الجزائر – انتهت عملية الإنتخابات الرئاسية في الجزائر وأغلقت صناديق الاقتراع في ظل توقعات بفوز عبد العزيز بوتفليقة بولاية رابعة وسْط انقسام سياسي حاد، حيث دعي حوالي ٢٢ مليونَ ناخبٍ لاختيار رئيسٍ للبلاد من بينِ ستة مرشحين لكنّ المعطيات تشير إلى أنّ التنافسَ انحصر بين الرئيس الحالي الذي أدلى بصوته وهو على كرسي متحرك، ورئيس الوزراء الأسبق علي بن فليس وعبد العزيز بوتفليقة الأوفر حظاً للفوز بولاية رابعة.
وذكر وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز، إن النسبة النهائية للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 51.7 بالمائة، وأضاف أن النتائج الأولية لهذه الانتخابات ستعلن ظهيرة الجمعة (مع صدور هذا العدد).
ومن جانبه أبلغ عبد العزيز بلخادم وهو الممثل الشخصي لبوتفليقة وكالة «رويترز» أن «مرشحنا هو الفائز… بدون أدنى شك بوتفليقة حقق فوزا ساحقا» دون أن يذكر مزيداً من تفاصيل. لكن المرشح المنافس بن فليس قال إنه لن يقبل بنتائج الانتخابات بعد أن أظهرت معلومات أولية تقدم بوتفليقة في معظم الولايات. وأضاف بن فليس في مؤتمر صحفي عقده في وقت عقب إغلاق صناديق الاقتراع أنه يملك معلومات مؤكدة عن «حالات تزوير خطيرة في الانتخابات» واتهم السلطات الجزائرية بـالتآمر على إرادة الشعب.
وأدلى الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة بصوته وهو على كرسي متحرك يدفعه أحد حراسه الشخصيين ويرافقه عدد من أفراد عائلته وقد نقل التلفزيون الجزائري ذلك على الهواء مباشرة، وحيا بوتفليقة المصورين وموظفي مكتب التصويت بيده اليمنى، بعدما وضع الظرف في الصندوق وبصم بإصبع يده اليسرى في سجل المقترعين.
وأظهرت الحملات الإنتخابية التي اختتمت الأحد الماضي قبل أن ينتشر الجيش وقوى الأمن لضبط الإستقرار، أن الإنتخابات هذه المرة لن تكون كسابقاتها، حيث أن جزءاً كبيراً من المعارضة وشخصيات وطنية دعوا الى مقاطعة الإنتخابات ووصفوها بالمهزلة، وسط مخاوف من انزلاق البلاد الى العنف.
وأثارت أحزاب وشخصيات، تساؤلات حول مدى نزاهة الانتخابات المنتظرة، غير أن وزارة الداخلية ومعها اللجنة القضائية للإشراف على العملية الانتخابية، شددتا في اكثر من مرة على توفير كل الظروف المثالية لاقتراع ديمقراطي.
أما خارجيا فإن رفض الاتحاد الاوروبي وهيئات دولية أخرى، مراقبة انتخابات الرئاسة تثير علامات استفهام وربما قد تسبب احراجاً للحكومة الجزائرية، بالرغم من حضور مراقبين من الامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الافريقي، وأيضا شخصيات دولية مستقلة.
وكانت رموز من المعارضة الاسلامية وشخصيات سياسية قد انسحبت من المشهد الانتخابي، وقررت النزول الى الشارع والدعوة الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وتصنف المعارضة هذه الانتخابات بالمغلقة وبالمحسومة النتائج، إذ قال رئيس جبهة العدالة والتنمية سعد جاب الله «ندعو الشعب لأن يقاطع هذه الانتخابات وأن يطالب بحوار حقيقي مع كل القوى السياسية حول الاصلاحات الدستورية والقانونية».
Leave a Reply