ديترويت - أطلق طبيب باكستاني أميركي بالتعاون مع جمعية «نيبورلي نيدز»، مشروعاً طموحاً يحمل اسم «حلم ديترويت»، ويهدف الى إعادة إعمار الأحياء الواقعة الى الجنوب من «مركز المسلم» (مسلم سنتر) الواقع قرب تقاطع دايفسون وطريق لودج السريع فـي وسط ديترويت. ويسعى اختصاصي الأشعة من أناربر، وسيم علا، من خلال المشروع الذي لقي ترحيب رئيس بلدية المدينة، الى «تغيير الصورة النمطية السائدة عن المسلمين» وتحويل هذه الأحياء المهجورة الى منطقة تعج بالمسلمين الأميركيين من مختلف انتماءاتهم ولاسيما الأفارقة الأميركيين منهم.
وسارع رئيس بلدية ديترويت مايك داغن الى الترحيب بالمبادرة التي تهدف الى إعمار المنازل المهجورة الممتدة جنوب المركز الإسلامي، من شارع ويفرلي شمالاً وصولاً الى حي بوسطن-أديسون، وقد أعلنت البلدية أنها ستجتمع مع صاحب المبادرة وسيم علا ومدير المشروع مارك كراين، كون المشروع يلبي رغبة داغن فـي تحفـيز النمو السكاني فـي الأحياء وهو يريد إستكشاف السبل التي تؤدي لتحقيق هذه الغاية، بحسب براين بارنهيل من البلدية، كما أن المشروع يتواكب مع مساعي داغن لجذب الناس للإقامة فـي مدينة ديترويت.
وبحسب صحيفة «فري برس» عقد وسيم علا شراكة مع جمعية «نيبورلي نيدز» لإعادة بناء المنطقة بتمويل شخصي منه ومن عائلته ومن عموم الجالية الباكستانية. وقال بارنهيل إن رئيس البلدية أدرك أهمية إعادة إعمار الأحياء وروج لذلك فـي حملته الإنتخابية.
وقال بارنهيل إن قراءة المقال حول مبادرة وسيم علا فـي صحيفة «فري برس» كانت كافـية للتأكيد على نيتهم البدء بإنعاش الجوار المحاذي للمركز الإسلامي، وعملهم جاء متصلا بالعديد من الأولويات الرئيسية لرئيس البلدية المتحمس لدعم النشاط الإيجابي فـي الأحياء، وهو يسعى حقا لإستكشاف السبل التي من شأنها جذب السكان والأعمال التجارية للمدينة، بحسب بارنهيل الذي تساءل «ماذا يمكن للبلدية عمله فـي هذا الصدد»؟ ورد بالقول: «هناك الكثير.. حيث تتوفر مجموعة متنوعة من المبادرات الهامة المقدمة من خلال بنك الأراضي فـي ديترويت (لاند بنك)، فهذا البنك لديه شراكة مع الجمعيات والمنظمات المجتمعية لتسهيل حصولهم على العقارات من خلال تبسيط إجراءات نقل الملكية والتأكد من أن إستخدام تلك العقارات يصب فـي مصلحة سكان الجوار.
وقال بارنهيل إن التمويل يمكن أن يكون متوفراً، وذلك من خلال برامج إستقرار الجوار لدى وزارة الإسكان الأميركية، من ناحيته قال مدير المشروع كرين (27 عاماً) المولود فـي ديترويت وهو مسلم أميركي نقل مقر عمله من شيكاغو الى ديترويت للإشراف على المشروع، إن مسؤولين فـي البلدية نوهوا الى تركيز داغن على تعزيز قدوم المهاجرين الجدد الى ديترويت، لكنه أيضا يرغب بجذب الناس من الضواحي.
وقال كرين «نأمل أن يساعد مشروعنا فـي إستقطاب المهاجرين من العالم الإسلامي، ولكن يهمنا أيضا إستقطاب المسلمين المقيمين فـي المناطق المحيطة مثل كانتون، روتشستر هيلز، ساوفـيلد ومناطق أخرى».
وكانت الصحيفة قد نشرت تقريراً عن مبادرة وسيم علا، التي تهدف لتحويل الأحياء المهجورة الى منطقة جوار خاصة بالمسلمين الأميركيين والمهاجرين تعكس مساهمتهم فـي إعادة إحياء ديترويت.
ولفت التقرير الى أن علا يريد أيضاً «إستعادة شيء مفقود: روح الأصالة عند القاعدة العريضة من السود، الحياة النابضة، الطبقة العاملة، مناطق الجوار للسود التي بني فـيها أول مسجد لهم فـي ديترويت وتم هدمه لشق طريق سريع قبل ستة عقود».
وكان وسيم الله قد اهتم بهذه المبادرة بعد زيارة قام بها لشيكاغو ساهم خلالها فـي مشروع بناء حي مسلم فـي جنوب المدينة، حيث وهب 30 ألف دولار عن روح والده لإعادة إعمار منزل واحد فـي الحي، ومن ثم عاد لديترويت وأسس جمعية خاصة به «شبكة إيندوس للعمل الاجتماعي» والتي أقامت شراكة مع جمعية «نيبورلي نيدز» للقيام بنفس الشيء فـي ديترويت. وهذه هي الطريقة التي يمكن أن يعاد بناء ديترويت على أساسها: منزلاً بمنزل ومبنى بمبنى، وحياً بحي.
Leave a Reply