لانسنغ
اضطر الرئيس الجديد للحزب الجمهوري في ميشيغن، رون وايزر، إلى تعليق جميع حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، إثر تعرضه لحملة تهديدات واسعة بسبب تعليقات مثيرة للجدل أوردها بمناسبة توليه قيادة الحزب في أواخر آذار (مارس) الماضي.
وكان وايزر قد شن انتقادات لاذعة على كل من حاكمة ميشيغن غريتنشن ويتمر، والمدعي العام دانا نسل، وسكرتيرة الولاية جوسلين بنسون، واصفاً المسؤولات الديمقراطيات الثلاث بـ«الساحرات». ولدى سؤاله عن سبل إزاحة المشرعين الجمهوريين الذين صوتوا لصالح عزل الرئيس دونالد ترامب، ذهب وايزر إلى حد ذكر «الاغتيال» كوسيلة لذلك.
واكتسبت تعليقات وايزر اهتمام وسائل الإعلام الوطنية ملهمة رد فعل عنيف ضد المسؤول الجمهوري، الذي يشغل أيضاً عضوية مجلس أمناء «جامعة ميشيغن–آناربر». وتضمنت ردود الفعل تهديدات بالعنف ورسائل صوتية مليئة بالألفاظ النابية، وفقاً لصحيفة «ديترويت نيوز».
وقال وايزر في بيان، الإثنين الماضي، إنه قام بتعليق حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني «نتيجة لتهديدات متعددة بالعنف تلقيتها في الأيام الأخيرة».
وأضاف: «أود أن أؤكد أنه ينبغي علينا جميعاً أن نعمل بشكل أفضل للتعامل مع بعضنا البعض باحترام، بما في ذلك أنا، وأنا لا أخطط لأي إجراء آخر، باستثناء تعهدي بأن أكون جزءاً من حوار سياسي محترم في المستقبل».
وأفادت صحيفة «ديترويت نيوز» أنها استمعت إلى بعض الرسائل التي تلقاها وايزر، ومنها قول أحد المتصلين لوايزر «فلتحترق في الجحيم»، فيما قال شخص آخر إنه يأمل أن تصاب نائبته، ميشون مادوك، بسرطان الثدي.
وقال شخص مجهول في رسالة صوتية: «إذا كان الديمقراطيون سحرة، فأنتم مشعوذون، أليس كذلك؟ ويجب أن نطلق النار عليكم جميعاً»، فيما تمنى آخر الموت لكل جمهوري في ميشيغن.
وكان وايزر قد تقدم باعتذار رسمي عما قاله أمام «نادي الجمهوريين في شمال مقاطعة أوكلاند»، وذلك بعد ظهور دعوات تطالبه بالتنحي عن منصبه في «جامعة ميشيغن–آناربر».
وكان وايزر قد سُئل من قبل أعضاء في الحزب عن سبل عزل نائبين جمهوريين عن ميشيغن هما فريد أبتون وبيتر ماير، اللذين انضما إلى ثمانية أعضاء جمهوريين في مجلس النواب الأميركي دعموا محاكمة ترامب في كانون الثاني (يناير) الماضي.
وأجاب وايزر بأن تركيزه سينصب على هزيمة «الساحرات الثلاث» في انتخابات 2022، مضيفاً أنه «ما عدا الاغتيال، ليس لدي طريقة أخرى… غير التصويت» لإزاحة أبتون وماير، مطالباً الناخبين بالتصويت لخصومهما في الانتخابات التمهيدية».
وردد وايزر مراراً عبارة «الساحرات الثلاث» خلال خطابه يوم الخميس 25 مارس الماضي، داعياً الجمهوريين إلى اختيار مرشحين مناسبين لمنافستهن و«عندها سيكنّ جاهزات للحرق»، في إشارة إلى مطاردة وحرق الساحرات في أوروبا خلال العصور الوسطى.
وبعد أن قال في البداية إن تعليقاته أخرجت عن سياقها، أصدر وايزر يوم السبت الماضي اعتذاراً رسمياً لما ورد على لسانه قائلاً «أعتذر لأولئك الذين أسأت إليهم من خلال التشبيه الذي استخدمته بحق ثلاث نساء منتخبات، وللتعليقات غير الرسمية حول مسؤولَين آخرين»، في إشارة إلى النائبين أبتون وماير.
وأضاف: «لم أدافع قط عن العنف ولن أفعل ذلك أبداً. وبينما سأقاتل دائماً من أجل الناس والسياسات التي أؤمن بها، أتعهد بأن أكون جزءاً من حوار سياسي محترم للمضي قدماً».
ومع ذلك، دعا أعضاء في مجلس أمناء «جامعة ميشيغن»، وايزر، إلى التنحي، كما تعرض لانتقادات علنية من قبل مسؤولين آخرين في الجامعة.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس أمناء الجامعة (بالتزامن مع صدور هذا العدد) للتصويت على قرار بتوبيخ وايزر، الذي لا يمكن تنحيته من المنصب الذي يتم انتخابه على صعيد ولاية ميشيغن بأكملها.
وفي مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، قالت المدعي العام في ميشيغن دانا نسل، إن تعبير «الساحرات الثلاث» الذي أطلقه وايزر، يعكس استراتيجية الحزب لحمل أنصار ترامب على المشاركة الكثيفة في انتخابات 2022، وأضافت: «أعتقد أنها استراتيجية سوف يتمسكون بها».
Leave a Reply