يعيش العالم حمى انتشار فيروس كورونا المستجد الذي حصد لغاية الآن آلاف الأرواح، فيما أصيب نحو 200 ألف آخرين بالفيروس الذي لم تسلم منه تقريباً جميع بلدان المعمورة.
وعلى الرغم من أن نسبة الوفيات الناجمة عن الفيروس، الذي انطلق من الصين، لا تزال بمستويات منخفضة جداً (1 بالمئة تقريباً) إلا أن الرعب اجتاح دول العالم نظراً لعدم اكتشاف علاج ناجع له لغاية الآن.
وكورونا إلى الآن هو ثالث أقل الأوبئة فتكاً، بعد فيروس متلازمة الشرق الأوسط MERS الذي توفي نتيجته 850 شخصاً بين عامي 2012 و2015، و«سارس» SARS الذي قتل حوالي 800 شخصاً في 2002–2003.
وعلى مر التاريخ تعرض العالم لمجموعة من الأوبئة التي فتكت بملايين الأشخاص هذه أبرزها من الأكثر إلى الأقل فتكاً:
الطاعون الدملي (القرن الرابع عشر)
تسبب الوباء الذي انتشر خلال الفترة بين عامي 1347 و1351، في وفاة ما بين 30 إلى 50 بالمئة من سكان أوروبا، وما يقرب من 200 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم. انتقل الوباء من القوارض إلى البشر عبر البراغيث، ويعتقد أن الصين كانت موطنه الأصلي.
الجدري (القرن التاسع عشر)
حصد الجدري حياة نحو 56 مليون شخص خلال القرن التاسع عشر في مختلف أرجاء العالم. كما تسبب في وفاة ما يقارب من 90 بالمئة من السكان الأصليين في الأميركيتين (الشمالية والجنوبية). وتوفي نحو 400 ألف شخص سنوياً في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، فيما بلغت نسبة الوفيات الناجمة نحو 30 بالمئة من إجمالي عدد المصابين.
الإنفلونزا الإسبانية (1918–1919)
تسبب الفيروس في وفاة أكثر من 50 مليون إنسان، فيما أصيب نحو 500 مليون شخص حول العالم.
طاعون جستنيان (القرن السادس)
قضى هذا الوباء على ما بين 30 إلى 50 مليون شخص في القرن السادس الميلادي أو ما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت.
ضرب الفيروس الإمبراطورية البيزنطية وخاصة عاصمتها القسطنطينية، وكذلك الإمبراطورية الساسانية والمدن الساحلية حول البحر الأبيض المتوسط بأكمله، حيث كانت السفن التجارية تؤوي الجرذان التي تحمل البراغيث المصابة بالطاعون.
وساهم انتشار الفيروس في توقف الأنشطة التجارية وإضعاف الإمبراطورية البيزنطية، مما سمح للحضارات الأخرى باستعادة الأراضي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأجزاء من آسيا.
الوباء الثالث (1855)
وهو نوع متطور من الطاعون ظهر في عام 1855 في مقاطعة يونان الصينية. انتشر الوباء بعدها إلى دول العالم ليتسبب بنهاية المطاف بمقتل 12 مليون إنسان في الهند والصين وحدهما.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد استمرت الإصابات بالفيروس حتى عام 1959، عندما انخفض معدل الوفيات العالمي منه إلى نحو 200 شخص سنوياً.
الأيدز (ظهر عام 1981)
اكتشفت أول حالة إصابة بالمرض في عام 1981، ولا يزال آلاف يصابون به حول العالم لغاية اليوم. ومنذ ذلك التاريخ حصد المرض أرواح 25 إلى 35 مليون إنسان حول العالم.
الإنفلونزا الآسيوية (1956–1957)
انتشر هذا النوع من الإنفلونزا في الصين عام 1956، وكان الفيروس المسبب للعدوى H2N2، لينتقل بعدها إلى سنغافورة عام 1957. كان إجمالي عدد الوفيات الناجمة عنه ما يزيد على المليون شخص حول العالم.
الكوليرا (1817–1923)
ظهر هذا الوباء في الهند، وانتشر في معظم أنحاء المنطقة ثم إلى المناطق المجاورة، وأودى بحياة مليون خلال الفترة بين عامي 1817–1923.
ووصفت منظمة الصحة العالمية الكوليرا التي تصيب سنويا ما بين مليون وأربعة ملايين شخص– بأنها «الوباء المنسي». وتقول المنظمة إن تفشي الوباء السابع الذي بدأ عام 1961، لا يزال مستمراً حتى الآن، وظهر هذا جلياً في اليمن التي توفي فيها نحو ثلاثة آلاف طفل خلال الفترة بين عامي 2016 و2020 نتيجة الكوليرا.
إنفلونزا الخنازير (2009–2010)
ظهر هذا الوباء في 2009، في الولايات المتحدة والمكسيك، ومنهما انتقل إلى جميع دول العالم وأسفر عن وفاة 18,500 شخص، مما اضطر منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة الطوارئ في 2010.
إيبولا (2014 و2016)
في البداية ظهر الفيروس في قرية صغيرة في غينيا عام 2014، وانتشر بعدها إلى عدد من البلدان المجاورة في أفريقيا وبعض دول العالم. وقتل الفيروس أكثر من 11 ألف شخص خلال الفترة بين عامي 2014 و2016.
Leave a Reply