واشنطن – أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد 14 تموز (يوليو) الجاري، موعداً لبداية حملة اعتقالات وترحيل جماعي، متوقِّعاً أن تطال «ملايين» المهاجرين غير الشرعيين.
وفيما ترقب أنصار الهجرة بقلق، حملة المداهمات، لم تُسجَّل بحلول المساء أيّ اعتقالات واسعة النّطاق في المدن الأميركيّة الكبرى التي حددتها شرطة الهجرة والجمارك (آيس) لإطلاق حملتها.
وكان من المنتظر أن ينتشر عناصر «آيس» في شوارع 10 مدن أميركيّة كبيرة، لتوقيف حوالي ألفي مهاجر غير شرعي صادرة بحقهم أحكام ترحيل. وقال مدير الأجهزة الفدرالية للتجنيس والهجرة كين كوتشينيللي لصحيفة «نيويورك تايمز» إن «شرطة الهجرة تسلمت أوامر بالطرد صادرة عن محاكم بحق حوالي مليون شخص».
وفي اليوم الموعود، لوحظ نزول عدد كبير من الناشطين الحقوقيين إلى شوارع المدن الكبرى من أجل توثيق أيّ عمليّات توقيف وتقديم المشورة إلى الموقوفين الذين لا يملكون أوراقاً ثبوتية. وكشف رئيس بلديّة نيويورك، بيل دي بلازيو، في مؤتمر صحفي عن تنفيذ السلطات الفدرالية لثلاث عمليّات مداهمة في المدينة، لكنّ «عناصر شرطة الهجرة لم يتمكّنوا، في أيٍّ من تلك الحالات، من العثور على الفرد الذي كانوا يبحثون عنه».
وفي ديربورن بولاية ميشيغن، داهم عناصر فدراليون، الاثنين الماضي، مطعماً عربياً في المدينة، دون أن تسفر العملية عن اعتقال أحد. ولم يتم توثيق أية مداهمات أخرى في منطقة ديترويت خلال الأسبوع الماضي، بحسب فرع «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية».
وردّاً على سؤال لـ«فوكس نيوز»، رفض الرئيس المؤقت لـ«آيس»، ماثيو ألبنس، تقديم مزيد من التفاصيل حول العمليّات الأمنيّة المقررة في انطلاقة الحملة التي وعد بها ترامب.
ويبدو أن حملة التوقيفات هذه ستشمل عدداً أقل بكثير من «الملايين» الذين توقع ترامب اعتقالهم في حزيران (يونيو) الماضي مع إعلانه عن العملية التي أرجئت حينذاك. لكنّ ذلك لم يُبدّد قلق الذين قد تطالهم الحملة.
وما أثارَ قلقاً أكبر هو ما ذكرته وسائل إعلام من أنّ سُلطات الهجرة تنوي أيضاً إبعاد أيّ مهاجرين غير شرعيين تعتقلهم خلال عمليّات الدّهم ولا تكون أسماؤهم مدرجةً على لوائح الأفراد الذين تبحث عنهم.
وقال رئيس بلدية شيكاغو، الديمقراطي لوري لايتفوت، لشبكة «سي أن أن»، «هذا الغموض وهذا الخوف مدمّران. وهذا أمر لا جدال فيه».
لكنّ الرئيس الأميركي أكّد أنّ «رؤساء بلديات مدن عدّة يُطالبون» بهذه الحملة، وقال «معظمهم (رؤساء البلديات). هل تعرفون لماذا؟ لأنهم لا يريدون جرائم في مدنهم وفي ولاياتهم».
وكان ترامب أعلن عن بدء حملة واسعة لترحيل مهاجرين غير قانونيين في نهاية الأسبوع الماضي. وقال «أتوا بطريقة غير قانونية، في حين سنرحّلهم بطريقة قانونية. الأمر بسيط للغاية».
وأوضح أنّ هذه الحملة «ليست أمراً أحبّ فعله، لكنّ أناساً أتوا إلى بلدنا بطريقة غير قانونية»، مؤكّداً أنّه «مضطرّ» للقيام بعمليات الترحيل.
وأضاف «ملايين الأشخاص يقفون في طوابير ليصبحوا مواطنين في هذا البلد». وتابع «أجروا الاختبارات، درسوا، تعلموا الإنكليزيّة، انتظروا لسبع سنوات أو ثمان أو تسع.. ليس من العدل أن يكون كافياً لشخص عبور الحدود للحصول على الجنسية (الأميركية)».
وأعلن ترامب حملة التوقيفات في 21 يونيو ثم أرجئت أسبوعين حتى يتسنى للكونغرس التوصّل إلى تسوية بشأن التدابير الأمنية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وندد الديمقراطيون بالعملية واسعة النطاق التي تهدد بحسبهم، أشخاصاً مقيمين منذ زمن طويل في الولايات المتحدة وأسسوا فيها عائلات من بين أفرادها مواطنون أميركيون.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إنّ «هذه العملية سترهب الأطفال وتمزّق العائلات» وبعضها معقد لافتقاد أحد الآباء، الأوراق القانونية، بينما يعتبر الأولاد أميركيين بالولادة.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أنّ المهاجرين غير القانونيين المستهدفين بالحملة هم من الوافدين حديثاً إلى الولايات المتحدة، وقدموا ملفات لطلب تشريع أوضاعهم في نهاية 2018 وتلقوا أمر الترحيل في شباط (فبراير) الماضي.
والجدير بالذكر أن مستوى عمليات الترحيل في عهد ترامب، لم تبلغ بعد، أرقام سلفه باراك أوباما. ففي العام 2018، تم ترحيل 250 ألف مهاجر غير شرعي من الولايات المتحدة، بينما في العام 2012، في عهد أوباما، تم طرد 410 ألف مهاجر.
Leave a Reply