خليل إسماعيل رمَّال
«عاصفة حزم» آل سعود تبيَّن انها زوبعة فـي فنجان..الحوثيين.
فقد شكل العدوان السعودي هزيمة مجلجلة للعائلة لن تنحسر تداعياتها بزمن قصير، كما أنها دشَّنت عصر الحرية والاستقلال للشعب اليمني الصابر الصامد بكافة فئاته الوطنية المنددة بالعدوان الغاشم. ورغم استئناف السعودية غاراتها الوحشيَّة على المدنيين بعد إعلان وقفها، ربَّما ظنَّاً منها أنها قد تغدر بالحوثيين واللجان الثورية والقوات اليمنية المسلَّحة على أساس اطمئنانهم لوقف العدوان، لكن الحرب انتهت فعلياً بتراجعٍ السعودية وفشلها الذريع.
وبعد الإعلان عن قائمة الشهداء التي قاربت الألف والجرحى الذين بلغ عددهم حد ٤ الاف من المدنيين وجُّلُهم من الأطفال، وبعد إخفاق آل سعود فـي كل أهدافهم المُعْلَنَة حسب التحاليل العسكرية والسياسية التي طاف بها الإعلام لا بد من المقارنة بين العدوان الإسرائيلي الأخير على غزَّة الذي يشبه العدوان السعودي على اليمن وكأنه من طينة واحدة.
فلم يعد الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي، الذي ارتضى أنْ يتفرج على الطائرات السعودية وهي تطحن عظام أطفال اليمن من قصره المنيف فـي الرياض، إلى الحكم كما وعده السعوديون ولم ينحسر نفوذ الحوثيين ولم يسلموا سلاحهم بل سيطروا مع الجيش على أكثر من ٩٠ بالمئة من اليمن واستمروا فـي التقدم رغم الضربات الجوية ولم تُمَس شعرة من قائد الحوثيين السيِّد عبدالملك رغم الجهود الجبارة الاستخباراتية السعودية والغربية لرصده واغتياله. ولأجل ذلك انتقم السعوديون بنفس أسلوب الصهاينة فقاموا بضربات جوية استهدفت أهدافاً مدنية بما فـي ذلك معسكرا للنازحين اليمنيين استشهد فـيه العشرات وكذلك مخزن طوارئ إغاثي تابع لمنظمة «أوكسفام» البريطانية ومخازن التموين والبنية التحتية والمصانع والمؤسسات التجارية.
لقد اعتمد قادة اليمن الصبر الاستراتيجي بعدم مهاجمة الأراضي السعودية والتريث فـي استعمال خيارات الرد على العدوان مع تثبيت دعائم سيطرتهم. فأدى موقفهم هذا إلى إحداث شرخٍ فـي قوى «التخالف» بتمنُّع باكستان عن المشاركة وحياد تركيا. وقد قيل ان الموقف الروسي بعدم التصويت على الفصل السابع فـي الأمم المتحدة جاء من أجل إنقاذ ماء الوجه السعودي ووقف العدوان. لكن مهما كان السبب فقد عادت روسيا رسمياً دولة عظمى تقارع الولايات المتحدة خصوصاً بعد دورها فـي صمود سوريا. لكن السبب الحقيقي لوقف العدوان هو صمود الشعب اليمني وقرب استخدام خياراته المتاحة وتحرك القطع البحرية العسكرية الإيرانية التي كانت لديها أوامر باجراء عمليات جراحية فـي رأس السعودية تعيد لها الرشد.
اما السيِّد حسن نصرالله فقد تولى لوحده تقريباً كسر هيبة السعودية واحتكارها الإعلامي بشكل لم يسبق له مثيل فكان فضائية إعلامية بحالها وقال بحق اليمن وشعب اليمن وحضارة اليمن ما لم يقله أكبر شاعر وأديب يمني فـي العصر الحالي.
لكن السعودية تحاول جاهدة ايجاد موطيء قدم لها فـي جنوب اليمن مستخدمةً علي سالم البيض الانفصالي الجنوبي وحتى علي عبدالله صالح نفسه، ولكن من دون نتيجة وهذا أيضاً يجعلنا نستذكر
استشراس القوات الصهيونية عام ٢٠٠٦ التي حاولت رفع ولو علم إسرائيلي واحد على احد بيوت عاصمة المقاومة والتحرير بنت جبيل، من أجل التقاط ولو صورة واحدة فقط لتعرضها فـي التلفزيون الإسرائيلي لكي تحفظ ماء وجهها وترفع معنويات شعبها وجنودها لكن المقاومة منعتها حتى من هذه الرمزية.
انه عصر المقاومة والانتصارات من صعدة حتى القنيطرة إلى الرمادي وبنت جبيل والعدو واحد بين داعشي ووهابي وصهيوني (بعد كشف «الموساد» للحلف مع آل سعود)، والمقبل من الأيام سيفصح عن الزلزال الذي سيهز العروش والطواغيت والممالك الورقية.
Leave a Reply