ديترويت
كشف تقرير لصحيفة «ديترويت نيوز» عن تفاصيل نشاط عصابة من المهاجرين الرومانيين غير الشرعيين الذين نجحوا في سرقة نحو 112 ألف دولار من عشرات الكنائس في منطقة ديترويت الكبرى وأنحاء أخرى من الولايات المتحدة، باستخدام عصا طويلة مزودة بمادة لاصقة في نهايتها لسحب الشيكات من صناديق البريد خلال العامين الماضيين.
وبحسب المحكمة الفدرالية في ديترويت، استهدفت العصابة ما لا يقل عن 38 كنيسة في منطقة ديترويت الكبرى، كجزء من مشروع إجرامي طال أكثر من 200 ضحية في ولايات ميشيغن، ديلاوير، ماريلاند، فيرجينيا، جورجيا، أوهايو، إنديانا وكارولاينا الشمالية والجنوبية.
ووفقاً للسلطات، سُحبت أموال الشيكات المسروقة لاحقاً من أجهزة الصراف الآلي، وأُنفقت على شراء سبائك الذهب والمجوهرات وغيرها من السلع الفاخرة، أو حُوّلت عبر «ويسترن يونيون» إلى رومانيا.
وتم الإيقاع بالعصابة المكونة من خمسة أفراد، في إطار عملية نفذها محققو دائرة تفتيش البريد الأميركية باستخدام كاميرات مراقبة وجهاز تتبع وفخّاً محكماً.
ومن بين أفراد العصابة، فلورين بيرزان (40 عاماً) ودلفين جورجيانا إيبور (31 عاماً) التي دخلت الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في عام 2022، وتم رصدها وهي تستخدم أداة سحب الشيكات من كنيسة في بلدة بليموث (غرب ديترويت) الصيف الماضي.
وأقرّت إيبور في نيسان (أبريل) الفائت بالذنب بتهمة التآمر للاحتيال المصرفي، وهي جناية يُعاقب عليها بالسجن لمدة أقصاها 30 سنة. وقالت محامية إيبور، إيلين كاتزمان مايكلز، لصحيفة «ديترويت نيوز»: «لقد تحملت مسؤولية أفعالها، وهي تُعاقب»، مضيفة أن موكلتها تريد «العودة إلى ديارها وعدم الرجوع أبداً إلى الولايات المتحدة».
وفي حين سيصدر الحكم على إيبور في جلسة تُقام بتاريخ 7 آب (أغسطس) المقبل، أقر بيرزان الأسبوع الماضي بتهمة التآمر للاحتيال المصرفي وحيازة بريد مسروق. وتصل عقوبة التهمة الأولى إلى السجن لمدة 30 سنة، مقابل خمس سنوات للتهمة الثانية.
وقال مكتب الادعاء العام الفدرالي إن جميع أعضاء العصابة قدموا إلى الولايات المتحدة عبر الحدود دون إجراء قانوني، مما يمهد لترحيلهم بعد قضاء عقوبتهم.
وتضم قائمة المتهمين ثلاثة مواطنين رومانيين آخرين هم: بوبي–كفين بيرزان، ومايران كريتو، وليونارد ميهايو الذي مازال طليقاً، وجميعهم يواجهون تهماً مماثلة.
وفي تفاصيل القضية، وتحديداً في كانون الثاني (يناير) 2024، لاحظت كنيسة في منطقة ديترويت فقدان بعض الشيكات من بريدها، فقام المسؤولوون فيها بتعديل كاميرات المراقبة الخارجية لتغطي صندوق البريد.
وبعد بضعة أشهر، في 4 تموز (يوليو)، قام عضوان من المجموعة بسرقة شيكات من صندوق بريد في الكنيسة باستخدام أداة طويلة مثبتة في طرفها مادة لاصقة لإخراج البريد من الصندوق المغلق.
وأظهرت لقطات المراقبة عودة الثنائي إلى صندوق بريد الكنيسة نفسها 10 مرات على الأقل خلال الشهرين التاليين.
