ديترويت
انطلقت في الأسبوع الماضي الأعمال التحضيرية لمشروع إزالة الطريق السريع «375»، الذي يشكل الحدود الشرقية لداونتاون ديترويت، تمهيداً لاستبداله بشارع تجاري عريض، في إطار خطة ممولة فدرالياً لفتح منطقة الوسط التجاري على الأحياء المحاذية لها شرقاً.
وفي المرحلة الأولى من المشروع، باشر علماء الآثار أعمال حفر على طول الواجهة البحرية لمدينة ديترويت، تحضيراً لبدء أعمال الهدم في العام المقبل.
وتهدف الحفريات التي ستستمر طيلة شهر آب (أغسطس) الجاري، والتي ستصل إلى عمق 20 قدماً، إلى تحديد ما إذا كانت هناك أي معالم أثرية في المنطقة، علماً بأن الطريق السريع «375» وشارع جيفرسون لن يتأثرا بهذه الأعمال حالياً.
ويرمي المشروع الذي تلقى منحة فدرالية بقيمة 105 ملايين دولار من إدارة الرئيس الأميركي السابق جوزيف بايدن، إلى تحويل أوتستراد «375» إلى جادة رئيسية على مستوى الأرض، تربط بين حي لافاييت والداونتاون.
وستضم الجادة الجديدة ستة مسارات تمتد بالاتجاهين، بين تقاطعي الطريق السريع «75» وطريق جيفرسون، بالإضافة إلى مسار ثنائي الاتجاه للدراجات الهوائية على الجانب الشرقي من الطريق.
ويشكّل «375» –الذي بدأ بناؤه عام 1959– «خندقاً إسمنتياً» عازلاً بطول 1.1 ميل، يفصل بين «الداونتاون» والأحياء الشرقية من المدينة، وقد تم افتتاحه قبل أكثر من 60 عاماً على أنقاض حيّيَن تاريخيين للأميركيين السود، وهما «بلاك بوتوم» و«پَرادَيس ڤالي».
وقال المؤرخ الديترويتي كين كولمان، إن هدم الحيّين التاريخيين ظل بمثابة جرح غائر في وجدان المجتمع الإفريقي الأميركي بديترويت لأكثر من نصف قرن، معرباً عن أمله في أن يساعد المشروع، الذي تقدر كلفته بنحو 300 مليون دولار، في شفاء هذا الجرح.
وشكل الحيّان آنفا الذكر، أول منطقة يسكنها السود في ديترويت مع بداية موجة «الهجرة الكبرى» للأفارقة الأميركيين الذين كانوا يتركزون في الولايات الجنوبية قبل أن يبدأوا –مع بداية العقد الثاني من القرن العشرين– بالانتشار في سائر أنحاء البلاد، بما فيها ديترويت، بحثاً عن فرص العمل.
وفي أواخر خمسينيات القرن الماضي، قامت الحكومة الفدرالية، بإزالة العديد من أحياء السود الأصلية في العديد من المدن الأميركية الكبرى، في إطار مخططات ربط المدن بشبكة الطرقات السريعة التي بدأ تشييدها على نطاق واسع خلال ستينيات القرن الماضي، على أنقاض أحياء السود.
وفي محاولة للتصالح مع الماضي، خصّصت إدارة بايدن منح بقيمة مليار دولار ضمن «قانون البنية التحتية» الذي وقعه الرئيس السابق عام 2021، «لإعادة ربط المجتمعات» التي تم تقسيمها بمشاريع الطرقات السريعة أواسط القرن الماضي. وحصل مشروع «375» الذي من المتوقع إنجازه بالكامل بحلول عام 2029، على منحة بقيمة 105 ملايين دولار، بطلب من حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر.
Leave a Reply