واشنطن – انخفض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة للعام الثاني على التوالي للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، ويعتقد أن ذلك ناجم عن انتشار المواد الأفيونية وتفاقم أزمة الجرعات الزائدة من المخدرات، بحسب ما أظهرت إحصاءات نشرت الأسبوع الماضي.
وتستخدم المسكنات التي تعتمد على مشتقات الأفيون في تسكين الآلام الحادة على نطاق واسع في الولايات المتحدة وغالباً ما تؤدي بالمرضى إلى الإدمان على المخدرات.
وانخفض العمر المتوقع في عام 2016 بمقدار 0.1 سنة إلى 78.6، وفقاً للمركز الوطني للإحصاءات الصحية. وكان أجل الحياة المتوقّع عند الولادة عام 2017 76.1 سنة للرجال و81.1 سنة للنساء، علماً بأن متوسّط الأعمار المتوقّع للسكّان كان 78.9 سنة، عام 2014.
وهذا أول انخفاض لمتوسط الأعمار لعامين متتاليين منذ 1962–1963. وحدث آخر انخفاض مشابه عام 191٨–191٩.
كما شهدت الولايات المتحدة انخفاضاً لمتوسط الأعمار عام 1993، في ذروة انتشار وباء الإيدز.
أزمة الأفيون
أدت سنوات من الإفراط في وصف المسكنات الأفيونية في الولايات المتحدة إلى نشوء أزمة إدمان على الصعيد الوطني، مع تحول بعض المرضى إلى الهيروين وغيره من المواد المخدرة الفتاكة عندما تتوقف وصفاتهم الطبية.
وقال روبرت أندرسون، رئيس إحصاءات الوفيات بالمركز الوطنى للإحصاءات الصحية، «إن العامل الرئيسى فى كل هذا هو الزيادة فى الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المخدرات».
ووصف أندرسون استمرار الانخفاض للعام الثاني بأنه «أمر صادم».
وفي عام 2016، توفي 63,600 شخص بسبب تناول جرعة زائدة من المخدرات، وفقاً لمركز الرقابة والوقاية من الأمراض (سي دي سي)، بزيادة 21 بالمئة عن العام السابق، وثلاثة أضعاف المعدل في عام 1999.
وفي العام 2017، توفّي 70 ألف أميركي تقريباً بسبب جرعات زائدة من المخدرات، أي أكثر بـ10 بالمئة من إجمالي الوفيات سنة 2016.
وزادت الوفيات جراء الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية بنسبة 28 بالمئة، مما أسفر عن مقتل 42,249 شخصاً، معظمهم في الفئة العمرية من 25 إلى 54 عاماً.
ومن شأن انخفاض متوسط العمر المتوقع مرة أخرى في عام 2017، أن يمثل أول انخفاض لثلاث سنوات متتالية منذ جائحة الإنفلوانزا الإسبانية قبل 100 عام.
وتعزى الزيادة المفرطة في الجرعات الزائدة إلى غزو المواد الأفيونية الاصطناعية مثل الفنتانيل، للسوق الأميركية، وهي أقوى بـ100 مرة من الهيروين.
واشترى العديد من المستخدمين، الهيروين الذي تم خلطه بالفنتانيل دون العلم بذلك.
وقفزت حالات الوفاة الناجمة عن الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية الاصطناعية إلى 19,410 في عام 2016، من 9,850 في عام 2015، و5,540 في 2014، وفقاً للتقرير.
أبرز أسباب الوفيات
وانخفضت معدلات الوفيات الناجمة عن سبعة من أصل 10 أسباب رئيسية للوفاة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية والسكري، الأمر الذي عادل الزيادة في الوفيات بسبب الجرعات الزائدة.
وأضاف أندرسون «إذا لم تنخفض الوفيات جراء الأسباب الأخرى، لكان الأمر أصبح أكثر سوءاً».
وارتفع معدل الوفيات لعام 2016 بنسبة 9.7 بالمئة بسبب الحوادث غير المتعمدة، و3.1 بالمئة لمرض ألزهايمر –ويرجع ذلك جزئياً إلى شيخوخة السكان– و1.5 بالمئة للانتحار.
وفي تقرير منفصل، ربط «سي دي سي» الزيادة بنسبة 133 بالمئة في حالات التهاب الكبد الوبائي «سي» بين عامي 2004 و2014 إلى زيادة عدد المستخدمين الذين يتعاطون المسكنات الأفيونية.
وفي تشرين الأول (أكتوبر)، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاقم سوء استخدام المواد الأفيونية بأنه حالة طوارئ عامة ما ساعد في توجيه المزيد من الاموال الفدرالية لمكافحة الأزمة.
Leave a Reply