روما – فاجأ البابا بنيديكت السادس عشر العالم بإعلانه استقالته من المنصب الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية، في خطوة غير مسبوقة هو أول بابا يقدم استقالته منذ 600 عام، واعتبرت هذه الاستقالة أكثر غرابة من كل الاستقالات القليلة السابقة التي بلغ مجموعها أربع فقط خلال الأعوام الألف الماضية.
وفي أول ظهور علني منذ إعلان استقالته في مفاجأة مذهلة، أبلغ البابا بنديكت السادس آلاف المسيحيين الأربعاء الماضي أن تنحيه عن كرسي البابوية جاء «لمصلحة الكنيسة». وحظي البابا البالغ من العمر 85 عاما بتصفيق حاد لأكثر من دقيقة كاملة لدى دخوله القاعة التي غصَّت بالحضور بمناسبة ما يسمى بـ«أربعاء الرماد». وتوافد المصلون قبل ساعات من العظة على الساحة التي تسع لـ12 ألف شخص. وقال البابا «كما تعلمون أنني قررت التخلي عن منصبي الذي أعطانيه الرب يوم 19 نيسان (أبريل) 2009». وأضاف «لقد فعلت ذلك بكامل إرادتي لما فيه صالح الكنيسة». وأوضح الفاتيكان أن بنيديكت لن يكون له أي دور في انتخاب خليفته، وسيكون تقاعده تقاعدا كاملا.
وينوي البابا المستقيل أن يعيش حياته مصليا في دير بركن قصيّ في الطرف الشمالي لحدائق الفاتيكان. وكان البابا قد أعلن مطلع الأسبوع الماضي عزمه ترك منصبه في 28 شباط (فبراير) الجاري، وعزا قراره الذي فاجأ به الكاثوليك في أنحاء العالم إلى تقدم العمر وثقل مسؤوليات المنصب.
وأعلن الناطق الإعلامي باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي إنه سيتم انتخاب بابا جديد قبل عيد الفصح في آذار المقبل (مارس).
يذكر أن البابا الألماني بنيديكت السادس عشر، واسمه الأصلي جوزيف راتزنغر، هو البابا رقم 265 في الكنيسة الكاثوليكية. وهذه هي المرة الأولى منذ 600 سنة أن يستقيل بابا من منصبه، وكان آخر بابا استقال هو غريغوار الثاني عشر عام 1415.
وقد هيمن خبر القرار المفاجئ لبابا الفاتيكان على جل أخبار الصحافة العالمية التي تناولت قراره بتحليلات موسعة.
فقد كتبت «ديلي تلغراف» إن استقالته تبدو كخطوة حديثة جدا والدافع معقول تماما: عدم القدرة على إتمام الخدمة الكهنوتية المؤتمن عليها كما ينبغي. وتساءلت الصحيفة «هل فترة حكم البابا القصيرة كانت ناجحة؟
وأجابت بأنه ليس هناك إشارة واحدة تحكم على ذلك لكن إذا كان قصده إعادة أوروبا للرب فإنها عندئذ لم تستجب. وربما كانت بذور الصحوة ساكنة وربما كانت غير مثمرة. وقد يكون البابا القادم أفريقيا. وإن التدين يشهد صحوة جديدة».
Leave a Reply