شيكاغو – اختار الرئيس المنتخب، جو بايدن، أميركية من أصل فلسطيني لتكون ضمن طاقم موظفيه في البيت الأبيض بعد تنصيبه رسمياً في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل.
وقال فريق حملة بايدن في بيان رسمي إن ريما دودين ستتولى منصب نائب مدير مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض.
وتعمل، دودين، حالياً مديرة لمكتب السناتور الديمقراطي عن ولاية إلينوي، ديك دوربين، وهو أيضاً بمثابة نائب زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس.
وستعمل دودين مع شوانزا غوف ولويزا تيريل، اللذين تم الإعلان عن ضمهما لفريق البيت الأبيض مؤخراً، على صياغة الوعود التي أطلقها بايدن في حملته الانتخابية إلى مسودات قانونية وتقديمهما إلى مجلسي النواب والشيوخ. ويتوقع أن تشكل صياغة حزمة دعم اقتصادي جديدة التحدي الأكبر أمام الفريق، وفقاً لما نقلته شبكة «أم أس أن بي سي».
دودين، بدأت حياتها العملية قبل 14 عاماً مع دوربين متدربة في مكتبه، ثم ارتقت «لتصبح واحدة من أكثر الموظفين الجديرين بالاحترام في كابيتول هيل»، بحسب بيان للسناتور.
ويصفها البيان بأنها «ذكية وجديرة بالثقة وتحظى باحترام الأعضاء والموظفين من كلا الحزبين».
وقالت حملة بايدن، التي كانت تعهدت من قبل بتشكيل فريق «يعكس تنوع أميركا» إن التعيينات الجديدة تدفع بتوجهها لـ«ضمان حصول كل أميركي على فرصة عادلة».
وتنحدر دودين من عائلة فلسطينية مسلمة وكان والداها يحملان الجنسية الأردنية، قبل أن يهاجرا إلى الولايات المتحدة.
والدها اسمه باجس ووالدتها سامية، وهما من بلدة دورا قرب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وتخرجت ريما من «جامعة كاليفورنيا» عام 2002، بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ونالت شهادات أخرى في القانون من «جامعة إلينوي» عام 2006.
وهي أيضاً زميلة في «مركز ترومان للأمن القومي»، و«مجلس القادة الجدد»، وعضو سابق في «مجلس العلاقات الخارجية»، وعضو في جمعية «جينكينز هيل» المعنية بدعم النساء في السياسة.
وشاركت، دودين، من قبل كمتطوعة لـ«حماية الناخبين» في عدد من الحملات من بينها حملة الرئيس السابق، باراك أوباما. وخلال عملها نائبة لرئيس طاقم دوربين، اكتسبت دودين خبرة كبيرة في التغلب على المآزق التي تعترض العملية التشريعية، وهي مهارة ستستعين بها في مهمتها الجديدة في البيت الأبيض.
ويصفها بن مارتر، مدير الاتصالات السابق لدى السناتور دوربين، الذي عمل مع ريما لمدة أربع سنوات، بأنها قوة بناءة وهائلة بين موظفي مجلس الشيوخ، وتعرف كيف تعمل تحت الضغط.
وقال: «لا أحد يعرف مجلس الشيوخ أفضل من ريما حتى أنها ساهمت في تأليف كتاب عنه». وشاركت ريما دودين في تأليف كتاب «داخل الكونغرس: دليل سياسات مجلسي النواب والشيوخ» الصادر عن معهد «بروكينغز».
وبعيداً عن خبرتها، أشار مارتر إلى سجل الثقة التي حافظت عليه مع الموظفين، مضيفاً أنها معروفة جيداً ومحترمة الجانب من قبل الحزب الجمهوري أيضاً.
وتأكيداً على ذلك، رحبت مونيكا بوب، كبيرة موظفي طاقم زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، جون كورنين، بتعيين ريما، وقالت إن كلا الحزبين يحترمانها.
وبالنسبة إلى العرب الأميركيين، وتحديداً في منطقة شيكاغو، كان هناك الكثير من الأسباب للاحتفال بتعيين دودين. وقالت ريبيكا أبو شديد الباحثة في «معهد هاري ترومان للأمن القومي»، وهي منظمة مقرها واشنطن، إن تعيين ريما دودين، تاريخي، بالنسبة إلى العرب الأميركيين.
وهذه المرة الأولى التي يشغل فيها عضو من المجتمع العربي الأميركي منصباً مخصصاً في دفع أجندة الرئيس التشريعية إلى الكابيتول هيل (الكونغرس).
وقالت أبو شديد: «ما يجعلني أفتخر بها بحق هو تميزها ونزاهتها في مدينة منقسمة مثل واشنطن. ريما هي الموظفة النادرة التي يعترف الجميع بمهنيتها».
وقال زياد عسلي، وهو فلسطيني أميركي ومدير سابق لـ«فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين»، إن قصة دودين تجسد نجاح المهاجرين في الولايات المتحدة.
Leave a Reply