القاهرة – تواصلت خلال الأسبوع الماضي ردود الفعل المنددة بخطاب وجهه الرئيس المصري للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، في حين حقق الإسلاميون نصراً سياسياً بعد قرار قضائي بعدم البت بمصير الجمعية التأسيسية للدستور، التي يهيمن عليها الإسلاميون وإحالتها الى المحكمة الدستورية ما سيعطيها بضعة أسابيع لتواصل كتابة مسودة الدستور.
فقد أكد وكيل مؤسسي حزب «مصر القوية» والمرشح السابق للرئاسة المصرية عبد المنعم أبو الفتوح أن «الإدارة المصرية لا تزال تسير على النهج الذى كان متبعاً في النظام السابق، وأن سياسة مصر الخارجية لاتزال خاضعة لنفس البروتوكولات التى وضعها نظام فاسد مستبد أهدر كرامة الوطن والمصريين».
وأكد أبو الفتوح في بيان أصدره الحزب أنه يرفض الخطاب الذي أرسلته رئاسة الجمهورية إلى إسرائيل والخاص بتعيين سفير مصر لديها، متسائلاً «كيف لرئيس مصر بعد ثورة عظيمة كثورة يناير أن يصف محتلاً ومغتصباً بـ«صاحب الفخامة» ويصف نفسه بأنه الصديق الوفي»، مكرراً تساؤله وتعجبه «هل أصبحت مصر الثورة صديقة وفيّة لإسرائيل؟».
وطالب أبو الفتوح مرسي «بإعادة النظر فى كل الخطابات البروتوكولية ليتم إعادة صياغتها مرة أخرى بما يتماشى مع أهداف الثورة المصرية»، موضحاً أن «سياسة مصر الثورة هى سياسة الند»، مشيراً إلى أن «مصر لن تكون مرة أخرى خاضعة لأي سيادة أو هيمنة خارجية».
من جهته إنتقد القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب خطاب الرئيس المصري لبيريز. وعلّق على حسابه الخاص عبر «تويتر» قائلاً إن «الخطاب فضيحة لا يمكن تبريرها».
الرسالة
وتوجه مرسي في رسالته التي حملها السفير المصري الجديد في إسرائيل عاطف سالم إلى بيريز بوصفه «صديقه العظيم» بالقول: «لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيرا فوق العادة، ومفوضا من قبلي لدى فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها. ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهلاً لعطف فخامتكم وحسن تقديركم، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد».
ويختم مرسي الرسالة التي كشفتها وسائل إعلام إسرائيلية بامضاء «صديقكم الوفي محمد مرسي».
وفي سياق متصل بأداء الرئيس المصري وجماعة «الإخوان المسلمين»، طالب مؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي بإسقاط الجمعية التأسيسية، معتبراً أنها «لا تعبر عن طموحات الشعب في وضع دستور لكل المصريين». وقال «إنتخبنا الرئيس مرسي، ولم ننتخب المرشد، لذلك لنا الحق في محاسبة الرئيس الذي إنتخبناه».
صراع داخلي
وعلى الساحة السياسية الداخلية، أحالت محكمة القضاء الإداري في مصر، التي كان من المفترض ان تحسم مصير الجمعية التأسيسية للدستور، قضية إبطال هذه اللجنة التي يهيمن عليها الإسلاميون، على المحكمة الدستورية، في خطوة قد تمهد للجمعية التأسيسية، التي يعترض ليبراليون ويساريون وقوميون على تشكيلها وأدائها، بضعة أسابيع لتواصل كتابة مسودة الدستور، التي يتعين أن يوافق عليها الناخبون في استفتاء عام قبل أن تصبح دستورا للبلاد.
وبعدما نطقت المحكمة بقرارها تعالت هتافات إسلاميين حضروا الجلسة بالتكبير، بينما هتف مطالبون بحل الجمعية «الشعب يريد إسقاط التأسيسية».
وكان عدد من المعارضين للتيار الإسلامي قد أقاموا دعاوى قضائية ضد الطريقة التي تم بها اختيار أعضاء اللجنة التي تتكون من مئة عضو أغلبهم منتم للتيار الإسلامي.
وهذه اللجنة هي الثانية التي يتم تشكيلها بعد الثورة التي أطاحت الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وقرر القضاء المصري في شهر نيسان (أبريل) الماضي حل اللجنة الأولى التي سيطر عليها الإسلاميون أيضا بسبب عجزها عن تمثيل كل طوائف الشعب المصري.
Leave a Reply