محمد الرموني – «صدى الوطن»
توعد محافظ مقاطعة أوكلاند أل بروكس باترسون مؤخراً باللجوء للقضاء لوقف إعادة توطين مزيد من اللاجئين السوريين في المقاطعة التي استقبلت ما يقرب من ٥٠٠ لاجئ سوري خلال السنوات القليلة الماضية.
محافظ مقاطعة أوكلاند، أل بروكس باترسون |
وقال باترسون في مقابلة مع برنامج صباحي إن فريق محاميي المقاطعة بصدد رفع دعوى قضائية لوقف تدفق اللاجئين السوريين الى أوكلاند الى حين التأكد من الإلتزام بالقواعد.
وفي وقت لاحق، عقّب بيل مولان المتحدث باسم باترسون بأن المحافظ غير مستعد لتقديم المزيد من التفاصيل حول هذه الخطوة حالياً. وقد جاء تصريح باترسون رداً على سؤال وجهه له مذيع راديو «دبليو جاي آر» فرانك بيكمان بشأن مخاوفه من مدى فعالية عمليات التدقيق الأمني والطبي المتّبعة للتحقق من اللاجئين الذين يتم اسقبالهم على الأراضي الأميركية.
وأردف المحافظ الجمهوري بأن مقاطعة أوكلاند هي أكثر المقاطعات استقبالاً للاجئين في ولاية ميشيغن، والتي تتصدر الولايات الأميركية على هذا الصعيد، و«لذلك نجد أنفسنا تماماً في قلب هذه المعركة»، لافتاً الى أنه قام بإبلاغ مسؤولين في الولاية عن نيته رفع دعوى قضائية مشيراً الى أن أحد شروط رفع الدعوى هو إخطار حكومة الولاية و«وقد أعطينا الولاية علماً بأننا نسير في هذا الاتجاه».
وأوضح مولان بأن الجهة التي يجب إخطارها هي الحكومة الفدرالية وتحديداً مكتب إعادة توطين اللاجئين في ميشيغن، و«قد أبلغناهم بأنه في حال عدم التنسيق مع مقاطعة أوكلاند فإنه سيتم اللجوء الى القضاء».
ويشار الى أن هذا المكتب الفدرالي مهمته مساعدة اللاجئين في التأقلم في المجتمع الأميركي وذلك من خلال ربطهم بالموارد المحلية فور قدومهم الى الولايات المتحدة ورعايتهم لفترة محدودة.
وتشهد مدن مقاطعة أوكلاند إعادة توطين لاجئين من مختلف الجنسيات وبينهم سوريون، وتأتي مدينة تروي في طليعة المدن المرحبة باللاجئين، حيث أصبحت بحسب الإحصاءات ثاني أكثر مدن الولاية احتواء للسكان المولودين في الخارج، متقدمة بذلك على ديربورن، فيما تظل مدينة هامترامك في الصدارة على صعيد ميشيغن.
ووفقاً لوزارة الخارجية فقد وصل الولايات المتحدة 13785 لاجئاً سورياً إعتباراً من أيار (مايو) 2011 لغاية منتصف الشهر الجاري، حوالي 1400 منهم استقروا في ميشيغن، فيما سبقتها في ذلك كاليفورنيا 1500.
ومعظم اللاجئين السوريين الذين إستقروا في منطقة ديترويت الكبرى سكنوا تروي (486) وديربورن (313) وبلدة كلينتون (278) في مقاطعة ماكومب.
ويبرر الخبراء إقبال اللاجئين السوريين على مترو ديترويت بسبب تواجد جالية عربية كبيرة في المنطقة.
وتقع مقاطعة أوكلاند الى الشمال الغربي من ديترويت وعاصمتها بونتياك، وأكبر مدنها تروي وفارمنغتون هيلز وساوثفيلد وروتشستر هيلز ووست بلومفيلد ورويال أوك ونوفاي.
وتضم تروي (٨٣ ألف نسمة) نسيجاً متنوعاً من السكان المهاجرين من الآسيويين واللاتينيين والعرب والأوروبيين.
وقال باتريك ماكلين عضو مجلس إدارة «شبكة الإنقاذ الأميركية السورية»، -وهي منظمة غير ربحية تساعد اللاجئين في التكيف مع الحياة في ميشيغن-، إنه لم يفاجأ من تصريحات باترسون المخيبة للآمال، بحسب ما نقلت صحيفة «ديترويت نيوز». والجدير بالذكر أن باترسون كان ولا يزال من أشد منتقدي إعادة توطين اللاجئين السوريين في ميشيغن، فحينما عرض مشروع إنشاء مجمع سكني في بونتياك لمساعدة هؤلاء في التأقلم في الحياة الأميركية، أرسل باترسون لرئيس بلدية المدينة رسالةً الكترونية يحذره فيها من إمكانية تسرب أعضاء من تنظيم «داعش» الإرهابي الى المدينة، وجاء في تلك الرسالة «أنا مستاء من قرار إنشاء قرية للاجئين السوريين في بونتياك التي تعد مدينة محورية في المقاطعة، وهذا القرار قد يعرضها لخطر وشيك».
وجاءت رسالة باترسون تلك بعد أيام من دعوة أطلقها حوالي ٣٠ من حكام الولايات بما في ذلك حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر، لتعليق دخول اللاجئين السوريين الى حين التأكد من دقة الإجراءات المتبعة للتحقق من خلفيات المتقدمين بطلب اللجوء، لاسيما مع انقطاع العلاقات مع الدولة السورية.
وتعمل وزارة الخارجية الأميركية حالياً على زيادة وتيرة استقبال اللاجئين السوريين في السنة المالية القادمة، علماً بأن حكومات الولايات غير قادرة قانونياً على منع الحكومة الفدرالية من توطينهم على أراضيها، رغم المحاولات الحثيثة في بعض الولايات مثل تكساس.
Leave a Reply