ديربورن هايتس – في العام 2004 اختير دانيال باليتكو من قبل أعضاء المجلس البلدي في مدينة ديربورن هايتس لإكمال ولاية الرئيسة السابقة للبلدية، روث كانفيلد التي استقالت في منتصف ولايتها. وبعد ان أكمل النصف الباقي من ولايتها تمكن باليتكو من الفوز بولايتين أخريين، وحاليا يسعى باليتكو للاحتفاظ بمنصبه لولاية جديدة بمواجهة رئيسة المجلس البلدي الحالية جانيت بادلو.
تعتبر مدينة ديربورن هايتس من المدن الهادئة (النائمة) أو بالتعبير الاميركي «غرفة نوم» وهي صفة تطلق على المدن الصغرى التي لا تحتوي على قاعدة صناعية تؤمن لها مداخيل ضرائبية ضخمة، فالاغلبية من عوائد ديربورن هايتس تأتي من الضرائب المفروضة على العقارات الشخصية، أي منازل سكانها، ولذلك عندما هبطت قيمة البيوت خلال السنوات الخمس الأخيرة رافقها هبوط عوائد المدينة الضرائبية بنسبة 30 بالمئة، ما جعل المدينة تعاني عجزاً كبيراً دفع مدناً مماثلة الى تقليص خدماتها بشكل كبير.
فمدن عديدة اضطرت الى التضحية بعناصر الشرطة والاطفاء أو عقود جمع النفايات وصيانة البنية التحتية، والطرقات ومكاتب البلدية وغير ذلك من الأمور التي يتم تمويلها بأموال دافعي الضرائب التي شهدت شحّاً في السنوات الأخيرة، إلا أن ديربورن هايتس اجتازت الأزمة مع الحفاظ على كل دوائرها تحت إدارة باليتكو، واستمرت في دفع رواتب لـ250 موظفاً بلدياً.
ولا شك أن اجتياز هذه التحديات كانت بحاجة الى جهود جبارة من قبل شخص حاذق يتقن قراءة الارقام فقد تمكن باليتكو من تسيير شؤون البلدية بثلثي الميزانية المعهودة، مستفيداً من خبرته كمحاسب قانوني (سي <ـي أي) خدم هذه المدينة طويلاً.
فاجراءات تخفيف الكلفة التي اتخذها جنبا الى جنب مع «المساعدة التي لا تقدر بثمن من سكان المدينة وموظفيها»، مكّنت ديربورن هايتس من اجتياز مرحلة الخطر بفضل خبرة باليتكو الذي خدم المجلس البلدي لمدة 29 عاماً، كما مثّل سكان المدينة في مجلس نواب الولاية.
وخلال سنوات حكمه العشر كرئيس للبلدية، انقذ باليتكو ديربورن هايتس مصير مدن أخرى وضعت حكومة الولاية اليد عليها وفق قانون الطوارئ المالية، الا ان ديربورن هايتس تمكنت من الصمود وفي طريقها الى الشفاء السريع، فقد انهت البلدية هذه السنة المالية بفائض في الميزانية قدره ثلاثة ملايين دولار.
إن وجه المدينة يتغير ببطء في الوقت الذي يزيد عدد الناس الذين يرون فوائد العيش في ديربورن هايتس حيث نرى تدفّقاً سكانياً ثابتاً من قبل العرب الاميركيين للسكن في المدينة من بين الضواحي الأخرى المجاورة. انهم يرون «مدينة نائمة» ببيوت جيدة ومناخ للعيش يحبذ الخصوصية الفردية وخدمات بلدية ممتازة.
Leave a Reply