافة. وبمجرد أن بدأت في نشر رسالتي هناك، فُتحت قنوات التواصل والتقارب… وأخيراً شعر الناس هناك بأنهم أصبح لديهم صوت».
واستدرك «أن الناس يريدون أيضاً دماءً جديدة وأشخاصاً يستثمرون في المدينة. أنا مالك منزل في يونكرز وأنشأت فيها مكتب محاماة. كما يدرس أطفالي في مدارس يونكرز العامة».
واستطرد خضر أنه يخطط لقيادة مبادئ قبول الآخر والتنوع الإثني، بنفس الطريقة التي ينظر بها إلى مدينته. وأعرب عن اعتقاده بأن «يونكرز هي النموذج المصغر لهذا البلد. نحن لسنا مجرد أمة مهاجرين، نحن مدينة مهاجرين… نحن جميعاً مرحَّبٌ بنا… الأمور التي نتشارك فيها تفوق تلك التي نختلف عليها». و«الآن كل الجاليات الأساسية بات لها مقعد على الطاولة، وسوف يكون لها صوت مسموع بأن يونكرز ترحّب بالتنوع، وهذا سيكون معياراً للإدارة التي أريد بناءها».
وقد واجه خضر خلال حملته الانتخابية، العنصرية من البعض كعربي أميركي ولكنه لم يسمح للكراهية أنْ تسود. وفي هذا المضمار أردفّ أن «العنصرية أطلت من دون شك برأسها البشع وكانت هناك حملات هامشية تشي بالكراهية والتعصب. وما حاولنا القيام به هو البقاء إيجابيين والالتزام برسالتنا… ومن المؤسف أن ذلك حدث، ولكننا في النهاية فزنا».
ونصح خضر العرب الأميركيين الذين يرغبون في الترشح للمناصب العامَّة ولكنهم يتوجّسون خيفةً بسبب المناخ الاجتماعي، أن يقتحموا المخاطر «لأن المجازفات الكبيرة تؤدي إلى مكافآت كبيرة»، مشدداً على أهمية ثقة المرشح برؤيته ووضوح خطة العمل والرسالة الانتخابية والالتزام بها، محذراً «ألا تجعلوا العوارض الجانبية تصرف انتباهكم وتركيزكم».
Leave a Reply