ديترويت – المدن الأميركية الكبرى بحاجة إلى مصارف عملاقة تدعم وضعها المالي والاستثماري، وهي ميزة افتدقتها ديترويت لسنوات طويلة، لكنها على وشك أن تعود.
فقد منحت السلطات الفدرالية موافقتها الأولية على صفقة اندماج مصرفي «كميكال بنك» و«تي سي أف بنك» لتشكيل أكبر مصرف في ولاية ميشيغن والـ50 على مستوى الولايات المتحدة، على أن يتم إنجاز الصفقة بشكل كامل بحلول مطلع شهر آب (أغسطس) القادم.
وسيتخذ المصرف الجديد اسم «تي سي أف بنك» على أن ينتقل مقره الرئيسي إلى وسط ديترويت التجاري، فور إنجاز ورشة بناء برج جديد من عشرين طابقاً يضم نحو 500 موظف، عند تقاطع شارعي وودورد وإليزابيث.
ومنذ مغادرة مصرف «كوميريكا» لديترويت عام 2007، افتقدت عاصمة السيارات إلى وجود أي مصرف عملاق يوفر لها الدعم المالي والاستثماري، إلا أن قرار «كميكال بنك» بنقل مقره الرئيسي من مدينة ميدلاند إلى ديترويت، ولاحقاً قرار اندماجه بمصرف «تي سي أف»، سيعيد ديترويت بقوة، إلى الخارطة المصرفية في أميركا، حيث من المتوقع أن تبلغ أصول المصرف الجديد نحو 45 مليار دولار إضافة إلى استثمارات بسبعة مليارات، كما سيكون عاشر أكبر مصرف تلقياً للإيداعات في منطقة الغرب الأوسط الأميركي، بحوالي 34 مليار دولار.
وفي حين أن مصرف «كميكال بنك» تأسس في ميدلاند عام 1917 ويتركز تواجده في ميشيغن حيث يعتبر أكبر مصارف الولاية على الإطلاق، إلا أن مصرف «تي سي أف» يتخذ من ولاية مينيسوتا مقراً له وينشط في العديد من الولايات الأخرى.
وبموجب خطة الاندماج التي نالت موافقة السلطات الفدرالية، سيضاعف المصرف الجديد عدد فروعه في منطقة جنوب شرقي ميشيغن، كما سيحتفظ «تي سي أف» بتواجده خارج ميشيغن، لاسيما في مينيابوليس وميلواكي وشيكاغو.
كذلك سيحصل مالكو «تي سي أف» على 54 بالمئة من أسهم المصرف الجديد، مقابل 46 بالمئة لمالكي «كميكال بنك». وستؤدي عملية الاندماج إلى توفير 180 مليون دولار من نفقات المصرفين بحلول عام 2020، على أن يصل عدد الموظفين في ميشيغن وحدها إلى تسعة آلاف موظف.
ومن جانبه، عبر رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، عن حماسه الشديد لقرار المصرف، قائلاً إن المدينة ستستخدم من الآن فصاعداً «كميكال بنك» كشريك مصرفي أساسي لإدارة حسابات البلدية التي تصل أرصدتها الجارية إلى 500 مليون دولار سنوياً، كما تعهد مسؤولو المصرف بافتتاح فروع جديدة في أحياء ديترويت.
كذلك سيشكل بناء المقر الجديد للمصرف، أحدث إضافة على «خط أفق» ديترويت skyline الذي من المتوقع أن يشهد تغييرات كبيرة في غضون السنوات القادمة.
وسيضم البرج الجديد مساحات تجارية على مستوى الشارع إضافة إلى عدة طوابق لمواقف السيارات تعلوها الطوابق الي ستشغلها مكاتب المصرف. كما من المحتمل تخصيص بعض الوحدات السكنية في الطوابق العليا. وتقدر كلفة بناء البرج، بحسب الخطة الأولية، أكثر من 70 مليون دولار، على أن يتم إنجازه في غضون ثلاث سنوات.
ومن المتوقع أن يشهد وسط ديترويت مشاريع عمرانية ضخمة ستعيد تشكيل واجهة الداونتاون، أبرزها ورشة بناء أعلى ناطحة سحاب في موقع متاجر «هادسون» سابقاً، ومجمع «مونرو بلوك» السكني–التجاري إضافة إلى مشاريع ضخمة أخرى.
Leave a Reply