واشنطن – انتقد أطباء أميركيون تقنيات التعذيب التي تستخدمها الولايات المتحدة أثناء استجواب المعتقلين والمعروفة بـ”تقنيات الاستجواب المعززة”، واتهموا خبراء الصحة الذين أشرفوا على استخدامها بعد “11 أيلول” بالتورط في ما سموه أعمالا إجرامية.
وقال ثلاثة أطباء بعد مراجعتهم وثائق وسجلات للكونغرس من وزارة العدل ووكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) إن تلك الوسائل “إضافة إلى أنها غير أخلاقية، فهي غير فعالة واعتمدت على أساس علمي خاطئ”. وصدقت الحكومة الأميركية على “تقنيات الاستجواب المعززة” بعد هجمات “11 أيلول”.
ونقل موقع “لايف ساينس” الأميركي عن الأطباء قولهم إن بعض الأدلة التي استخدمت لتبرير فعالية هذه التقنيات جاءت من دراسات لجنود خضعوا لهذه الوسائل لإعدادهم لتحمل الاعتقال ومقاومة التعذيب.
وقال سكوت ألين، أستاذ الطب في “جامعة براون” وهو أحد المسؤولين عن هذه الدراسة، إن خبراء الصحة الذين أجروا هذه الأبحاث على الجنود بعد “11 أيلول”، استنتجوا أن تقنيات الاستجواب المعززة “آمنة وشرعية وفعالة”.
ولكنه لفت إلى أن هذه التدريبات تسببت بزيادة دراماتيكية لمعدلات هرمون الإجهاد في أجسام الجنود وأعراض مرتبطة باضطرابات ما بعد الصدمة. وأوضح أنه رغم السماح للجنود بوقف التدريبات في أي وقت أرادوا فإن معدلات هرمون الإجهاد التي ارتفعت أثناء التدريبات كانت مساوية لمعدلات شخص يقفز من طائرة أو يجري جراحة كبيرة. وأشار ألين إلى أن الباحثين علاوة على ذلك، لم يقيموا التداعيات النفسية الطويلة الأمد لهذه التقنيات التي يدخل في عدادها أسلوب محاكاة الغرق، معتبرا أن ذلك يعد فشلاً جدياً.
وقال إن خبراء الصحة الذين أشرفوا على استخدام هذه التقنيات متورطون في ما سماها أعمالا إجرامية لأنهم فشلوا في التدخل أو الإبلاغ عن حالات ألم حاد أو ضرر متعمد. وأضاف أنه على سبيل المثال لم يتحدث الأخصائيون النفسيون عن أعراض صدمة لمن خضعوا لهذا التعذيب، مشيرا إلى أنهم نصحوا وزارة الدفاع باستخدام أساليب استجواب قد تستغل ضعف السجناء مثل الخوف من الأفعى. وقال إن الأطباء الذين اهتموا بالمعتقلين خرقوا المعايير الدولية أيضا المتعلقة بتوثيق الآثار السلبية للتعذيب
Leave a Reply