إن جودة ونوعية التعليم فـي مدارس ديربورن العامة شكلت على مدى السنوات الماضية هاجساً أساسياً لدى الجالية العربية، إيماناً منها بدور التعليم المحوري فـي بناء الأجيال والمستقبل، لاسيما وأن مدارس ديربورن الحكومية تضم أكثر من 13 ألف طالب عربي وفق التقديرات.
الإثنين الماضي، اختار المجلس التربوي فـي المدينة مشرفاً عاماً جديداً على مدارس ديربورن العامة، هو الدكتور غلين ماليكو الذي سيباشر مهامه الجديدة مطلع تموز (يوليو) المقبل ليحل مكان سلفه براين ويستون الذي اختارته ولاية ميشيغن للإشراف على مدارسها العامة فـي كافة أنحاء الولاية.
ومما لا شك فـيه، أن اختيار ماليكو كان اختياراً صائباً من قبل أعضاء المجلس التربوي السبعة الذين أجمعوا على تعيينه فـي هذا المنصب لما يتمتع به من مؤهلات أكاديمية وإدارية إضافة الى خبرته الطويلة فـي مدارس ديربورن وبالتحديد مع الجالية العربية. بدأ ماليكو مسيرته التربوية مدرساً فـي ابتدائية أوكمان فـي شرق المدينة حيث تتركز الجالية العربية قبل أن ينتقل الى مدرسة سالاينا الواقعة فـي منطقة ديكس جنوب ديريورن، حيث يشكل العرب اليمنيون الأغلبية الساحقة من السكان، ما أعطى ماليكو خبرة كافـية بالمشاكل والمعوقات التي تواجه الطلاب العرب والمسلمين بشكل خاص.
عمل ماليكو معلماً ثم مديراً مدرسياً فـي سالاينا ثم دوفال، قبل أن يتولى منصب مدير الموارد البشرية فـي منطقة ديربورن التعليمية، وبعد ذلك أصبح مديراً تنفـيذياً لخدمات الموظفـين والطلاب فـي المنطقة.
إضافة الى خبرته التعليمية والإدارية، ماليكو حائز على درجة الدكتوراه فـي القيادة التعليمية ودراسات السياسة التربوية من جامعة «وين ستايت» ولديه القدرات الأكاديمية والخبرة المهنية المطلوبة لقيادة وتحسين أداء مدارس ديربورن العامة التي تشكل رابع أكبر منطقة تعليمية فـي ولاية ميشيغن. والأهم من ذلك، فإن المفتش الجديد يعرفنا ويعرف جاليتنا ملياً من خلال تجربة عمله فـي المنطقة منذ ١٢ عاماً، مما يجعله على دراية وخبرة باحتياجات أطفالنا وتوجهات الجالية.
إنَّ العمل على تعزيز مشاركة الجالية العربية والأهالي عموماً فـي الأمور التربوية، يجب أن يكون له أولوية للقيادة الجديدة، وهي رؤية تتبناها «صدى الوطن» منذ سنوات طويلة لإيمانها العميق بأهمية التعليم العام فـي مدينة ديربورن التي تشكل مركز الثقل الأساس للجالية العربية، وهي ستواصل جهودها فـي هذا المضمار بالتركيز على تفعيل النقاش وقنوات التواصل بين الأهالي والطلاب والجسمين التعليمي والإداري فـي المدارس العامة لما يصب فـي مصلحة المجتمع.
من هذا المنطلق، نحث أولياء الأمور فـي جاليتنا على التواصل والتعاون مع أبنائهم الطلاب وكذلك المعلمين والإداريين لتحسين أداء مدارسنا ورفع نتائج طلابنا الذين نفخر بهم. وندعوا الأهالي- قبل انطلاق العام الدراسي المقبل إلى أن يعيدوا النظر بدورهم فـي العملية التربوية، وأن يكونوا أكثر فعالية وانخراطاً عبر مشاركتهم بأفكارهم وهواجسهم مع المسؤولين، كما ندعوهم الى الإستفسار حول جميع المسائل التي قد يجدونها سلبية أو غامضة، فالمشاكل لا تحل نفسها بنفسها.
وهنا لا بد من الإشارة الى بعض المشاكل الأساسية التي يجب معالجتها من قبل الإدارة الجديدة، فقد عانت بعض المدارس فـي ديربورن من تراجع تصنيفها الأكاديمي وفق بيانات الولاية، وذلك بسبب ضعف أداء الطلاب المهاجرين فـي اللغة الإنكليزية وهو ما انعكس سلباً على نتائجهم فـي الإمتحانات الرسمية، لذلك نرى أن الاستثمار فـي برامج التعليم لثنائيي اللغة أمراً ذا فائدة لجميع الطلاب فـي مدارس ديربورن العامة.
كما ندعو ماليكو إلى توسيع التسهيلات والترتيبات الثقافـية والدينية للطفل العربي والمسلم فـي ديربورن عن طريق إدخال خيارات أكثر للأطعمة الحلال على قوائم الطعام فـي جميع أنحاء المنطقة التعليمية والاعتراف بعطلتي عيد الفطر والأضحى المباركين. وأخيراً باسم ادارة الجريدة نتمنى للمشرف العام الجديد التوفـيق فـي عمله ومهامه الجديدة مقدمين له الدعم الكامل لتتكلل مهمته بالنجاح. كما نشكر ويستون على جهوده خلال السنوات السبع التي قضاها فـي الخدمة حيث قام بعمل جدير بالثناء من خلال الإبقاء على الموارد المالية للمدارس منتظمة فـي جميع أنحاء المنطقة التعليمية إبان فترة الركود، وأيضاً للجهود التي بذلت لتحسين الأداء الأكاديمي فـي بعض المدارس المتعثرة.
Leave a Reply