ديربورن
بالشراكة مع بنك «هانتينغتون»، أقامت «صدى الوطن»، الحفل السنوي الأول لتوزيع المنح الدراسية لبرنامج «قادة مستقبليون في طور الإعداد» FLIP، وسط حضور حاشد ضمّ فعاليات رسمية ومجتمعية وأهلية غصّت بهم قاعة «ساميت» بمدينة ديربورن، مساء الأربعاء الماضي.
وإضافة إلى عائلات الطلاب الفائزين بالمنح، حضر الحفل عدد كبير من المسؤوليين البارزين، من بينهم محامية الاستئناف العام بولاية ميشيغن فدوى حمود، ومحافظ مقاطعة وين وورن أفينز، ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود، ورئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي، ورئيس بلدية وستلاند بيل وايلد، ورئيس بلدية إنكستر باتريك ويمبرلي، إلى جانب لفيف من القضاة ورجال الأعمال والنشطاء المجتمعيين.
وشهد الحفل توزيع 75 ألف دولار على 20 طالباً تم اختيارهم من بين 140 متقدماً من ثانويات «ديربورن» و«فوردسون» و«أدسل فورد» بمدينة ديربورن، بالإضافة إلى ثانوية «كريستوود» بمدينة ديربورن هايتس.
واستوفى نصف المتقدمين تقريباً، شروط البرنامج الذي صُمم بالتعاون بين «صدى الوطن» وبنك «هانتيغتون» لدعم الطلاب المنخرطين اجتماعياً، استناداً إلى معايير محددة، تشمل: تحقيق معدل دراسي لا يقل عن 2.5، مستوى دخل الأسرة، رسائل التوصية من المعلمين، رصيد الطالب من المنح الجامعية الأخرى، بالإضافة إلى كتابة مقال حول تجاربهم الاجتماعية وتطلعاتهم المستقلبية.
وستصرف المنح التي تفاوتت بين ألف وعشرة آلاف دولار للطالب الواحد، لتغطية الأقساط الجامعية المترتبة عليهم.
وكانت لجنة مؤلفة من ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني، ورئيس مجلس إدارة بنك «هانتينغتون» غاري تورغو، والمشرف العام على مدارس ديربورن د. غلين ماليكو، والمشرف العام على مدارس «كريستوود» د. يوسف مسلم، إضافة إلى مسؤولين تربويين وإداريين في المنطقتين التعليميتين، قد توصلت –أواخر أيار (مايو) الماضي– إلى اختيار القائمة النهائية للطلاب الفائزين وفقاً لنظام نقاط يشمل المعايير المعتمدة.
وفي كلمة مقتضبة خلال الحفل، أثنى ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني على جهود رئيس مجلس إدارة بنك «هانتينغتون»، غاري تورغو، الذي كان صاحب الفضل في تحويل فكرة البرنامج إلى «واقع ملموس»، وقال السبلاني: «أود أن أشكر السيد غاري تورغو على هذه المبادرة، والذي لولاه ما كنا هنا اليوم نحتفل بتكريم عشرين طالباً في مجتمعنا».
وأشار السبلاني إلى أن برنامج المنح سيساعد الطلاب على تحقيق أهدافهم التعليمية، مؤكداً بأن التعليم يشكل العامل الأساسي في نضج الشخصية وفي تطور المجتمع المحلي.
وأكد السبلاني بأن عملية اختيار الفائزين كانت «شاقة للغاية» وأنها تطلبت مشاركة العديد من الأشخاص، وقال: «لقد تم اختيار هذه الكوكبة من بين حوالي 70 طالباً انطبقت عليهم شروط البرنامج، وقد تم تقليصهم إلى 26 ثم إلى 20 في المرحلة النهائية». وأضاف: «إن مجتمعنا يعج بالطاقات الموهوبة والخلاقة والمستعدة لرد الجميل، وكل ما علينا فعله هو دعمهم والأخذ بيدهم لمساعدتهم على مواصلة دراستهم بغية تحقيق طموحاتهم الفردية والعامة».
وكان السبلاني قد تشارك مع تورغو في تصميم برنامج المنح، آخذاً بعين الاعتبار الأشكال المتطورة للتعليم الجامعي والاحتياجات التعليمية في أوساط الجالية العربية بمدينتي ديربورن وديربورن هايتس، والتي شهدت أجيالاً متعددة من العرب الأميركيين الذين حرصوا على تحقيق النجاح الأكاديمي والمهني على مرّ السنين.