وفي ثلاثة مقاطع فيديو سُجلت في سبتمبر المنصرم، يُمكن رؤية سيارة «فورد إسكيب» رمادية اللون وهي تصل أمام الكنيسة وكانت بداخلها إيبور، جالسة في مقعد الراكب. وبمجرد سرقة الشيكات، توجه الشخصان إلى جهاز صرافة آلي وأودعا الشيكات من خلالها في حساب مصرفي فتحه شخص يحمل جواز سفر أجنبياً ورخصة قيادة تحمل عنواناً في مدينة هيوستن بولاية تكساس.
وُربطَ هذا العنوان لاحقاً بـ13 حساباً آخر في البنك نفسه، فتحها مواطنون أجانب.
وبالمجمل، حدّدت جهات إنفاذ القانون شيكاتٍ محُرّرة إلى ما لا يقل عن 38 كنيسة في منطقة ديترويت أودعت في تلك الحسابات.
دفعت المعاملات المالية المحققين إلى نصب فخٍّ للعصابة في أواخر سبتمبر الماضي، حيث وضع المحققون بطاقة هدايا من سلسلة متاجر تجزئة وطنية داخل ظرف أبيض. ثم وضعوا ذلك الظرف في صندوق بريد كنيسة في بلدة بليموث.
وأظهر فيديو المراقبة وصول إيبور بسيارة «فورد إسكيب»، قبل أن تستخدم أداة سحب البريد من مقعد الراكب. وبعد بضعة أيام، وتحديداً في 24 سبتمبر، غادرت إيبور وميهايو فندقاً في مترو ديترويت وصرفا قيمة بطاقة الهدية في أحد متاجر وول مارت، وفقاً للادعاء العام.
بعد تحديد سيارة «فورد إسكيب» الرمادية، قام المحققون بتركيب جهاز تتبع سري على السيارة ليتم رصدها لاحقاً في ولايتي إنديانا وأوهايو، حيث تم إيداع المزيد من الشيكات في البنوك.
كما زارت إيبور وميهايو أيضاً العديد من متاجر المجوهرات في شرق ميشيغن، حيث اشتريا، أو حاولا شراء، مجوهرات وسبائك ذهب تزيد قيمتها عن 10,000 دولار.
ومع استمرار المراقبة تتبع المحققون بيرزان وقاصراً مجهول الهوية أثناء قيادتهما السيارة نفسها عبر 16 موقف سيارات تابعة لكنائس في مقاطعتي أوكلاند وليفينغستون أواخر سبتمبر، حيث كان الثنائي يتوقفان بالقرب من صندوق البريد في كل كنيسة.
وأوقف المحققون بيرزان في النهاية وفتشوا السيارة ليعثروا في داخلها على بريد وشيكات مسروقة من الكنائس.
وفي اليوم نفسه، عاد إيبور وميهايو إلى كنيسة بلدة بليموث وحاولا سرقة المزيد من الشيكات. وبدلاً من ذلك، أُلقي القبض عليهما.
ووفقاً للادعاء، كان بداخل سيارتهما 11 شيكاً بقيمة تفوق 21 ألف دولار، مُحررة لعدد من الكنائس، بالإضافة إلى 3435 دولاراً نقداً، وخمس بطاقات خصم بأسماء أشخاص آخرين وستة إيصالات تحويل بنكي.
وضغطت محامية إيبور، من أجل الإفراج عن موكلتها بكفالة للعيش مع ابن عمها في ديترويت، وارتداء جهاز تتبع إلكتروني، والخضوع لمراقبة مكثفة، لكن المحكمة اعتبرت الاتهامات خطيرة لدرجة قد تدفع المتهمة إلى الفرار من المحاكمة، مما أدى إلى رفض إطلاق سراحها بكفالة لضمان مثولها أمام القضاء.
ويأتي الكشف عن قضية العصابة الرومانية وسط حملة على الهجرة غير الشرعية وزيادة في عمليات سرقة البريد ومخططات الاحتيال على الشيكات في جميع أنحاء البلاد. ارتفعت هذه السرقات بشكل حاد مع بداية جائحة كوفيد–19، وبلغ إجمالي قيمة عمليات الاحتيال في الشيكات المتعلقة بسرقة البريد 688 مليون دولار خلال ستة أشهر في عام 2023، وفقاً لتقرير صادر عن السلطات الفدرالية خريف العام الماضي.
Leave a Reply