فاطمة الزين هاشم
الورد هذا الاسم المعشوق من جميع البشر، وخاصة العشّاق، لما له من ارتدادات إيجابية حين يهديه الحبيب لحبيبته، مثلما له فوائد عظيمة منها الصحية والنفسية، فهذا النبات يريح النفس والجسد، لذلك نرى الورد تُزيّن به البيوت كما تُزيّن الشوارع، ويستخدم أيضاً في الأفراح وحتّى في الأحزان.
والكثير منّا يجهل فوائد وكنوز الورد، وما أريد أن أوضحه لقرائي الكرام أنّ الورد ليس مظهراً فقط، فالناس يشترونه لشكله الجميل وأنا منهم حيث أضعف أمام منظر الورد، تسحرني ألوانه وأنحني أمام رائحته العطرة، ورغم أنّ معظم الناس يشترونه للتعبير عن الحب، غير أنّ الأبحاث العلمية أثبتت أنّ لرائحة الورد مفعول قوي يؤثر على مزاج المرأة بحسب نوع الزهرة واختلاف رائحتها، فلقد خلقه الله لنتمتّع بجماله ونستفيد منه من الناحية الصحية والنفسية.
هذا النبات الجميل الذي يصنع منه شراب الورد وزيت الورد الذي يستعمل في المساج، يعدّ من الزيوت المشهورة في العلاج وتخليص الجسم من الطاقات السالبة وجعله يشعر بالراحة، أمّا الزهورات فحدّث ولا حرج، فهي المشروب المفضّل عند اللبنانيين في فصل الشتاء يكاد لا يخلو بيت من اقتنائها.
إذا أردنا أن نعدّد فوائد زيت الورد فهي كثيرة، حيث يستخدم في تدليك الوجه ويعمل على إزالة التعب والإجهاد، وذلك بإضافة قطرتين منه إلى زيوت كالياسمين والصندل، كما يستخدم للتخلص من تشققات الجلد والتئام الجروح، مثلما يقول الطب البديل إنه يساعد في تخفيف التجاعيد، كما يمكن الاستفادة منه بخلطه مع زيت الغلسرين وهذا يساعد على تصفية الجسم وشدّ التجاعيد ومنح الراحة النفسية، كذلك يمكن إضافته إلى زيوت الشعر ليعطي الرائحة العطرة واللمعان لذلك في هذه الحالة تفضّله النساء خاصّة كبار السنّ. أمّا عسل الورد فله خاصية أخرى ورائحة مميزة وفوائد كثيرة يعرفها من يهتم بالعسل، وينصح بتناوله من يشكو من ضعف اللثة وقروح الفم، ولمن يشكو من الضغوط النفسية بأن يأخذ كوب ماء ويضيف إليه عسل الورد، علماً بأنّ هذه الميزة موجودة بشراب الورد اللذيذ الذي يقدّم في المناسبات السعيدة، فشراب الورد أصبح شعار كلّ فرح، ولمن يعاني من بشرة شاحبة فإنّ عسل الورد يعطي نضارة للوجه، وهناك بعض الدراسات تنصح النساء باقتناء الأزهار كمفتاح للتخلّص من الضغوط النفسية.
هنا أستنتج من هذا كله، أن جارنا السيد محمّد علي عجمي قد علم بهذه الفوائد العظيمة فحوّل حديقة منزله إلى منتزه قلّ نظيره، فقد جمع بين الإناقة وحسن المنظر وترتيب الأشكال الهندسية الرائعة، ومن مدخل الحديقة تحتار العين على أية ناحية تركز، إذ هناك شتلات من كلّ الأنواع والألوان منتشرة على مساحة المكان الرحب، إنه منظر يمجّد الخالق، أبدعته يد هذا الرجل العظيم، حيث يعود بعد الظهر من عمله فيبدأ العناية بالورود حتى المغرب، ولم يقتصر عمله على حديقته فقط وإنّما غرس الورود أمام منازل الجيران واعتنى بها أيضاً.
يتمتع هذا الرجل بإنسانية لا مثيل لها، يساعد الجميع ويعرض خدماته على جيرانه ويعتبرهم اخوة وأخوات له، ولا أنسى منذ سنتين حضر وزوجته إلى حديقة منزلي وبذرا فيها بذور البندورة وغرسا شتلات الزنبق لضعف معرفتي بالزراعة، عافاك الله يا أبا باقر وجعل حياتكم مزدهرة كالورود المغروسة في حديقتكم.
Leave a Reply