وأعرب السبلاني عن أمله في مواصلة برنامج FLIP خلال السنوات القادمة. وقال: «إننا نتطلع إلى مواصلة تعاوننا مع بنك هانتينغتون في العام القادم، وعلى مدار السنوات القادمة»، مضيفاً: «نحن ندعم الطلاب المتفوقين، مع ثقتنا بقدرة معظمهم على أن يكونوا قادة فاعلين في المستقبل”.
من جانبه، اعتبر تورغو، برنامج المنح الدراسية استثماراً مستداماً في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس، مؤكداً أن «أفضل عطاء.. هو ذلك العطاء الذي لا ينتظر أي شيء بالمقابل».
وأشار تورغو إلى أن أحد الدروس التي تعلمها خلال حياته المهنية تتلخص في أن النجاح الحقيقي لا يتحقق من خلال ما يحصّله المرء، وإنما، على العكس من ذلك، يتحقق مما يقدمه للآخرين. وقال: «بدلاً من تحقيق النجاح أولاً، والتفكير بالعطاء لاحقاً، فإن العطاء أولاً هو الخيار الأفضل والأمثل.. وهو النجاح الحقيقي الذي يستمر طوال الحياة».
وأوضح تورغو أن العمل مع السبلاني، وفر له فرصة التعرف على من وصفهم «طلاباً فوق العادة»، وقال: «هؤلاء الطلاب كانوا من أفضل الأشخاص الذين قابلتهم في حياتي، وأنا متأكد من أنهم سيحققون نجاحات باهرة في المستقبل».
ولفت تورغو إلى أن تمويل برنامج المنح الدراسية من قبل بنك «هانتينغتون»، هو «مساهمة متواضعة لهؤلاء الطلبة الذين يستحقون كامل الدعم المادي والمعنوي خلال مواصلة تعليمهم الأكاديمي»، مبدياً ثقته بأن «تطوير المجتمع سيظل أحد أهدافهم الرئيسية».
ويُشار إلى أن بنك «هانتينغتون» لديه أكثر من 1,100 فرع ويعتبر أحد أكبر المصارف العاملة في منطقة الغرب الأوسط الأميركي. ويقع مقر المصرف الرئيسي في ولاية أوهايو، بينما يجري العمل على إقامة مقر تجاري له بوسط مدينة ديترويت، في إطار صفقة اندماج «هانتينغتون» و«تي سي أف» تمت عام 2020.
وأشار تورغو إلى أن برنامج FLIP بالشراكة مع «صدى الوطن»، يمثل «فرصة عظيمة لكي يسهم البنك في ضمان مستقبل زاهر لمجموعة متميزة من خريجي الثانويات العامة في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس».
وخلال الحفل، نقل السبلاني عن تورغو رغبته بمواصلة وتوسيع البرنامج في العام المقبل.
وتحدث خلال الأمسية التي قدمها رشيد العبد، عدد من المسؤولين البارزين، بينهم محافظ مقاطعة وين وورن أفينز ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود ورئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي والقاضية في محكمة مقاطعة وين مريم بزي والمحامي عبد حمود.
شكر وعرفان
الطالبة رحاب جادالله من ثانوية «كريستوود» أبدت لـ«صدى الوطن» سعادتها الغامرة بالفوز بإحدى المنح الثلاث البالغة عشرة آلاف دولار، وذلك على الرغم من أن العام الدراسي لم يكن مثالياً بالنسبة لها.
وتابعت «رغم أنني لم أتمكن من التسجيل في الكلية التي أحلم بها، إلا أن الفوز بهذه المنحة كان بمثابة تعويض مرضٍ بالنسبة لي».
وأشارت الطالبة الفلسطينية الأصل إلى أهمية أن يقوم المجتمع بمساعدة خريجي المدارس الثانوية على دفع الأقساط الجامعية التي تزيد من أعباء الأسر المحدودة الدخل، وقالت: «إن الدراسة الجامعية باتت مكلفة للغاية، وسوف تساعدني هذه المنحة على تسديد جزء من الأقساط المترتبة عليّ».
