اسطنبول – انطلقت في تركيا الجولة الثالثة من المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة غداة تصويت البرلمان الإسرائيلي على مشروع يمنع تقديم تنازلات بخصوص هضبة الجولان المحتلة، فيما أعلنت فرنسا أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيعقد لقاء مع نظيره السوري في باريس الشهر الجاري.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، خلال زيارة إلى مفاعل ديمونا في جنوب فلسطين المحتلة، إن «المفاوضات غير المباشرة مع السوريين تتواصل لكي يصبح بالإمكان إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وسوريا، على أمل أن نتمكن من التوصل إلى السلام مع سوريا، وأن نضمن في الوقت عينه أمن دولة إسرائيل».
وقد نقل في تركيا عن مصادر في الخارجية التركية تأكيدها أن الجولة الثالثة من المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة انطلقت الثلاثاء الماضي في مدينة إسطنبول. وكان مسؤول إسرائيلي أكد في وقت سابق الثلاثاء الماضي أن شالوم ترجمان ويورام توربوفيتز، مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، سيتوجهان إلى تركيا للمشاركة في المفاوضات.
وبحسب المسؤول الإسرائيلي، الذي رفض الكشف عن اسمه، تأمل تل أبيب إمكانية البدء في مفاوضات مباشرة مع الجانب السوري خلال الأسابيع المقبلة على الرغم من التصويت الذي جرى الاثنين في الكنيست الإسرائيلي بخصوص هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 .
وكان مسؤولون إسرائيليون وأتراك وصفوا الجولة الثانية من المفاوضات السورية الإسرائيلية التي انتهت في 16 حزيران (يونيو) الماضي بالإيجابية.
تصويت الكنيست
واعتمد الكنيست الاثنين الماضي في قراءة أولى مشروع قانون يفرض إجراء استفتاء أو الحصول على تأييد 80 نائبا من أصل 120 للمصادقة على أي تنازلات تتعلق بأراض ضمتها إسرائيل مثل هضبة الجولان أو القدس الشرقية. وحصل النص على تأييد 65 نائبا مقابل 18 علما بأنه يجب أن يخضع لقراءة ثانية وثالثة قبل أن تصبح له سلطة قانون. وخلال تصويت الاثنين، صوت نواب «كاديما» (حزب أولمرت) و«حزب العمل» و«شاس»، أبرز أحزاب الغالبية الحكومية، لصالح هذا النص الذي وصفه زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو بأنه جاء تصحيحا لوضع سابق كان يساعد الحكومات الإسرائيلية على التخلي عن أراض بسهولة، بحسب تعبيره.
وفي المقابل نددت النائبة زيهافا غالون من حزب «ميريتس» اليساري المعارض بهذا النص معتبرة أن «الكنيست يحاول من خلال ذلك نسف أي احتمال لإجراء مفاوضات حول الجولان».
واعتبر إيهودا هاريل ممثل نحو عشرين ألف مستوطن إسرائيلي يقيمون في الجولان أن هذا التصويت «يضع عمليا حدا لأي احتمال انسحاب»، مشيرا إلى أن المحادثات الجارية في تركيا أشبه بالمسرحية لأن السوريين «غير مستعدين لقطع تحالفهم مع إيران ووقف دعمهم للمنظمات الإرهابية، في حين أن إسرائيل لن تنسحب من الجولان».
وقال رئيس كتلة «التجمع الوطني الديموقراطي» في الكنيست جمال زحالقة. إن نتيجة التصويت هي بمثابة إعلان رسمي بأن إسرائيل ترفض الحلول السياسية»، مضيفاً «في كل الأحوال، قضية الاحتلال ليست قضية إسرائيلية داخلية تقرر فيها الكنيست والقانون الإسرائيلي، بل هي قضية صراع دولي يحكمه القانون الدولي والشرعية الدولية».
Leave a Reply