ولفتت جادالله إلى أن التزاماتها الأكاديمية لم تمنعها من الانخراط في الأنشطة المدرسية والمجتمعية، والتخرج –في نهاية المطاف– بمعدل 3.95. وأكدت والدتها السورية الأصل، بأن رحاب «تطور نفسها» لإنجاز المهام والفروض المترتبة عليها، وقالت: «لقد تمكنت من التخرج بتفوق رغم المصاعب والعقبات التي عانت منها أسرتنا على مدار السنة المنصرمة».
من جانبه، أكد الطالب في ثانوية «كريستوود» رامي عياش بأن برنامج FLIP، يعتبر «فرصة عظيمة للطلبة الذين حققوا معدلات جيدة»، و«الذين كانوا منخرطين بشكل إيجابي وفعال في مجتمعاتهم».
وقال عياش الذي يتطلع إلى دراسة «التمويل» في «جامعة وين ستايت» بديترويت، وهو من أصول لبنانية: «إن هذا البرنامج هو إقرار بإنجازات الطلاب الفائزين، وتقدير مهاراتهم القيادية، مما سوف يحفزهم على رد الجميل للمجتمع ومساعدة الأشخاص الذين يعيشون في محيطهم».
ووصفت الطالبة في ثانوية «كريستوود»، شيرين الصغير، شروط البرنامج بأنها كانت «مثالية» بالنسبة لها، وقالت: “لقد كنت محظوظة للغاية، لأن شروط المنحة كانت ملائمة تماماً بالنسبة لي، وقد توافقت مع تجاربي الدراسية والمجتمعية خلال العام الماضي.
الصغير التي تخرجت بمعدل 4.2، أشارت إلى أنها قامت بالعديد من الأدوار القيادية خلال أزمة كورونا، بدءاً من مساعدة العائلات إلى التثقيف حول مخاطر الوباء، مؤكدة أن الانخراط في المجتمع سيبقى أمراً ذا أهمية قصوى بالنسبة لها.
بدوره، أوضح الطالب في ديربورن، محمد الياسري، بأنه يستعد لمتابعة دراسة الهندسة الميكانيكية في «جامعة ميشيغن»–فرع آناربر، لافتاً إلى أن المنحة شكلت دافعاً معنوياً كبيراً لتحفيزه على المشاركة المجتمعية، وأنها كانت بمثابة تكريم لعائلته العراقية الأصل، التي كان أكبر الأثر في دعمه خلال مسيرته الدراسية.
وأثنى الطالب في ثانوية «أدسل فورد»، جارالله أحمد، على برنامج المنح الذي يستهدف الطلبة المنخرطين بشكل عميق في مجتمعاتهم، لافتاً إلى أن معظم الطلاب يفضلون التركيز على أداء فروضهم الدراسية وتجنب الأنشطة الاجتماعية في العام الأخير من المرحلة الثانوية.
ولفت الطالب اليمني الأصل إلى أنه عمل متطوعاً في العديد من المؤسسات المجتمعية والمراكز الدينية خلال أزمة كورونا، وقال أحمد الذي يتطلع إلى دراسة هندسة الطيران: «إن هذا البرنامج يتميز عن غيره من البرامج الأخرى بكونه يركز على أصحاب المهارات غير التعليمية، ويشجعهم على رد الجميل للمجتمع الذين يعيشون فيه».
الطلاب الفائزون
■ منح بقيمة عشرة آلاف دولار:
– حسن زبيب (كريستوود)
– هايزول بيزارو (كريستوود)
– رحاب جادالله (فوردسون)
■ منح بقيمة خمسة آلاف دولار:
– آمنة لورين فيريس (ديربورن)
– أحمد تاج (فوردسون)
– ناتالي شعبان (ديربورن)
– آية رضا (كريستوود)
■ منح بقيمة 2,500 دولار:
– جلال مجلي (ديربورن)
– جمال مسلّم (ديربورن)
– مريم الزيات (كريستوود)
– كريسبل كاسترو–كاستانيدا (فوردسون)
– مريم ياسين (كريستوود)
– رامي عياش (كريستوود)
– نور كشيشي (كريستوود)
– شيرين الصغير (كريستوود)
■ منح بقيمة ألف دولار:
– أوليفر أنجل (ديربورن)
– جارالله أحمد (أدسل فورد)
– منيرة العمري (أدسل فورد)
– زهرة العمارة (ديربورن)
– محمد الياسري (هنري فورد إيرلي كولدج)
Leave a Reply